هادي جعاز الشبلي
لأبدأ ببيت من قصيدة كريم العراقي ، و التي أنشدها كاظم الساهر : ( ضميني يا أحلى إمرأة لو صمتت قلبي يسمعها .. بغداد و هل خلق الله مثلك في الدنيا أجمعها ؟ ! ) 0
و من هذه المقدمة ، كان بودي تقديم دراسة منهجية ، ترتكز على شواهد واقعية و آنية ، يكون محورها : ( الإغتراب السياسي جغرافيا” .. سياسيون عراقيون لا يعرفون بغداد ! ) ، بيد إني عزفت عن ذلك ، كي لا أهدر جهدا” و وقتا” ثمينين بالنسبة لي ، في الإشارة الى من لا يستحقون ذكرهم ، حتى لو كان مثل هذا الأمر في الجانب السلبي ، فهؤلاء غرباء حتى في جوانحهم التي لا يشعرون بها أصلا” ، فكيف نريد منهم أن يعرفوا بغداد جغرافيا” و لوجستيا” ، و يستدلوا على أحياءها و محلاتها السكنية ، و هم قاطنون في الأردن أو أوروبا أو الخليج ؟ ! 0
و هذا الكلام موجه للبعض و ليس تعميما” ، فمن له صلة” بوطنه حقيقة ” ، لا ينسى بغداد .. كيف ينسى محلة في الرصافة مثل العوينة ، أو محلة في الكرخ مثل الشواكة ؟ ! ، و إنما أردت توجيه دعوة عبر هذه الكتابة السريعة ، الى من أعنيهم حقا” ، و لدواع ترتبط بحاجة الناس و وطأة الشظف المعيشي ، و لا سيما في أحياء الكدح و الإستفقار ، من منطلق إن هؤلاء المدعويين ، يملكون أموالا” طائلة ، حصلوا عليها من دون تعب أو مشقة أو عناء ، و هذه الأموال جاءتهم لأغراض تتعلق بالعراق ، و بقطع النظر عن دافعها السلبي أم الإيجابي 0
و عليه .. أوجه دعوة بغدادية الى رئيس ما يُسمى ( المشروع الوطني ) جمال الضاري ، لزيارة بغداد ، و الإستدلال على بعض مناطقها ، أدعوه لزيارة الرصافة و التعرف على منطقة النصة في الأعظمية ، و محلة أبو سيفين و التجول في أزقتها مثل الطاطران و عكد المكادية و غيرهما ، و هذا غيض من فيض ، مع ملاحظة عدم دعوتك الى زيارة مدينة الثورة أو مدينة الشعب أو بغداد الجديدة 0
و أدعوك الى زيارة الكرخ و الإستدلال على أحياء الدباش و الوشاش و الأنباريين ، و محلة الشيخ بشار ، و الأخيرة حري بك أن تتجول في أزقتها ، لتقف على واقعها الإجتماعي المزري ، معيشة” و خدمات ، و لم أدعوك للرجوع الى تأريخا المتأخر ، في التصدي للبهائيين القادمين من إيران ، و بالتالي فالدعوة عنت المحلات و الأحياء المذكورة ، و لم تشمل الكاظمية أو مدينة الحرية أو حي العامل أو أبو دشير أو مدينة الشعلة ، و أنت تعرف مغزى عدم الشمول الذي ذكرته في الرصافة سلفا” و الكرخ لاحقا” 0
و أخيرا” و ليس آخرا” ، أدعوك يا جمال الضاري ، لقراءة التأريخ المتأخر على الأقل ، كي تكون على بينة ، في الإستدلال و التعرف على أحياء و مناطق عاصمة بلدك العراق ، ما دمت تقول إن إنتسابك للعراق ، و رفد بعضا” من المال المكتنز في حساباتك في البنوك الأجنبية ، الى أهالي المناطق الشعبية المسحوقة في بغداد .. أو على الأقل يا أخي : كن مثل الشاعر الكريم قولا” و فعلا” ، بدلالة الإشارة الى مانحيه هذا المال ، عندما قال : ( يجود علينا الكرام بمالهم .. و نحن بمال الكرام نجود ) 0
أقول هذا من باب التذكير .. ليس إلا ، لعلمي إن جهالتك و عقم تفكيرك و محدودية أفقك في التعامل و التصرف الحسنين ، تجعلك عقيم الإستجابة لمثل هذه الدعوة الكريمة .. اللهم إشهد إني بلغت ، و لكن لا حياة لمن تنادي ! 0
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط