الآن إلى أين؟ – للشاعر الألماني هاينريش هاينـه (1856-1797) –

الآن إلى أين ؟ تحملني القدمُ الغبيّةُ
بشغـفٍ إلى ألمـانيا
ولكنَّ عقلي بفطنـته
يهُـزّ ُ رأسي
كمـنْ يقـول:
حقّـاً إنَّ الحربَ قد انتهتْ،
ولكـنَّ قوانيـنَ الطَّـوارئِ
ما تزال قائمةً،
وهذا يعني أنَّ كثـيراً ممّـا
كتبتَ من قبـلُ
يجـعلك هـدفاً للرمْـي .

إنَّ هذا لصحيحٌ، ولكنْ ليس مُريحاً
أنْ أكونَ هدفـاً للـرمـاة ؛

إنني لستُ بطـلاً،
إذ تُعوِزني مظاهـرُ الشّـُموخ..

بشَـغَفٍ أ ُحبّ ُ أنْ أذهب
إلى إنكلتـرا،
إنْ لم يكـنْ ثمَّـةَ
دخانُ الفحم والإنكليـز-
إنَّ رائحتَهـْم تسبِّبُ لي
التقـيّـؤَ والتشنّـُجاتِ.

تـواتيني الفكـرة أحياناً
أنْ أبحـرَ إلى أميـركا،
إلى حظيرة الحريّة الكبيرة،
التي يقطـنـها أفظـاظ
يؤمنـون بالمساواة-
ولكنْ يُـخيـفـني وطـن ٌ،
يمضغ التبغَ فيـه أ ُناسُـه،
يمارسون لعبةَ (البولينغ)
من غير ملك ،
ويبصقون من دون مِبصَقـةٍ.

روسيا، هذه الإمبراطورية الجميلة،
ربما تجعلني سعيداً مُـنشرحاً،
ولكنّـي في الشِّـتاء هنـاك
لستُ قـادراً على تحمّـل
الجَـلـدِ بالسَّـياط.

أ ُحـدِّق ُحزينـاً في السَّماء،
حيث تومئ آلافٌ كثر ٌ من النّجوم-
ولكنّـي لا أستطيـع أنْ
أرى نجمتـي الخاصّة
في أيِّ مكـانٍ هنـاك.

فلـربَّمـا تكـون ضاعتْ
في شبكة المتـاهاتِ
الذَّهبيـة في السَّـماء،
بينمـا تِـهتُ أنـا
في الفوضى الدُّنيـويـة.
—————————–
من مجموعة (ستّون قصيدة ألمانيّة- عمّان 2006)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here