قبل اشهر غضب الكثير من الشباب اللبنانيين وتحركوا تحركا جماهيريا واعيا رافضين فساد ولصوصية ساستهم. اشعل فتيل غضبهم انتشار الازبال في شوارع بيروت . بسبب فشل الحكومة اللبنانية في هذا الملف وملفات اخرى . لقد اختار اللبنانيون اعظم شعار يليق بازمة الازبال والساسة ، حين أطلقوا على حملتهم الاحتجاجية اسم :(طلعت ريحتكم). لقد ربطوا بين رائحة الازبال وبين روائح فساد ساستهم .
تسعى شركات صناعة الاغذية لاطالة مدة صلاحيات منتجاتها بإضافة مواد حافظة . مراكز البحوث الطبية لمرض السرطان اكدت الصِّلة المباشرة ، بين كثرة استهلاك الاغذية غير الطازجة ، التي تحوي مواد حافظة ، وبين كثرة الإصابات بمرض السرطان ..
أيقن صدام حسين بعد انتفاضة شعبان في العام ٩١ ان اغلب العراقيين ضد نظامه وبالخصوص فئة الشباب ، لان اغلب المشاركين في الانتفاضة هم من الشباب ، لذلك أوعز لعدي للتوجه لكسب الشباب لصالح النظام ، حتى انهم رفعوا شعارا:(نكسب الشباب لنضمن المستقبل) . أسس عدي 🙁 التجمع الثقافي) ، الذي سيطر على كل الأنشطة الفنية والثقافية . أشرف على الرياضة بجمعه بين رئاستي اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية ، واستكمالا لاجراءاته شكل عدي جاهزا أمنيا اضافيا من الشباب خاصا به سماه 🙁 فدائيو صدام) .
الاحزاب السياسية العراقية الفاشلة ، التي قادت وأسهمت بخراب العملية السياسية في العراق ، بعد ان فاحت روائحها النتنه ،التي ازكمت انوف العراقيين والعالم . يحاولون التغطية على فسادهم وفشلهم بنصب أفخاخ جديدة ليوقعوا العراقيين مجددا في شباكهم في الانتخابات القادمة ، عبر تأسيس احزاب ومنظمات شبابية بأسماء مختلفة عن اسماء احزابهم .كي يَصْب وارد أصوات الناخبين المغفلين ، الذين سيصوّتون لتلك الاحزاب والكيانات لمصلحة الاحزاب الفاسدة التي (طلعت ريحتها) .
كل المنظمات الشبابية والأحزاب،التي نالت إجازات تأسيس مؤخرا ،المرتبطة باشخاص او قيادات اسهمت في العملية السياسية، هي بمثابة مواد حافظة مركزة ابتكرها الساسة اللصوص ،كي يمددوا فترة صلاحيتهم المنتهية ( اكسباير). يظن هؤلاء الساسة ان الاحزاب الشبابية التي أسسوها ستمنع ظهور عفنهم الى السطح .كأن لدغات افاعي احزابهم ، التي دامت أربعة عشر عاما لم يتعظ العراقيون منها ، ليجرّبوا افاعي سامة نزعت جلودها وظهرت بجلود جديدة للتمويه. موضة الاحزاب الشبابية ، ربما تسهم برسم صورة جديدة لاحزاب فاحت ريحتها ، لكن هذه الاحزاب الشبابية مهما امتلك بعض قادتها وأفرادها من ( لسان طويل) ، ليس بامكانهم مسح صورة وماضي احزاب مشغليهم السيئة من اذهان العراقيين .
محاولاتهم لا تختلف عن محاولات عدي ،الذي أوجد للعراقيين جهازا قمعيا أشد لعنة من اجهزة صدام الأمنية ، حتى أوصل العراقيين الى قناعة :ان الجلادين في اجهزة ابيه اخف اجراما من فدائيي صدام . وربما ستوصلنا الاحزاب الشبابية الجديدة التابعة للأحزاب القديمة او لشخصيات في تلك الاحزاب الى القناعة ذاتها التي وصل العراقيون اليها في زمن عدي وصدام .
ليس هؤلاء وحدهم الخطر القادم ،الذي ان نحذر منه ، بل هناك خطر اخر من الكثير ممن يرفعون شعارات الدولة المدنية والعلمانية .تنسيق هؤلاء لأغلب خطواتهم السياسية مع احزاب السلطة من احزاب الاسلام السياسي ، يفقد هؤلاء صديقتهم .
هل احزاب الاسلام السياسي هي ، التي ستبني الدولة العلمانية وتتبنى شعاراتها ؟.
كنت امل من شباب العراق الواعي أن يعملوا مثلما عمل شباب لبنان ، ليشكلوا أحزابا مستقلة تدخل معترك العملية السياسية بقوة ، تتبنى شعار نبني الوطن ونحاسب ( الطلعت ريحتهم ) لكن !!!! (ما كل ما يتمنى المرء يدركه).
يبقى املنا قويا بحشدنا الشعبي حامي وطننا ، لنا امل بالاعداد القليلة جدا من الساسة الذين اثبتوا نزاهتهم ووطنيتهم .
“العملة الزائفة يسكها جناة كبار وينفقها أناس بسطاء يديمون الجريمة من غير ان يدروا”
حسن الخفاجي