رواية من زمن العراق ح ٣٣ … محال التسجيلات الصوتية

الكاتب وليد فاضل العبيدي

٥/٥/٢٠١٧

يحدث في العراق..

كانت محلات بيع التسجيلات الصوتية فد حالة لطيفة جدا في بغداد وبالذات مناطق النهضة وباب الشرجي وسوك هرج بالميدان..

كان لهذه المحلات دور كبير في انشاء حس فني مرهف لدى الشارع العراقي وشجعت العديد من المواهب على الولوج في مجال الفن وما لحقه من تطور في مسابقات مواهب الريف والاغنية السابقة .

فكان لهذه المحال اضفاء رمزي للرفاهية المنزلية على اعتبارها مقتنيات  شخصية  يتمتع بها الفرد في بيته او واسطة نقله الخاصة ضافة الى دورها في اضفاء الهدوء على المشاعر .

بصراحة ..

الاغنية والتسجيلات الصوتية علمت وعدلت العديد من السلوك والقيم التي كادت تندثر ..

وبالذات الحب والوفاء والمراسيل ،استطاع النظام من خلالها ان ينجح في التوجيه المعنوي للمواطن بديلا عن ازمة الدين والعرق .

اما البرامج الاذاعية فكانت قمة في الادب والروعة والذوق في الاختيار .

فديو م بعيد الزغير شتريت كومة  شرايط مكطعة  بخمس دنانير من سوك هرج  بعيديتي في وقت كان سعر الكاسيت الاصلي بالتسجيلات فارغ دينار ونص .

لزمتهن فرك وتنظيف واشتريت بمية فلس صبغ اظافر احمر ..

لزكتهن  بصبغ الاظافر وحبيت جواهن كطوف مال جكاير بغداد ابو الجيس  ومسحتهن بالمغناطيس مال سماعة المسجل.

طلعت منهن سبع شرايط نظيفة ورحت لتسجيلات انغام. النهضة حتى يخلي بيهن اغاني..

كلي شتريد ..

كتله عبدالله رويشد ،وحسين حسين البصري،وسعاد عبدالله .

صفن عليه ..

ومنوعات ..

جبتهن وجيت فرحان ،خلصت عيديتي ولابارة بقت عندي ..

الكاسيت تمسحه وتسجل فوكاه الف مرة كلشي ميصير بيه ..وجانت الناس فاتحها بيوتها ومحلاتها  على باب الله ..

ولا عاد هسه .

انريد نسمع نغمة نفتهما ماكو..

تريد اغنية محترمة ماكو..

وفوكاها صنف تجاري كامل ومهنة تسجيل صوتي انتهت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here