الأحزاب والانسان..بين التجديد والتكوين

أنا وجدتي..ودروس الأنتظار
في يوم عاصف ،تفوح منه رائحة المطر،وبعد أنقطاع التيار الكهربائي كالعادة ، أجتمعنا قرب سرير جدتي، وهي تضع على قدميها المريضتان، كيس من الماء الحار،وتجاذبنا اطراف الحديث،أصغرنا عمرا قالت:كم سنة بقيت وننعم بظهور الأمام المنتظر؟وبالتأكيد لم تقلها هكذا!، بل نطقتها بلغة شعبية خالصة، فيها شوق وحسرة، لم نفكر بعد بتساؤلها الفطري، حتى تهادت الى أسماعنا ،ضحكة ساخرة وقوية، منبعثة ممن تكبرنا سنا ،وهي جدتي رحمها الله التي وافتها المنية بعد سنة كبيسة من جلستنا هذه، ضحكتها جعلت الجميع ينظر أليها، فقلت لها: (بيبي ليش هالضحك)، اجابت: الأمام عليه السلام،(هو منتظر موأحنة منتظريه)، وهنا جاءت الاسئلة، والأجوبة، والحوارات، وأطلقت على مصرعيها،تيقنت من حديث من هي اكثر الحاضرين خبرة ،انها مرت بمراحل كثيرة، وفهمت معادن الناس، حتى وصلت معرفتها ،الى انه عصر (الهرج والمرج)،عصر لاكبير له ،عصر لايمتلك قائد حقيقي، يقوده الى بر الأمان، وهنا قصدت هي بعفويتها، القائد العسكري، لأنها قالت: (لوما المرجعية هسة احنة بخبر كان).
 بيبي شلون جانت المرجعية قبل؟،سؤال لأحد اخواني فقالت له:(بيت ولام كل العيال )،على الحلوة والمرة، ماكو جبير على كلمة المرجعية، الكل يستمع والكل ينفذ لأن نعرف ،هم ولاة الأمر، من بعد أل البيت عليهم السلام، وبالتأكيد الولاة قالتها ،بطريقة بسيطة، تدخل للقلب فورا، وأكملت أنا بعد حديثها ،بلفظةسفراء ،التي قد تكون كبيرة على مفرداتها البسيطة .
سفراء،كم هي حروف عظيمة، تحملك لسفارة الخير، لسفارة القائد الحقيقي، الذي يأثر على نفسه ،ويضحي، ويتحمل، ويصبر ،ويتجرع مرارة الأقوال والأفعال،عظيمة هذه المهمة، التي أودعها الله في خيرة خلقه ،حتى أصبحوا لنا ملاذ امن، نستمع لأقوالهم بشغف ولهفة، وننتظر مداخلات خطبهم الشريفة بكل ازمة،هي مرجعيتنا الرشيدة ،التي كانت ومنذ عشرات السنين والى وقتنا الحالي شامخة زاخرة بالعطاء ،أن تحدثت عن فضل ،وكرامة، وعظمة أولياء الله، في هذا الزمان ،سيكون المرجع الأعلى السيد السيستاني، في خضم اقوالك ،وأبجديات جلساتك، ادامك الله يامن كنت، ولازلت ،لنا برالامان.
 وهنا اختتمت جلستنا ،قرب سرير جدتي ،بمشاعر كبيرة ،لحامي مقدساتنا، وديننا، وكان الفضل ،بهذا الحديث، للعاصفة الترابية ،الممزوجة بالأمطار ،التي جعلتنا نقتطع برهة ،من مشاغل حياتنا، ونزينها بعبق أمام زماننا عجل الله فرجه الشريف ،وبعبق المرجع الكبير أطال الله بعمره
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here