المهدي المخلص المنقذ

يعني حياة حرة كريمة وانسان حر سعيد انه امل وحلم كل انسان حر في كل مكان وفي كل التاريخ
يعني بناء مجتمع انساني موحد يسوده الحب والسلام والعدل والمساواة انه امل وحلم كل انسان حر في هذه الدنيا قديما وحديثا ومستقبلا  وسعى بقوة وعزيمة وأصرار لتحقيق ذلك  بكل ما يملك من قدرة  وطاقة وامكانية  متحديا  كل الموانع والعثرات  ومتحملا كل انواع المصاعب والمتاعب  الفقر والجوع والسجن والتشرد والموت
وبفضل هؤلاء تقدمت الحياة وتطورت  وذللت الكثير من مصاعبها ومتاعبها ومعاناتها في كل المجالات
للاسف هناك من فهم المهدي المخلص  المنقذ فهم خاطئا و سلبيا وجعل من نفسه قوة معرقلة لتطور الحياة ورقيها وحجر عثرة امام مسيرة الانسان  بل اخذ يزرع في نفوس الكثير من البشر الاحباط واليأس  نتيجة للافكار البائسة  الظلامية التي شلت العقول وعمتها  وجعلت الانسان في حالة أنتظار يائس بائس غير قادر على  الدفاع عن نفسه بأنتظار المهدي المخلص  المنقذ لا يدري ان المهدي المنقذ المخلص لا يأتي  الى الناس بل على الناس ان تذهب اليه
المعروف ان كل المصلحين  من انبياء ورسل ومصلحين وكل عشاق الحياة ومحبي الانسان بشروا وسعوا لتحقيق مجتمع العدل والمساواة  لوحدة الانسان ونشر الحب والسلام والقضاء على النزعات الفردية والعائلية والعشائرية والعنصرية وبناء  مجتمعا انسانيا لا حروب فيه ولا نزاعات
المعروف جيدا ان التشيع حركة انسانية تجديدية اصلاحية  حركة انسانية دعت الى  حرية العقل واقامة العدل  رافضة  اي احتلال للعقل والظلم  ومن هذا المنطلق انطلقت في مواجهة  اعداء الحياة والانسان وكان التشيع الاول والوحيد الذي رفع راية الاصلاح والتجديد راية حرية العقل والعدل واقامة مجتمع العدل والمساواة وزرع الامل والثقة بالانسان بان ذلك سيتحقق في المستقبل انه المهدي المخلص المنقذ
وفعلا بدأت تلك الحركات بصرخة ابي ذر الامام علي الامام الحسين وبدأت التحديات والمواجهات    ونشأت حركات فكرية وثقافية وعلمية وفلسفية وانسانية تدعوا الى حرية العقل الى العدل  وكادت تنتصر  على قوى الظلام والظلم على اعداء الحياة والانسان  وتخلق لها مكانا حيزا في المنطقة من الممكن ان  تصنع لها قاعدة ترتكز عليها لمواجهة اعداء الحياة والانسان
الا ان غلبة الذين  فهموا  المهدي المخلص المنقذ فهما سلبيا خاطئا  وسيطرتهم ادى الى  زرع اليأس والقنوط في نفوس وعقول  الكثير من عناصر الحركة الاصلاحية التجديدية ودفعهم الى الاستسلام الى الخضوع للظلام والعبودية بحجة ان المهدي المخلص المنقذ هو الذي ياتي وليس نحن الذي نذهب اليه
وهكذا ساد الظلام والظالمين وتحكم اعداء الحياة والانسان
اعتقد ان الظروف التي نعيشها الآن اصبحت مهيئة تماما للبدء في اقامة المجتمع المهدوي  المجتمع الانساني مجتمع العدل والمساواة مجتمع القيم الانسانية السامية  ومن الممكن تحقيق ذلك بشرط
القضاء على المفهوم الخاطئ والسلبي الذي شاع في عصور الظلام   وكشف كل من يدعوا اليه وتعريته والتصدي له والقضاء عليه فهذا هو  العثرة التي تحول دون تحقيق بناء حياة كريمة وانسان سعيد  اي بناء المجتمع المهدوي مجتمع العدل والمساوات  فهذا المفهوم الخاطئ السلبي يشكل اكبر خطر عليه
كما يتطلب الالتزام والتمسك بالمفهوم السليم والصحيح  للمجتمع للحياة المهدوية التي التزم وتمسك بها ابا ذر الغفاري الامام علي الامام الحسين وغيرهم الكثير ممن حلموا بخلق مجتمع انساني مبني على القيم الانسانية السامية النبيلة  وناضلوا وتحدوا  وقدموا حياتهم
عندما أمر عدو الحياة  والانسان الطاغية معاوية احد جلاوزته المأجور  بقتل الامام علي  وخطط لهذه الجريمة على ان تكون في المسجد وهو يصلي  ونفذت الجريمة  البشعة  وتصدى الامام علي لضربة المأجور ابن  ملجم بصرخة المنتصر الفائز فزت ورب الكعبة فهذه الصرخة   وضعت حجر الاساس  للمجتمع المهدوي  وهذا هو نهج الحسين ونهج كل شهداء حرية العقل وانصار العدل حتى صرخة محمد باقر الصدر  من الطبيعي لم يشاهده انصار المفهوم الخاطئ والسلبي
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here