لقد فعلوها قبلكم فنالوا مزبلة التاريخ

دكتور/ علي الخالدي

بين الفينة واﻷخرى يخرج علينا زوار شؤوم اﻹختطاف بعد منتصف الليل ، معيدين إلى اﻷذهان أساليب الحكومات الرجعية والدكتاتورية وخصوصا في فترة الحكم الصدامي المقبور، ومع هذا لم يستطيعوا أن يفلوا من عزم التواقين الى الديمقراطية و الحياة الحرة الكريمة للشعب والعزة للوطن ، فذهبوا لمزبلة التاريخ ، بينما بقي التواقون الى المستقبل الزاهر يتوارثون أساليب نضال من سبقهم ممن قدم حياته قربنا لذلك الهدف ، ومن قبع في السجون ﻹنتزاع مواقفه تحت التعذيب الجسدي ، وهكذا تدور أﻷمور في اﻷنظمة التي تُغيب منها هيبة الدولة وقوانينها ، وإلا ما معنى خفافيش الليل تتنقل بمركز العاصمة بسيارات ذات الدفع الرباعي ، والتي ينفرد بتملكها أغلب القائمين على مواقع القرارولميليشياتهم ، لتختطف سبعة شباب من الناشطين أغلبيتهم من الطلبة ، وتقودهم لجهة مجهولة ، هذا اﻷسلوب الذي تصاعدت وتيرته في اﻵونة اﻷخيرة قد أبتلي به الشعب العراقي ، غرضه تصعيد حدة اﻹنفصام والتردي بين مريدي التغيير واﻹصلاح الحقيقي ومتبني نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية بعد 2004 ، وكأنهم يطمحون بلقب ورثة حالة البؤس واﻹرهاب والقمع التي كانت سائدة في الحقبة الصدامية ، يبغون من وراء ذلك أيظا ، رفع الجدران بين مريدي الخير للشعب وكافة مكوناته العرقية وبين القائمين على الحكم من متبني النهج المحاصصاتي المقيت الذين رسخوا اﻹسلاموفوبيا ، وفككوا اللحمة الوطنية وإنتهكوا الحريات وحقوق اﻷنسان وسط صمت القائمين على اﻷجهزة اﻷمنية المسؤولة عن تطبيق القانون .

فالمجاميع الخارجة عن القانون ، ﻻيمكن أن تملك هكذا شجاعة ، إن لم تكن متلقية ضوءا أخضرا من متبني مواصلة النهج الطائفي لقمع كل مطالب بالتغيير واﻹصلاح الحقيقي ، الذين يتظاهرون وبشكل سلمي في مدن العراق ، فمثل هذه اﻷفعال المتكررة دﻻلة على نوايا غير صادقة ، الغرض منها إسكات اﻷصوات الوطنية المطالبة بمحاربة الفساد وتحسين اﻷوضاع ، مستغلين ما يفتح لهم من أبواب لتعبث بأمن البلاد . فقد قاموا بأعمال شنيعة داست على حرمة الجامعات في واسط والقادسية ، توج بأعتداء إجرامي على مقر الحزب الشيوعي في الديوانية ، وكأنها تريد شرعنة روح اﻹنتقام الموروثة من العهود الرجعية والكتاتورية تجاه اﻷحزاب الوطنية ، فهل هذه اﻷفعال هي مجرد أنتقام !!!؟ أم هي نهج لم يأتي من فراغ ، وإنما سبقه رفع شعارات معادية للتغيير واﻹصلاح ولكل ما هو مدني وعلماني يطالب بإجتثاث المحاصصتيين من أجهزة الدولة ، والسير بالعراق نحو المستقبل الزاهر.

لقد داس خفافيش الليل على الدستور وهيبة الدولة بأفعالهم المعادية للحريات العامة ، مستغلين تواجد من يحمي ظهورهم في السلطة ، رغم ما قدموا من شأنه أن تدنس داعش ثلث أرض الوطن وليومنا هذا لم يسأءلوا عن عن ذلك وعن فشلهم في محاربة الفساد والمحسوبية علاوة على أنها لم تقدم لصالح الشعب والوطن شيئا يذكر .

إنجهزة اﻷمنية تضع نفسها أمام مساءلة الشعب ، المطالب باﻹسراع بالتحقيق الجاد لحادث اﻹختطاف والكشف عن الجناة وإحالتهم للقضاء ، وأن تنهض بمسؤولياتها في حماية أرواح المواطنين ، وردع أي تجاوزعلى الحريات التي نص عليها الدستور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here