يبدو أن تبرير شرطة كربلاء لعملية مقتل الشاب حسين موزان في ظروف غامضة ومحاطة بشبهات بعد اعتقاله ، نقول يبدو أن هذا التبرير قد جاء بمثابة اقبح من الفعل ذاته ..
فحسب بيان الشرطة ذاتها فأنها قد اعتقلته ضمن ( مجموعة من الشباب تتسكع في منطقة الجمعية في الهندية * ) فمثلما يتضح من بيان الشرطة الآنف الذكر بأن كل ذنب الشباب هو تسكعهم فحسب ، الأمر الذي دفع بالشرطة إلى اعتقالهم بسبب تسكعهم ، دون إقدامهم على ارتكاب جناية أو جريمة أو جنحة ما التي تستوجب اعتقالهم أو حجزهم حسب مواد وفقرات قانون العقوبات الجزائية ..
و افتراضا لو إنهم كانوا ” يتسكعون ” في منطقة يمنع الدخول إليها لأسباب أمنية أو اجتماعية ففي هذه الحالة يجب تنبيههم و تحذيرهم ، والطلب منهم بالمغادرة بشكل رسمي ، وفي حالة عدم المغادرة بالرغم من التحذير الرسمي فآنذاك يمكن توقيفهم و حجزهم في النظارة لبضع ساعات ومن ثم فرض عليهم غرامات مالية معينة من قبل القاضي المختص .. بسبب مخالفة الأنظمة والقواعد و ليس خرقا للقانون أو ارتكابا للجناية أو جنحة ما ..
فالتسكع في مكان ما لا يعتبر جريمة في بلد بلد من بلدان العالم ..
و حتى في عهد النظام السابق عندما كان أحد المواطنين يسير أو يدخل لعدم دراية أو قصد ــ منطقة قريبة إلى القصر الجمهوري أو أحد فروعها لعدم دراية أو قصد ــ فكانت تجري عملية تنبيهه والطلب منه الابتعاد من هناك فورا و إلا ..
أضف إلى إن ملابسات و ظروف عملية تعذيب و مقتل الشاب حسين موزان الغامضة تذكرنا بعملية مقتل المدرب الرياضي و تحديدا مدرب نادي كربلاء ” محمد عباس، ” الذي جاء من هولندا لتدريب الشباب العراقيين مجانا و تطوعا فضُرب و عذُب و قُتل بنفس الطريقة الأنفة الذكر ..
و معنى ذلك ثمة سوابق متشابهة لشرطة كربلاء في هذا الخصوص..
، فمن هنا ضرورة تشكيل لجنة تحقيقية محايدة مع الاستعانة بخبراء العدل الطبي المحايدين أيضا لكشف ملابسات و ذيول هذه ” الحادثة ” المفجعة بصورة تفصيلية و واضحة لا يشوبها أي شك أو ريب ….
علما أن لجنة تحقيقية من هذا القبيل لا يعول عليها لكونها تخرج بلا نتيجة أو فائدة مثلما الأمر حتى الآن بعشرات لجان تحقيقية ..
هامش ذات صلة :
* ( شرطة كربلاء تنفي تعرض الشاب المتوفى للتعذيب وتروي تفاصيل اعتقاله
نفت مديرية شرطة محافظة كربلاء، الجمعة، تعرض الشاب المتوفى “حسين مازن” الى التعذيب خلال التحقيق، مشيرة الى أنه فارق الحياة اثناء علاجه في المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية.
وقال مدير اعلام شرطة المحافظة العقيد علاء الغانمي في بيان إن “قيادة شرطة محافظة كربلاء المقدسة تنفي تعرض المجنى عليه حسين مازن إلى أي ضرب أو تعذيب أثناء التحقيق، حيث وردت معلومات عن وجود مجموعة من الشباب تتسكع في منطقة الجمعية في الهندية”، مبينا انه “على الفور باشرت مفارز مركز شرطة الهندية بإلقاء القبض على المتهمين واستصحابهم الى مركز الهندية والذي تبين ان أحدهم من سكنة الديوانية بعدها تم تسليمهم إلى شعبة مكافحة إجرام الهندية للتحقيق معهم ــ نقلا عن صوت العراق ”.) .
shar
** ( “راديو سوا” يوضح تفاصيل مقتل مدرب نادي كربلاء
٠٩ يوليه، ٢٠١٣
إلهام الجواهري – واشنطن
عباس المالكي – كربلاء
لم يكن مدرب نادي كربلاء محمد عباس، أو “أبو سمية” كما كان يلقب من قبل زملائه وأصدقائه ، يعلم أن مباراة نادي كربلاء مع نادي القوة الجوية يوم الأحد 23 من حزيران يونيو الماضي هي آخر مباراة يشهدها في حياته، التي حملته تصاريفها إلى العراق، بعد أن كان يعيش مطمئنا مع عائلته في هولندا حيث حلّ مطلع تسعينيات القرن الماضي وحصل على جنسيتها قبل سنوات عديدة، ليفارق الحياة على يد قوات سوات بعد تعرضه لضرب مبرح أسفر عن أربعة كسور في الجمجمة.
كيف وقع الحادث؟
بعد انتهاء مباراة نادي كربلاء مع نادي القوة الجوية وانصراف جمهور المشجعين، سألت قوات سوات لاعبا – كان ينتظر عددا من زملائه للمغادرة بسيارة واحدة – عن سبب بقائه في الملعب، فأوضح انه ينتظر آخرين لكي يغادروا معا، ليتحول الحديث إلى مشادة كلامية فما كان منهم إلا ان اعتدوا عليه بالضرب.
عندها توجه مدرب وأعضاء نادي كربلاء إلى الملعب على أمل التفاهم مع أفراد وضباط سوات، وفقا لرواية حسين رضا مساعد مدرب كربلاء الذي سرد تفاصيل القصة لراديو سوا، بوصفه شاهد عيان ومسؤولا إداريا تعرض هو نفسه إلى الضرب.
يتابع رضا رواية الهجوم قائلا إنه حين عاتب الإداريون أفراد قوات سوات لاعتدائهم على اللاعب بدأ هؤلاء هجوما عدوانيا على اللاعبين والإدارة، وكان أكثر المصابين ضررا مدرب النادي محمد عباس، إذ تعرض لضربات على الرأس أدت إلى كسور عميقة في الجمجمة، فضلا عن إصابة عدد من اللاعبين بكسور متفاوتة. لينقل اللاعبون بعدها ومعهم عباس الذي كان في حالة غيبوبة إلى مستشفى الحسين لتلقي العلاج في اليوم ذاته، إلا أن تقارير الأطباء أكدت بعد يومين وفاة محمد عباس سريرياً، بعد أن أظهرت الفحوصات توقف كليتيه وفقدان فعالياته الحيوية بشكل تدريجي حتى فقدانه الحياة بشكل كامل فجر الأحد التالي 30 من حزيران يونيو) .
مهدي قاسم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط