مؤتمر الدوحة ومدى صدقية المضيف

صلاح بدرالدين

لقد أثار انتباهي ماكتبه الكاتب والباحث الكردي السوري الدكتور محمود عباس حول مؤتمر الدوحة الأخيرومدى صدقية ( مركز الأبحاث ودراسة السياسات ) ورئيسه د عزمي بشارة بشأن القضية الكردية والعلاقات العربية الكردية وقد أصاب كاتبنا كبد الحقيقة وأشعرنا جميعا بالتنبه والحذرالى مايجري بالخفاء تحت أسماء وعناوين وكليشيهات علمية وثقافية وأتفق معه أن انطلاقة المركز هذا تزامنت فعلا مع مخطط أخونة ثورات الربيع منذ عام 2011 تاريخ انشاء المركز بتعاون قطري – تركي وأن رئيس المركز القوموي الشوفيني تخلى عن فلسطينيته وعقيدته لقاء بحبوحة العيش في ظل البترودولار .
كما أرى واضافة الى أهداف زعزعة الاستقرار وتخريب العلاقات بين شعوب ومكونات المنطقة التي يحاول المركز تحقيقها هناك هدف أساسي آخر وهو جمع مايمكن من المعلومات للدولة الراعية حول ألوان وأطياف بلدان المنطقة وفهم نبض الشعوب وأمزجتها وهذا مايفسر دعوة الكم الهائل من الباحثين والكتاب من مختلف الأقوام والطبقات والتيارات وصرف الأموال الطائلة من دون حدود بشأنها .
قبل فترة وفي احدى المناسبات وخلال التقائي بأحد الأصدقاء الكويتيين وهو باحث ومفكر وفي معرض الحديث عن ( نشاطات قطرية عبر رجلهم عزمي بشارة ومركزه ” العربي للأبحاث ودراسة السياسات ” ) أخبرني بأن امارة قطر تحذو حذو اسرائيل في انشاء ( بنك المعلومات ) وجمع مايمكن من الأخبار حول الدول والشعوب والقوميات والأحزاب والمنظمات والأفراد من المعارضات والموالات والأديان والمذاهب والمسائل الأمنية والعسكرية والاحصائيات وذلك من أجل الاتجار بها في عالم المقايضات والصفقات وتسخيرها لأهداف الامارة وخدمة مصالحها فهي تتمتع بعلاقات متشعبة متناقضة شكلا مع اسرائيل وترعى حركة حماس ومولت نظام الأسد وتمول حزب الله وحليفة لتركيا وتتواصل مع ايران ومن أجل أن يتم ذلك باتقان وسلاسة لابد من اقامة منظومات تحت أسماء مراكز البحث ومؤسسات ثقافية وعلمية والاعتماد في ذلك على خبراء ومنفذين من كافة الملل والنحل والأديان وقد وجد عزمي بشارة ضالته بالسوريين منذ عام 2011اريخ انشاء مركزه ( الأمني وليس الثقافي ) الذين ضاقت بهم سبل العيش فوظف بعضا منهم برواتب مميزة مغرية في مركزه وفي عشرات المراكز الأخرى الموزعة في بعض المدن التركية التي يتواجد فيها السورييون والعواصم العربية وتجد بين هؤلاء الموظفين العربي والكردي والمسيحي والدرزي والشركسي والتركي والايراني والقومي والاسلامي .
كان لافتا في مؤتمر المركز الأخير ( 25/04/2017) حول الكرد والعرب حضور عشرات الكتاب العرب المعادين للحقوق الكردية المشروعة وبينهم بعثييون وقومييون متطرفون واتباع الاسلام السياسي الذين يلتقون مع الشوفينيين حول القضية الكردية في سوريا والعراق حتى يظهر للرأي العام من خلال الاعلام – المسخر من قناة الجزيرة وغيرها –الموقف القومي الشوفيني الرافض لحق الكرد في مبدأ تقرير المصير وتقزيم القضية الكردية وطرح مفاهيم خاطئة حول التاريخ الكردي وجغرافية مناطق تواجده وأصوله مع استحضار مجموعة كردية مختارة بعناية ودراسة ( كشاهدة زور ) بحيث لاتغير من المعادلة شيئا .
والملفت أن الندوة جاءت بعد الغاء رئاسة اقليم كردستان العراق ندوة مماثلة كانت مخططة لها ان تعقد باربيل في ( 14 – 15 – أيار – مايو 2016 ) بعد أن قامت الجهات القطرية – الاخوانية وعبر المدعو– عبد الباسط سيدا – وبمساعدة من وراء الستار من جانب صاحب ( مركز الدراسات الاستراتيجية بعمان ) وهو عراقي من احد شيوخ السنة وصديق للقطريين تمريرها من خلال ايداع مبلغ كبير من المال لدى أحد المتنفذين لعقد الندوة ولكن يقظة سلطة الاقليم حالت دون تمرير تلك الخطة القطرية الاخوانية وبالرغم من محاولات الموما اليه حيث سافر الى اربيل لحل المشكل ولكن لم يستقبله احدا من المسؤولين ثم خطط لعقد الندوة بالدوحة كرد فعل كما يظهرعلى ماحصل العام الماضي في اقليم كردستان ودعوة بالاضافة الى ثلاثة اخوانيين كرد قيادين من حزب الطالباني وحركة كوران المقربتان من ايران وبعض من خدم – ب ك ك – والأجهزة السورية لأكثر من خمسة عشر عاما وبالمناسبة وكما يتردد في الوسط الثقافي الكردي بالسويد ( ولست متأكدا بدقة حتى الآن ) بأن الموما اليه وازاء خدماته للاخوان كوفىء مؤخرا بافتتاح مركز دراسات له في السويد وكان سيعلن عنه منذ مدة لولا الاشكاليات القانونية ومسالة التمويل حيث استأجروا محامين للالتفاف على القوانين السويدية .
.
بعض من عناوين ووثائق المؤتمر الملغى بأربيل
( جامعة صلاح الدين- أربيل ( الملتقى الحواري العربي الكردي ) 14 – 15 – أيار – ماي 2016 ) – الورقة المرجعية – اللجنة التحضيرية : د أحمد دزةئي – د رعد عبد الجليل – د حسام الدين مجيد – د جواس حسن – معلومات للمشاركين – محاور وجلسات المؤتمر – توزيع رؤساء الجلسات والمشاركين – .
قائمة المدعوين وهم خمسون وكان جلهم من جماعة الاخوان المسلمين والدائرين في فلك قطر ومنهم : خالد خوجة – فاروق اسماعيل – حازم نهار – راتب شعبو – سميح شقير – عبد الناصر العايد – جورج صبرا – ميشيل كيلو – عدنان عباس – عبيدة نحاس – برهان غليون – بسمة قضماني – سمير سعيدان – عبد الباسط سيدا – احمد رمضان – زهير سالم – علاء الدين جنكو – جمال باروت – فايز سارة . أما الأكراد المدعوون فكانوا من العناصر الهزيلة والضعيفة حتى على الصعيد السياسي كما استبعد مؤسسوا وادارة ( جمعية الصداقة الكردية العربية ) التي تاسست منذ عام 2000 في أربيل برعاية الرئيس مسعود بارزاني ويرأسها كاتب هذه السطور منذ التأسيس وحتى الآن وهو من شارك في تاسيس جمعية الصداقة الفلسطينية الكردية برام الله عام 1999 برعاية الراحل ياسر عرفات .
احتجاج على عقد المؤتمر بأربيل واحتجاجا على مضمون وتوجهات وأهداف عقد الندوة بكردستان العراق وجهت مجموعة من النشطاء بأربيل ( وبينهم من كان مدعوا ) مذكرة الى رئيس الاقليم داعية الى منع انعقاد ذلك الملتقى وجاء فيها ( توخى المؤتمر دعوة أصحاب القضية ، وأتت المبادرة لهذا الحواربالأساس من قبل د.عبد الباسط سيدا، المكلف من جهة معروفة.وقد ظهر بأن هذا الملتقي، بمحاوره، والمدعويين إليه بالشكل الذي دعى إليه د.سيدا لن يكون حواراً، خاصة مع الإصرار على استبعاد دعوة أكاديميين معروفين ومعنيين ، فالمدعويين غالبيتهم العظمى هم من الائتلاف الوطني السوري الذي تدعمه جهات إقليمية معروفة، ويسيطر عليه الإخوان المسلمين، وشخصيات فاسدة بعثية ، وتجمعهم معا عوامل مشتركة خاصة بهم وبالدول الإقليمية التي تدعمهم، ومنها العداء للشعب الكردي أينما كان، والعداء لأي حق مشروع للأكراد في سوريا …) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here