نيويورك تايمز: قوات الشرطة الإتحادية تشكو من تحملها أعباء تحرير الموصل القديمة

ترجمة: أحمد الزبيدي

فتحت القوات العراقية جبهة جديدة فى الساحل الأيمن من الموصل فى تحول كبير يهدف الى تسريع القتال الذي تباطأ كثيراً في الاونة الاخيرة مخلفا إصابة مئات الآلاف من المدنيين في ساحة معركة شوارع.
وقال بيان عسكري ان الهجوم بدأ في وقت مبكر من يوم الخميس حيث بدأت الفرقة التاسعة لقوات الجيش وأفراد من منتسبي وزارة الداخلية الذين انسحبوا في مهمة قتالية أخرى بدخول الموصل من الشمال.
وتشق قوات مكافحة الإرهاب طريقها من الجنوب، والهدف من العملية الجديدة هو إجبار تنظيم داعش على القتال في عدة جبهات مما سيؤدي الى انهيار دفاعاته.
وستتطلب العملية الجديدة أيضا تنسيقا دقيقا بين الجيش العراقي وقوات وزارة الداخلية وقوة مكافحة الإرهاب التي تقدم تقاريرها إلى سلطات مختلفة في بغداد، ويبدو أنها تقاتل في بعض الأحيان في معارك منفصلة.
وظهرت التوترات بين القوات العراقية المختلفة في اجتماع مغلق عقده رئيس الوزراء حيدر العبادي في منتصف نيسان في مدينة حمام العليل التي تقع على نهر دجلة على بعد 20 كم جنوب شرق الموصل. وحذر العبادي، الذي كان يرتدي الزي الأسود لقوات مكافحة الإرهاب، قادته من أن إطالة أمد المعركة لأنه لن يصب إلا في صالح تنظيم داعش، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتسريع الخطى.
إلا أن ذلك أعقبه نقاش حاد بين القادة العراقيين المحبطين بشأن وحداتهم التي تقدم أكبر التضحيات، ومن يتحمل عبء المرحلة التالية من المعركة.
واشتكى الفريق رائد شاكر جودت قائد قوات الشرطة الاتحادية، الذي عانت قواته الكثير من الخسائر بين صفوفها عندما تقدمت من الجنوب على طول نهر دجلة، من أن قواته تقاتل بشدة ولكن الجيش العراقى لم يدخل بعد المدينة، المليئة بالقناصة والسيارات المفخخة.
لكن الفريق عبد الرشيد يار الله، رئيس مركز العمليات في محافظة نينوى، الذي يشرف على معركة الموصل، اشتكى من ان القتال الجريء لقوات الشرطة الاتحادية، لم يعد يكتسب زخما.
وفي إشارة الى حجم التضحيات المقدمة فقد زينت قاعة الاجتماعات ، بصور الجنود العراقيين الذين استشهدوا في القتال ضد تنظيم داعش.
وقال اللواء عبد الوهاب الساعدي، من قوات مكافحة الإرهاب، الذي حضر الاجتماع. وهو قائد بارز في المنطقة، “كان الهدف من الاجتماع هو معرفة ما إذا كانت الشرطة الاتحادية قد انجزت واجباتها وكيفية اضطلاع الجيش بدور اكبر في المشاركة في القتال داخل المدينة”.
وقال الجنرال الساعدي ان “كل القادة يحاولون ان يقولوا ان قواتهم بذلت قصارى جهدها لكن دعونا نرى الحقيقة على الارض”، مؤكدا ان جهاز مكافحة الارهاب استعاد معظم أراضي تنظيم داعش.
وبدأ الجنرال يار الله بعد أيام من المشاورات مع زملائه القادة أعقبت ذلك الاجتماع ببذل مزيد من الجهود للقضاء على الخلافات وبناء توافق في الآراء حول خطة جديدة.
وذلك بمنح الفرقة التاسعة دورا جديدا، وقد دعمه بهدوء الفريق ستيفن ج. تاونسند، الذي يقود قوات المهمات القتالية بقيادة الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وكانت الفرقة التاسعة، وهي وحدة مدرعة، قد تموضعت في شمال الموصل بعد أن كانت تقاتل على طول أحد التلال المتربة غربي المدينة لقطع خطوط إمدادات داعش وطرق الهروب المحتملة إلى الغرب.
اما القوات في الجنوب فقد تم تعزيزها بقوات التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية ولواءين عسكريين انسحبا من مهامهما الأمنية في الساحل الأيسر للموصل وتلعفر.
وتقوم نظرية الهجوم على اساس أن الهجوم من الشمال سيجبر داعش على تقسيم عملياته الدفاعية ويسهل على قوات مكافحة الإرهاب إحراز تقدم من الجنوب. كما سيمكن الشرطة الاتحادية من تحصين مواقعها فى الجزء الجنوبى من غربي الموصل.
وقد تم توقيت هذه العملية لتتزامن مع تحسن الاجواء المناخية حتى تتمكن طائرات الهليكوبتر الاميركية من طراز اباتشى والطائرات المسلحة والطائرات الحربية التى تطير جوا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها من تقديم الدعم الجوي الجاهز.
كما نفذت طائرة عراقية واحدة على الأقل من طراز F16 غارات جوية؛ وقال الجيش العراقى ان الهدف كان مصنعا لتفخيخ السيارات.
ولكن تعزيز الفرقة التاسعة سيشمل بعض المقايضات. فقد تم نقل بعض من قوات التدخل السريع وتم إرسالها الى جنوب غربي الموصل لتعزيز حجم الوحدات المرابطة فيه.
ومن شأن ذلك أن يزيل بعض الضغوط العسكرية على مقاتلي داعش في الجزء القديم المكتظ بالسكان من مدينة الموصل، الذي ما يزال يلوح في الأفق وانه سيشهد أشرس المعارك، ويوجد المسجد الكبير حيث ألقى أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، خطبة له في تموز 2014. في الجزء القديم من المدينة
ويبدو أن القادة العراقيين يضعون في حساباتهم تطهير معظم مناطق الساحل الأيمن لمدينة الموصل قبل ان يتجهوا الى تطهير المدينة القديمة نهائيا.
وقال العقيد جون ل. دوريان المتحدث باسم القيادة بقيادة الولايات المتحدة فى بغداد، ان تعداد قوة داعش في الموصل “اقل بكثير من ألف مقاتل” ولكنه أضاف انه “سيكون من الصعب جدا ازاحتهم من مواقعهم.وأضاف “عندما يكون القتال في مثل هذا النوع من التضاريس الحضرية الكثيفة، يمكن لعدد صغير من المقاتلين السيطرة على الأرض”.
تم تشكيل قوات مكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من غزوها للعراق عام 2003 للقيام بغارات للقبض على المتمردين أو قتلهم. وهي تقدم تقاريرها مباشرة إلى رئيس الوزراء وتضطلع بدور قيادي في العمليات الحضرية الواسعة النطاق ضد تنظيم داعش لأنها تمتلك أفضل المدربين وهي الأكثر قدرة بين القوات العراقية المقاتلة.
اما الجيش العراقي، الذي عمل التحالف بقيادة الولايات المتحدة على إعادة بنائه بعد فقدانه الموصل امام تنظيم داعش في عام 2014، فيقدم تقاريره لوزارة الدفاع. وتقدم الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع تقاريرهما إلى وزارة الداخلية.
وقال ديفيد م. ويتي، وهو عقيد متقاعد من القوات الخاصة في جيش الولايات المتحدة ومستشار سابق لقوة مكافحة الإرهاب: “لدى القوات المشاركة في حملة الموصل مراجع إبلاغ مختلفة. وتتنافس الوزارات المختلفة فيما بينها، فكل منها يكافح من أجل السلطة، والنفوذ، والهيبة، والموارد”.
وجاهد العراقيون لتنسيق عمل قواتهم عندما بدأوا هجومهم لاستعادة الساحل الأيسر من الموصل في تشرين الأول. الا ان مسؤولين من الجيش الاميركي يصرون على ان التنسيق بين القوات العراقية تحسن فيما بعد بمساعدة من المستشارين الاميركيين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here