الفساد السياسي اخطر من الارهاب في ارض السواد

لؤي الموسوي
   مافيا السياسة او ما يعرف عنهم بِإِسم تُجار السياسة و بمعنى اخر ادق يطلق عليه في العلم الحديث المعاصر بالفساد السياسي؛ بانه إساءة استخدام السلطة العامة المقصود بالسلطة العامة “الحكومة” المشكلة في ادارة البلاد، لأهداف غير مشروعة لطبقة سياسية معينة وعادة ما تكون هذه الممارسات سرية لتحقيق مكاسب شخصية لها.
   معظم الأنظمة السياسية الحاكمة والتي تتشكل منها الحكومات ان لم نقل جميعها تكون معرضة للفساد السياسي التي تتنوع أشكاله، إلا أن اكثرها شيوعاً هي التي تتمثل بالمحسوبية والرشوة وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب، أن الفساد السياسي ايضاً يسهل النشاطات الإجرامية من قبيل الاتجار بالاعمال غير القانونية كغسيل الأموال وغيرها من الاعمال المشبوهة غير الشرعية التي تنخر جسم الدولة.
   يُمثل الفساد المستشري في مفاصل الدولة من اهم التحديات الخطيرة في وجه بناء الدولة ومؤسساتها الدستورية، ويمكن ان نعده كالسرطان الذي ينتشر في انحاء جِسم الانسان وبالتالي يؤدي الى وفاة صاحبه في اخر المطاف، للحصر نتسعرض بعض الامثلة على ذلك، فعلى الصعيد السياسي يعمل على تقويض التجربة الديمقراطية ويضعف عمل الحكومة ومؤسساتها بتغيير مسار العملية السياسية للبلاد باتجاه غير صحيح مما يؤخر عجلة الاستقرار و التقدم، أما الفساد المتمثل في الانتخابات والهيئات التشريعية والرقابية فيقلل من المساءلة ويشوه التمثيل النيابي في عملية صنع القرار السياسي، أما الفساد القضائي فإنه يعرض سيادة القانون للخطر، والفساد في الإدارة العامة ينجم عنه التوزيع غير العادل للخدمات أي بمعنى أوسع ينخر الفساد في القدرة المؤسساتية للحكومة لأنه يؤدي إلى إهمال إجراءاتها واستنزاف مصادرها، فبسببه أي الفساد تباع المناصب الرسمية وتشترى، ويؤدي الفساد إلى تقويض شرعية الحكومية.
   فيما تقدم يتضح بِأن الفساد الاداري و المالي و السياسي في مؤسسات الدولة ليس باقل خطورة من الارهاب، فالارهاب يمارس اعمال تخريبية لاثارة الخوف و الذعر في هذه المنطقة وتلك ويكون محدود نسبياً، بينما الفساد السياسي يكون اوسع  في التخريب اي بمعنى يعمل على انهيار دولة بكاملها
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here