الديمقراطية منهج واخلاق ….

منذ ان فتحنا أعيننا على الدنيا وجدنا أنفسنا في جو وعائلة مثقفة وديمقراطية في التصرف والقول والفعل وتعلمنا من أهالينا أن أسس ومبادئ حقوق الانسان والعمل الديمقراطي وأسلوبه وتعزز هذا لدينا اكاديميا أيضا من خلال دراستنا القانونية وتخصصنا  الدقيق في حقوق الانسان ،  وكذلك تعودنا ووفق أخلاق ذوينا أن أحترام الكبير من أهم أساسيات الحياه وهي مبادئ أنسانية وأخلاقية ودينية أيضا لم نحد عنها ابدا .

وعندما نقول احترام الانسان كأنسان طبعا مجرد من اي شئ اخر  ووفق اخلاقه لا لحجمه او لكتلته الوزنية فأننا نعلم ان الفيلة كبيرة بالحجم من دون عقل تفكر به وكذلك حاوية النفايات كبيرة حجما لكن داخلها الفضلات وباقي الفتات أجلكم الله .

وعندما درسنا القانون ومارسناه خلال أعوام جاوزت ال 25 عام فأننا تعلمنا أن نتحدث دائما وفق معايير وأدلة وثوابت لان الحديث بلا دليل غير ذَي قيمة بل ويفقد قيمته وان كان المتحدث غير مختص او لايملك معلومة صحيحة سيضيع ويضيع من يستمع له او يقراء وان كان ممن يدعون العلم والفهم بكل الامور وهو بعيد عنها كلها فهنا ستحل الكارثة لانه سينقل معلومة خاطئة ويقنع من هُم على شاكلته لان اصحاب المعرفة والعلم سيرفضونه ويرفضون طروحاته .

حرية التعبير والرأي هي حق طبيعي لكل أنسان وهذه ثوابت في القانون الإنساني تخصصنا وفِي قانون الحياه ولكن هذه الحرية مقيدة بأن لا تتجاوز على الآخرين او أن تتهم الاخر جزافا ، من حقك ان تعطي رأي ولكن ليس لك الحق ان تفرضه على الآخرين ولك لكل الحق ان تتكلم بما تشاء ولكن يتوجب عليك أن تثبت وتتمسك برأيك وتعمل على أقناع الآخرين به طالما كنت تعتقد انه صحيح حتى يثبت لك العكس طبعا وعند ذاك عليك ان تحترم الرأي الاخر ولكن من المعيب ان تتحدث في مكان مغلق  برأي وتهاجم وتتهم الاخر بتهم تصل الى خيانه البلد والتبعية وتعود في مكان عام مثل مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث نقيض ذلك وتدافع وتمتدح من هاجمته واتهمته بالخيانه والتبعية قبل يوم او أثنين ان فعلت هُذِا يقال عنك متلون وانتهازي وكما يقال بالانكليزيّة ‏Actually Trivia.

ولعل وجودنا في مجتمع ناضج مثقف نخبوي محترم  قائم على نكران الذات والتعاون المشترك بين مكوناته المختلفة وبالذات في أستراليا يدفع البعض أن يتصور أنه يمكن له أن يقود المجموع  ( الذكي هذا ) وأن كان غير ذَا قيمة لا علمية او عمليه فتراه تارة يجعل نفسه مدافعا عن الأديان والمذاهب وهو ينكر ان يذكر اسم الله في مناسبة عيد او مصاب أليم فلا أسعد الله أيامكم بعيد ولا البقاء لله في مجلس عزاء !!!وتارة تراه زعيم حزبي وقائد تجمع سياسي متخيلا نفسه ماكان عليه حينما كان مفوض أمني في دائرته يلبس الزيتوني ويضع مسدسه على مكتبه !!! وتارة هو صاحب تجمع اجتماعي وفني وثقافي ووووو  !!!

قضايا الوطن وهموم ابنائه كبيرة ولاسيما وأن الاٍرهاب اللعين وأذرعه من الدواعش يعيثون بالبلد خرابا وفسادا وهم يمنون النفس بأن يعيدوا التخلف بدولة الخرافة التي ينتمون اليها ولولا قواتنا الوطنية الباسلة من جيش وشرطة وبيشمركة وقوات مكافحة الاٍرهاب ورديفهم الحشد الشعبي اللذي يقاتل أبنائهم متطوعين مع إخوانهم من باقي التشكيلات البطلة ويضربون اروع صور البطولة في الدفاع عن الوطن وشعبه وهم القوة التي تشكلت بفتوى الجهاد الكفائي للسيد علي السيستاني ورخصوا الدم والنفس والنفيس من اجل حرية وكرامه العراق واهله لايحق لكائن من كان ان يطعن بولائهم او بجهدهم وهم اكتسبوا الشرعية القانونية بقرار صادق عليه مجلس النواب واعتبرهم جزء مهم من القوات العراقية أقول لو لا هؤلاء الشجعان ما بقي شئ أسمه العراق فهم من حما البلد والأرض والعرض وهم من يجب أن نقف لهم اجلالا واحتراما وتقديرا وأي محاولة للمساس بهم بذات الأسلوب المقيت القذر اُسلوب الطائفية العقيم او تسميتهم مسميات ساقطة كأصحابها ( مليشيات تابعه لفلان او علان ) لأغراض تنم عن انتهازية وامراض فكرية وعنصرية لأجل البروز كمتمنطقين فأن هذا الحديث مردود عليهم جملة وتفصيلا لا سيما ممن يدعي الوطنية وحب البلد والخوف عليه من تدخلات خارجية وهو ينعم في بلاد الاغتراب بعيشة كريمة هو واولاده وحياه رغيدة في حر الصيف وبرد الشتاء ونسي او تناسا هؤلاء الأبطال وكيف يقاتلون وماذا يأكلون وكيف تَرَكُوا اولادهم بلا كتب مدرسية او ملابس يلبسونها او سقف امين يحميهم مع امهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم واخوانهم  وهو جالس في استراليا يشكك حتى بولائهم للبلد .

نعم نجاهر ونتحدث عن فساد ينخر في جسد البلد من دواعش السياسة نعم نرفض ان تكون حكومتنا محاصصية او طائفية ( الطائفية تعني ان تكون الحكومة من طائفة واحدة حاكمة والمحاصصية يعني ان تكون مفاصل الدولة محاصصة بين مكوناتها السياسية الحاكمة ) نعم نرفض ان تكون الأحزاب والتيارات السياسية مسيرة من جهات خارج البلد نعم نريد بلدنا مستقر اقتصاديا وسياسيا وتجاريا من دون اي تدخلات خارجية ولكننا بذات الوقت يجب علينا ان نسهم في بنائه ونشد من آزر أبنائه وندعمهم خارجيا وداخليا وفِي كل المحافل الدولية ونضع أيدينا مع أيديهم ونقدّم كل مانستطيع لنصرتهم وتشجيعهم لا الطعن بهم في أي مناسبة او فرصة حبا بالظهور او التباهي ولعل المصيبة الأكبر ان من يطعن بشرف هؤلاء بعض ممن يحسبون على تيارات سياسية ولا اعلم هل هذه ثقافة جديدة لديهم يتهيئون من خلالها لدخول الانتخابات الجديدة !! وهل المدنية والديمقراطية تعني مهاجمة حماه الوطن !! والطعن بهم !!! وهل ان وجود منظمات للمجتمع المدني تتكلم بأسم المجتمع الغير منتمي لجهة سياسية او حزبية منظمات تعنى بالديمقراطية ومناهضة العنف اصبح يشكل خطرا على وجود هذه الجهات السياسية بحيث تعمل على محاربتها والعمل على تسقيطها !!! .

منظمات المجتمع المدني مهمة جدا ووجودها يسهم في التواصل مع المجتمع وأفراده اللذين ليس لديهم ميول سياسية ولكنهم بذات الوقت يرغبون في إسعاد المجتمع ودعمه ولا يشترط ان ينتمي الشخص سياسيا ليكون فعال في المجتمع بل احيانا الانتماء بحد ذاته يكون شبهة اذا كانت هذه الجهة تتبع اجندات معينه او تتغذى بأفكار عنصرية او طائفية أو مذهبية ولكنها تحاول ان تعمل تحت عناوين مستحدثة مدنية جديدة وحسب متطلبات الواقع .

الارتقاء بالمسؤولية واجب على الجميع واحترام الاخر واجب الجميع وسماع رأي الاخر مهم للجميع اما الشتائم والانتقاص والتشكيك بالوطنية وتحديد من هو وطني ومن هو تابع لأجندة خارجية ليست مسؤولية جهة معينه او شخص محدد اللهم الا اذا كانت الديمقراطية أصبحت تعني الشتيمة والاقصاء وأخذت تتبناها  لاحزاب وتيارات سياسية لنضيفها الى عناوين أسمائها التي غدا الشعب يمقتها ويمقت رموزها وقيادتها التي غيرت لباسها من زيتوني وتفتخر بأنها جزء من منظومة أمنية مقيته ساقطة الى بدلة بربطة عنق وأحيانا بلاها لانها أساسا مربوطة بيد من يقودها ….
ومضة : القافلة تسير …..

المحامي

وفاء صباح راهي

المركز الاسترالي العراقي للديمقراطية ومناهضة العنف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here