سلامات للمختَطَفين… لا سلام للمختَطِفين

احسان جواد كاظم

السيد وزير الداخلية قاسم الاعرجي, أعلن مشكوراً, الثلاثاء عن اطلاق سراح النشطاء المدنيين السبعة الذين اختطفوا في وقت سابق من منطقة البتاويين وسط بغداد.

من المؤكد, ان اعلان هذا الخبر كان مبعث فرح للعراقيين وعوائل المخطوفين بالخصوص, بنجاة هؤلاء الشباب من عسف المجرمين.

لكن ماذا كان يعني السيد الوزير بعبارة :” أُطلق سراح ؟

هل كانوا معتقلين لدى جهة امنية رسمية, فأطلقت سراحهم؟

ام انها كانت عملية تحرير لهم من براثن ميليشيا مجرمة ؟

في كلا الحالتين, الشفافية مطلوبة وهي ما نتوقعها من السيد وزير الداخلية ووزارة السيد حيدر العبادي المتصدية للاصلاح.

فهي اول ما يجب ان تبدأ وزارته باعتمادها, كأساس للاصلاح ووضع الامور في نصابها, ومد جسور الثقة مع المواطنين. فلم تعد عملية التضليل مجدية وانما احترام وعي المواطن, بالكشف عن الجهة التي انتهكت حرية مواطنين مسالمين وروّعتهم.

فلو كانوا من اجهزة الدولة الامنية, هل كان شروعهم بأعتقال هؤلاء الشباب قد استند على اجراءات اصولية ؟ هل كان لديهم, على سبيل المثال, أمر قضائي ؟ هل وجهت لهؤلاء الشباب تهمة محددة ؟

الأجابة الصريحة ستبرر عملهم, او تنفيه. عندها يجب تقديم مصدري امر الاعتقال غير الشرعي الى المسآئلة القانونية لنيل جزائهم العادل, لتجاوزهم على القانون والدستور.

اما اذا كانت ميليشيا متنفذة, فأنه لا ينبغي محاباتها, اذا كان هدفنا حقاً الاصلاح وبناء دولة قانون ديمقراطية, بل يجب تجريمها, لأن وجودها هو اصلا غير شرعي حسب الدستور, فما بالك وهي تمارس اعمالاً ارهابية كالاختطاف والتعذيب, ان لم يكن القتل.

ولذلك فينبغي حل هذه الميليشيات ومصادرة اسلحتها مع تقديم قادة هذه المجموعات المسلحة ومسؤوليها السياسيين الى القضاء. هذا ما نتوقعه من حكومة مسؤولة عن امن وأمان العراقيين.

وبنفس الوقت, لابد للحشد الشعبي المقاتل للدواعش, ان يتبرأ من كل مجموعة مسلحة تقوم بانتهاك كرامة المواطن العراقي لفرض اجنداتها وقيمها الخاصة, محتمية بعباءة أنتمائها لمؤسسة الحشد وتثبيت ذلك كفقرة في قانونه لمنع ان يتحول الحشد ككيان, ملاذ آمن لمجرمين يريدون ملأ الفراغ الاجرامي للدواعش مع اقتراب حين سحقهم.

تحرر شبابنا من براثن المختطفين سالمين غانمين, بمدة قياسية لاتتعدى يومين, وهو ما لم يحصل في اية عملية اختطاف سياسي سابقة, تحقق بفضل التضامن الشعبي العارم معهم والرفض الحازم لافعال المجرمين.

فقد تصدى لمهمة تحريرهم, جمع كبير من زملائهم في ساحات الاحتجاج على طول البلاد وعرضها ومنظمات مجتمع مدني واحزاب سياسية ومنظمات طلابية وشبابية ونسوية ومنظمات حقوق انسان ونواب برلمانيين ومثقفين وكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي ومواطنين عاديين اضافة الى اهاليهم…. فقد وقف العراقيون وقفة رجل واحد معهم ضد المختطفين, ولم تكن اسباب اطلاق سراحهم, ابداً, اشتباه بالاسماء كما ادعى خاطفيهم !

أهلاً وسهلاً بكم مرة اخرى الى حضن الوطن !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

Read our Privacy Policy by clicking here