الفساد والتقارير الكاذبة تبقي على تهديدات داعش لديـالى وصلاح الدين

بغداد / وائل نعمة

في وقت تنشغل القيادة العسكرية باستعادة الموصل، يخطط تنظيم داعش لمهاجمة مدينة سامراء ذات الحساسية الدينية. ويتمثل الخطر القادم هذه المرة من شرق البلاد، عبر استمرار تدفق المسلحين من الحويجة، في الشريط الجبلي الوعر بين ديالى وصلاح الدين.
وكشفت آخر عملية عسكرية في مطيبيجة، جنوب شرق تكريت، عن تحول تلك المنطقة النائية الى دار ضيافة للمقاتلين المتسللين. واستقطبت تلك المنطقة مئات المسلحين على مدى شهور، بالرغم من اعلان تحريرها 5 مرات من جهات عسكرية مختلفة.
وفي كل عملية يهرب المسلحون مستخدمين المسلك المفتوح مع مناطق جنوب كركوك، وهو ما حدث ايضاً في الهجوم الاخير(الخامس) قبل اقل من اسبوعين.
وتشير المعلومات القادمة من صلاح الدين، بان التنظيم عاد لينتشر مجدداً في (مطيبيجة)، لاسيما ان الحملة العسكرية الاخيرة لم تكن ضمن مهامها مسك الارض.
وتمثل البلدة تهديداً على مناطق غرب ديالى ايضاً، التي تواجه تحديات امنية اخرى قادمة من قرى في شمال بعقوبة.
ويقول مسؤول سابق في ديالى ان “أمن المحافظة يقدم معلومات كاذبة الى القيادة العسكرية، خلافا لما يحدث على الارض”.
كما هاجم مؤخراً، مسلحون تابعون لـ(داعش)، مجموعة من مقاتلي العشائر في شرق ديالى.
لغز مطيبيجة
وكشفت القيادة العسكرية، أواخر نيسان الماضي، عن مقتل 78 مسلحاً وتدمير 13 مضافة في “مطيبيجة”.
وقالت القيادة، بعد آخر عملية شهدتها مطيبيجة، انها “دمرت معملا لتفخيخ العجلات، و٦ عجلات تحمل رشاشة احادية و٣٥ عجلة مفخخة”.
ولا يستغرب ونس الجبارة، قيادي في حشد تكريت، ان الاسلحة والذخيرة التي عثرت عليها القوات الامنية في بلدة صغيرة مثل مطيبيجة.
واضاف الجبارة، في اتصال مع (المدى) امس، بان “داعش قام خلال الشهور الخمسة الاخيرة ببناء عدة مضافات، وجمع 700 مقاتل”.
وتحدثت الاحصائية العسكرية للحملة الاخيرة في مطيبيجة عن “تفكيك ٢٥عبوة ناسفة، والعثور على جسر هندسي بطول ٦ملم والاستيلاء على عجلات مختلفة عدد ٨ والعثور على معسكر لعصابات داعش وتدمير ٥ عجلات داخل المعسكر والعثور على شبكة انفاق تم تدميرها”.
لكن القيادي في الحشد العشائري يقول ان “القوات انهت الحملة بعد 48 ساعة من انطلاقها ولم تمسك الارض، كما هرب المسلحون عبر الطريق الممتد من الحويجة الى صلاح الدين عبر جبال حمرين”.
ويؤكد جبارة ان الخطر مستمر على المحافظتين وعلى العاصمة بغداد، ما دام ذلك المسلك متاحاً امام المسلحين. نافيا علمه الاسباب التي منعت القوات من مسك الارض في مطيبجية.
وعلى مدى العامين الماضيين نفذت القوات الامنية، بالاضافة الى الحشد الشعبي، حملات عسكرية في تلك المنطقة تحول اغلبها الى مطاردة اشباح، اذ لم تسفر عن شيء.
ويمتلك داعش مخابئ في تلال حمرين، يستخدمها المسلحون للاختفاء. ويتحرك التنظيم في مساحة تمتد الى عشرات الكيلومترات، مستغلا خلافاً عسكرياً بين 4 قيادات عمليات تتواجد في محيط المنطقة. إذ تلقي كل قيادة مسؤولية الامن في “مطيبيجة” على الجهات الاخرى.
ومنذ 7 أشهر، تنشغل اغلب القوات العراقية بعملية استعادة الموصل. ويقول أنس الجبارة ان “الخطر قادم الآن من الشرق، وعلى القيادة في بغداد ان توفر السلاح والغطاء الجوي”.
ويشير قائد “قوات أُمية” الى امتلاكه معلومات عن “عودة المسلحين الى مطيبيجة ويعدون لهجوم على سامراء”.
تقارير أمنيّة كاذبة
وفي الجهة الغربية لـ”مطيبيجة”، لم تظهر حتى الآن بوادر خطر جديد في ديالى قادمة من البلدة بعد العملية العسكرية الاخيرة.
لكن رئيس مجلس ديالى علي الدايني يقول، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “الاوضاع الامنية قرب العظيم ومطيبجة صارت افضل الآن بعد العملية العسكرية”. وكانت المنطقة منطلقا لعدة هجمات طالت مدناً في ديالى، بسبب تسلل المسلحين.
واضاف الدايني “نحن بحاجة الآن الى عمليات تطهير في قرى شمال المقدادية، حيث ينشط مسلحون في تلك المناطق”.
وكانت مصادر امنية قد كشفت، في وقت سباق لـ(المدى)، عن وجود 14 شخصاً فقط في قرية الزور، شمال المقدادية، يعبثون بأمن المنطقة.
وتعجز قيادتان عسكريتان ونحو 30 ألف شرطي في محافظة ديالى عن الامساك بتلك المجموعة الصغيرة. ويتحصن المسلحون في القرية الصغيرة مستغلين كثافة الاحراش والقصب.
واشار الدايني الى ان “المسلحين هاجموا قبل ايام قرية شروين، شمال شرقي ديالى”.
وهاجم التنظيم نقاط الحشد العشائري، في تلك القرية. واضاف رئيس مجلس ديالى “كان المهاجمون يحملون اسلحة متوسطة وقاذفات، لكن العشائر صدت الهجوم بدون خسائر بالارواح”.
وقرر مجلس الأمن الوزاري، برئاسة العبادي، الشهر الماضي، خطوات جديدة لتثبيت الأمن في ديالى.
ومؤخرا، اتهم النائب صلاح الجبوري رئيس (كتلة ائتلاف ديالى هويتنا)، قيادة عمليات دجلة بالتقاعس عن القيام بواجباتها، معتبراً أن ذلك سمح لخلايا تنظيم “داعش” النائمة استعادة نشاطها في مدن محافظة ديالى .
بدوره قال زيد إبراهيم، قائممقام المقدادية السابق، بان القوات الامنية حين حررت القضاء قبل عام ونصف العام، لم تدخل كل المناطق.
وقال ابراهيم، في اتصال مع (المدى) امس، بان “بعض القيادات الامنية انشغلت بالتجارة، وامتلاك اساطيل شاحنات النقل”، مبيناً ان “القوات تركت قرى ساخنة، عاد داعش اليها الآن”.
ويتهم المسؤول المحلي، الذي استقال من منصبه قبل 8 أشهر، بعض الجهات الامنية برفع تقارير كاذبة الى القيادة في بغداد.
ويضيف المسؤول”يقدمون تقارير عن مناطق ساخنة بانها هادئة، كما يكتفون بتفتيش احياء صغيرة، فيما التقرير يذكر بانهم فتشوا مئات المنازل”.
وفي سياق ذي صلة، كشفت مديرية شرطة محافظة ديالى، أمس، عن ضبط وثائق سرية تعود لتنظيم داعش، خلال مشاركتها بعملية تحرير منطقة مطيبيجة. وقال بيان لقيادة الشرطة ان”الوثائق عبارة عن دفاتر وكتب بالإضافة إلى أوراق تحتوي على معلومات مهمة عن داعش والاسلحة والتجهيزات وذاكرة موبايل”.
وأشار بيان شرطة ديالى إلى أن “الوثائق تحوي أوراقاً سرية ومقاطع فيديو للارهابيين وصورهم وأسمائهم خلال عملية تحرير المنطقة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here