فزنا في معركة الموصل فهل نفوز بالسلام

البروفيسور خليل شمه

تتوالى الاحداث في العراق والمنطقة ببطأ ملحوض يرافقه ترقب سياسي على الصعيدين الاقليمي والدولي في انتظار الفوز بحصة من كعكة العراق الذهبية . الحكومة العراقية في حيرة من امرها. فبعد الفوز في معركة الموصل وباقي اجزاء المنطقة الغربية فهل هي باستطاعتها الفوز في صراعها الداخلي وترميم البيت العراقي سياسيا.

–       على الصعيد العراقي

–       توحيد الصف الوطني بكل اطيافه ومكوناته. الامر الذي كان صعبا طيلة 14 سنة ويصعب الان او مستقبلا تحقيقه لتباين وتناقض الرؤية والرؤى والاهداف والاجندات لكل طيف وكتلة في المجتمع العراقي

–       صعوبة بل استحالة التوفيق السياسي بين حكومة اقليم الكورد والحكومة المركزية. فالاولى لن تتخلى عن هدفها في الاستقلال السياسي او الانفصال بمستوى تحقيق نظام كونفدرالي يزيد من ترسيخ وتثبيت هويتها القومية ونيل ما يمكن نيله من مكتسبات جيوسياسية وجيواقتصادية

–       تشرذم وتصدع وصراع داخل صفوف الكتلة الحاكمة وتباين في اسلوب التعامل مع الحدث او الاحداث بهدف الاستحواذ على اكبر حصة السلطة والنفوذ والثروة

–       الحال نفسها تنطبق على كتل المكون السني وعلى كتل المكون الكوردي

–       كل الكتل والاطياف السياسية الحاكمة (شيعي سني كردي) هشة في ادائها في نهجها وفي اهدافها. فالجامع الوحيد لديمومة سلطاتها هو الجشع والفساد والسذاجة

اما على الصعيد الاقليمي:

–       اكثر البلدان العربية وإن كانوا في الظاهر مع معركة العراق ضد الارهاب اما في الباطن فاكثرهم داعمون الفتنة في العراق ويعملون على جعل العراق بلدا يسوده التوتر السياسي لتعطيل التنمية فيه. فعراق قوي نامي متطور لايصب في صالح الدول الاقليمية صاحبة النفوذ في المنطقة ومنها السعودية مثالا

–       وعلى الصعيد الدولي:

–       لن تسمح الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية لاستمرار حكم الشيعة (شيعة السلطة) ولا هم راغبون بوجود دولة كوردية مستقلة وسيقفون بوجه التطلعات السنية السياسيةعلى غرار حكم صدام حسين

–       ترامب ومن امثالهم الشعوبيون سيبذلون اي جهد في تحقيق اهدافهم الجيوسياسية والجيواقتصادية في العراق وفي المنطقة

–       وهذه الدول تنتظر لحظة الحسم في موضوعة العراق ومستقبله السياسي بعد الانتهاء من معركة الموصل والانتهاء من الازمة السورية

–       والموقف من ايران يختلف في يعض مفاصله عن الوضع السياسي في العراق. فإيران غير العراق من حيث الولاءات ومستلزمات التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحجمها الاقتصادي والجغرافي ودورها المتنامي في المنطقة وهي اي إيران (اقوى دولة في المنطقة ) محط اهتمام كبير للجهات الاستثمارية الغربية وهي ايضا عنصر توازن في المنطقة بالنسبة للاستراتيجية الأمريكية سياسيا واهمية دورها المتصاعد في المنطقة واحتمالية عودة إيران لدورها كشرطي الخليج بدعم امريكي للحفاظ على المصالح الغربية

–       تعمل امريكا على جعل إيران محايدا في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وهذا سينعكس ايجاباعلى الخارطة السياسية والاقتصادية في المنطقة لصالح النفوذ الامريكي وجزئيا لصالح إيران

وماذا بعد:

توقعاتي تشير الى تغيير طبيعة النظام السياسي في العراق وصولا الى اقامة حكم موالي للولايات المتحدة الامريكية تكون الادارة بيد حاكم امريكي يوجه بوصلة النظام صوب الاستقرار بعيدا عن المليشيات بكل اصنافها وتوجهاتها …

بعد معركة الموصل سيبدا قتال بين العرب السنة والكورد على المناطق المتنازع عليها، ومعركة بين السنة والشيعة على المناطق المتنازع عليها في غرب العراق. وهو الامر الذي يسعي الجانب الامريكي وكذا التركي على ترسيخه ودعمه حتى تكون الاطراف العراقية المتصارعة قد استنفذت كل وسائلها العسكرية والاعلامية والشعبوية والتعبوية وهي المرحلة التي نسميها ساعة الصفر ساعة الحسم لتحقيق الهدف الامريكي الرئيسي في الاستحواذ على كل شاردة وواردة في موضوعة العراق. واتوقع كذلك ان يتم ذلك بالتعاون مع إيران ونسبيا مع السعودية التي هي الاخرى على خارطة الطريق الامريكي المتعلق بالتغيير وعلى المدى الابعد؟
بالرغم من كل توقعاتي المذكورة ارى ان في جعبة ترامب اكثر من سيناريو وخاصة ما يمثله من ديماغوية وبرغماتية بعيدة المدى وخاصة لو اخذنا بنظر الاعتبار قوله:” لن نحمي او نساعد احدا دون مقابل”.

 

Prof.PhD. Khalil Shamma

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here