قبول فكرة الإمام الحجة (عج) بالرغم من صغر السن والغيبة (الجزء الثاني)

لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام مكملة بعضها بعضاً كخرز المسبحة بفقدان أو زيادة إحداها تفقد المسبحة فائدتها ، هكذا حياة الأئمة سلام الله عليهم أجمعين فأن حياتهم تكمل بعضها بعضاً كما الفصول تكون الكتاب فأن حياتهم هي الفصول والكتاب هو الإسلام ، فهم سلسلة واحدة تشع عرضاً وطولاً الأنوار من أجل إظهار طريق الحق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وبسبب صعوبة تقبل الناس للأفكار الجديدة التي لم يعهدوها من قبل ، فعلى صاحب الفكرة من أجل إنجاحها من خلال تقبل الناس لها عليه أن يهيئ العوامل التي تبين وتوضح هذه الفكرة أو يدخلهم في تجربة مشابهة حتى يألفوا الفكرة عندما تطرح ولقول رسول الله (ص) (أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها) ، وقال رسول الله (ص) ( إنا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم) ، ولأهمية وخطورة  إمامة الإمام الحجة بن الحسن (عج) وما يرافقها من أمور لم تتعود الأمة عليها كصغر سنه عندما أستلم أعباء الإمامة وكذلك غيبته سلام الله عليه ، هذا الأمر تطلب أن تتهيأ له الأمة وتعتاد عليه حتى لا تدخل في معترك الأفكار والانحرافات ومن ثم التفرقة والضلال وهذا يناقض السبب الذي من أجله بعث الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام ، لهذا فأن الله سبحانه وتعالى قد هيئ الأمة لهذا الأمر قبل ولادة الإمام الحجة (عج) بحوالي واحد وخمسون سنة ، حيث أدخل الأمة بتجربتين يستلم بها الإمام الإمامة وهو صغير السن ، حيث أستلم الإمام الجواد عليه السلام وعمره حوالي ثمان سنين ، وقد هيئ الله سبحانه وتعالى العوامل التي دعمت إمامة الإمام الجواد عليه السلام كتركيز الإمام الرضا عليه السلام على إمامته ودفع المؤمنين الى معرفته وطاعته وهو أبن عمر ثلاث سنين وكذلك كثرة المعجزات والعلوم التي طرحها الإمام الجواد عليه السلام بالإضافة الى وجود عم أبيه علي بن جعفر كبير الهاشميين وعالمهم الذي دعمه بكل ما يملك من أدوات وكذلك وجود الأصحاب العلماء المؤمنين الذين كونهم الإمام الرضا (ع) كيونس بن عبد الرحمن والريان بن الصلت وغيرهم ، كل هذه العوامل سهلت قبول الناس لإمامة الإمام الجواد عليه السلام على الرغم من صغر سنه وعدم تعود الناس على هذا الآمر وبعد وفاة الإمام الجواد عليه السلام عام 220 هجري كان عمر الإمام الهادي عليه السلام أما ست سنين أو ثمان سنين حسب الروايات التي اختلفت في تاريخ ولادته (  هجري 212 أو 214 هجري) .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here