داعش ينكفئ داخل 10 أحياء في الموصل القديمة بعد التفاف مباغت للجيش العراقي

بغداد / وائل نعمة
كشف تكثيف التحالف الدولي لغاراته على الساحل الايمن، نهاية الاسبوع الماضي، عن بداية الهجوم البري المفاجئ على المحور الشمالي للساحل الايمن.
وحتى وقت قريب كان داعش يعتقد بأن تلك الاحياء ستكون قلعته الحصينة التي لن تسقط بسهولة. وشرع التنظيم بإحاطة بعض تلك الاحياء، لاسيما حي 17 تموز، بحواجز كونكريتية عالية، وترك منفذاً واحدا للخروج والدخول تحت حراسة مشددة.
لكن هذه المعادلة تغيرت في غضون ايام قليلة، بعد ان التفت قطعات عسكرية من الجانب الايمن ومن غرب الموصل، لتهاجم التنظيم في معاقله الرئيسية.
وكان داعش قد فرض سيطرته على تلك الاحياء، حتى قبل سقوط الموصل في حزيران 2014، كما نقلعوائله اليها.
وعلى خلفية الهجوم الاخير، بدأ داعش بالانسحاب من شمال الساحل الايمن، الى الجنوب حيث المدينة القديمة الخاضعة لحصار محكم منذ اكثر من شهرين.
ويستغل التنظيم بقاء الجهة الشمالية من الاحياء القديمة تحت سيطرته، بعد توقف عمليات التطويق الكاملة بسبب مقتل مدنيين في حي الزنجيلي.
ويتوقع ان تسيطر القوات المشتركة على المحور الشمالي للساحل الايمن خلال الساعات المقبلة. كما يعتقد ان الخطة العسكرية الجديدة، ستسرع من عملية تحرير كامل الموصل، في موعد لن يتجاوز نهاية الشهر الحالي.
ومنذ أعلنت القوات المشتركة، قبل أسبوعين، تحرير حي التنك في غرب الموصل، والعمليات العسكرية شهدت تراجعا واضحا.
واظهرت شهادات لمسؤولين في الموصل تعرض مدنيين وعسكريين لإصابات بمواد سامة، يعتقد ان داعش استخدمها في المعارك.
وكانت الشرطة الاتحادية قد حاصرت المدينة القديمة، قبل شهرين دون حسم واضح. وتوقفت عمليات تطويق وسط الموصل بسبب شراسة
الاشتباكات.
حركة مفاجئة
ووسط هذا الجمود، وجهت قوات التحالف الدولي، يومي الخميس والجمعة الماضيين، ضربات جوية مكثفة على احياء شمال غرب الموصل. وبعدها بساعات هاجمت قوات، بقيادة الفرقة المدرعة الـ 9/ جيش عراقي، مع قطعات اخرى من فرق عسكرية مختلفة.
ويقول هاشم البريفكاني، نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى لـ(المدى) امس، ان “العملية اشتركت فيها قطعات من الفرقة 15/ جيش، واللواء 73 من الفرقة 17/ جيش”.
وتقف الفرقة المدرعة التاسعة، منذ آذار الماضي، على بعد بضعة كيلومترات عن المحور الشمالي، بعد تحرير ناحية بادوش حتى ضفة نهر دجلة في الساحل الايمن.
وكانت الفرقة 15 تتمركز غرب الموصل، بينما كانت الفرقة 16 تتخذ من الساحل الايسر، الذي تحرر قبل عدة اشهر، مركزا لها.
وذكرت خلية الاعلام الحربي، يوم السبت، ان “قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت حي مشيرفة الاولى، وبذلك تكون قد أكملت تحرير منطقة مشيرفة بالكامل بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات”. واضافت الخلية ان “القوات الامنية رفعت العلم العراقي على مبانيه وأدامت التماس مع حي 30 تموز بالساحل الايمن من مدينة الموصل”. وحررت قطعات من الجيش، يوم الجمعة، 3 أحياء خلال توغّلها في مناطق شمال الساحل الأيمن في ثاني يوم من هجوم جديد يهدف إلى تسريع وتيرة تحرير ما تبقى من المدينة.
التحرك المفاجئ للقطعات، التي انتقلت من مناطق بعيدة، يقول عنه البريفكاني بانه “أربك التنظيم في أحياء شمال وشمال غرب الساحل الايمن، مما دفعهم للانسحاب الى المدينة القديمة”.
وتدور الاشتباكات الآن في محيط حي 17 تموز ووادي عقاب، في غرب الساحل الايمن.
ويقول البريفكاني “نتوقع خلال الساعات المقبلة ان يعلن تحرير كل المحور الشمالي”.
قبل 30 أيار
ويعتقد بعض المسؤولين في الموصل ان محاصرة التنظيم في مساحة صغيرة قد يدفعه للمقاومة بشكل اعنف، مستغلا تواجده بين المدنيين.
وعلى الرغم من خروج 425 ألف نازح حتى الآن من ساحل الموصل الايمن، بحسب احصائيات رسمية، يتوقع النائب احمد الجربا “وجود اكثر من 200 ألف مدني مازالوا في المدينة”.
ويقول الجربا، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “10 أحياء بالاضافة الى المدينة القديمة هي كل ما تبقى للتنظيم في ساحل الموصل الايمن، وليس امامه الآن غير الموت”.
واقترح الجربا، في حديث سابق مع (المدى)، اخراج المسلحين الى مناطق نائية بعيدة عن المدينة، لتجنب اصابة المدنيين والعسكريين.
ويلفت النائب عن نينوى الى “وجود ارقام مخيفة عن اعداد الضحايا بين السكان والقوات العراقية”، لكنه رفض الكشف عن التفاصيل التي بحوزته في الوقت الحالي، مؤكدا ان “ارقام الضحايا ستعلن بعد عملية التحرير”.
ويرى الجربا انه لو تم تطبيق فكرة جر التنظيم الى خارج المدينة “لكانت الموصل قد تحررت قبل شهر من الآن”.
وكانت دعوات قد ظهرت، في الفترة الاخيرة، لسحب داعش الى تلعفر او البعاج، حيث تم تهجير اغلب سكان تلك المناطق منذ فترة طويلة.
ورغم ذلك يتوقع النائب عن نينوى، بحسب معلومات عسكرية يمتلكها، ان “عملية استعادة الموصل بالكامل ستحسم قبل 30 أيار الحالي”.
ويتوقع الجربا ان يلجأ مؤيدو التنظيم من اهالي الموصل الى احياء بعيدة للخروج مع النازحين ضمانا لعدم كشفهم من قبل السكان.
ويقول النائب العربي عن نينوى “ستكون امام جهاز الامن الوطني مهمة شاقة لكشف اسماء المتورطين، أما الاجانب فلا مفر لهم سوى القتل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here