الحشد الشعبي يقترب من القيروان وعينه على الحمدانيّة والبعاج

بغداد / وائل نعمة

سارعت الحكومة للظهور في صورة العمليات العسكرية في غرب نينوى، لتفادي “الإحراج” الذي وقت فيه خلال عملية تحرير قضاء الحضر.
وشارك وزير الدفاع عرفان الحيالي، يوم السبت، لاول مرة منذ تسلمه منصبه قبل 4 أشهر، في مؤتمر مع قيادة الحشد الشعبي في غرب الموصل.
ودارت علامات استفهام حول التزام رئيس الوزراء الصمت حول العملية التي اطلقها الحشد، في الـ27 من نيسان الماضي، لتحرير مدينة الحضر الاثرية ومركز القضاء، خلال زمن قياسي.
لكن اطرافاً مطلعة تؤكد ان الحشد الشعبي لايتحرك دون موافقة قائد الحملة العسكرية في الموصل، إلا انها أقرت بوجود تنافس على مسك الحدود بين الطرفين.
وتقترب فصائل الحشد، مدعومة بطيران الجيش، من آخر معاقل التنظيم في غرب نينوى، الفاصلة مع الحدود السورية.
وتعد ناحيتا القيراون والقحطانية، بالاضافة الى قضاء البعاج، بمثابة معاقل لعوائل داعش الفارة من عمليات التحرير في الموصل.
وتستبعد أطراف في نينوى، ان تسند مهمة مسك الحدود الى الحشد بعد تحرير تلك البلدات. كما ان مهمة شاقة ستكون بانتظار الجميع في الصحراء الرابطة مع سوريا والانبار.
ويتحدث مسؤولون في غرب نينوى عن وجود معسكرات ومخازن أسلحة (مدفونة) تحت الكثبان الرملية، وخط امداد متواصل مع المدن السورية القريبة من الحدود.
وحتى الآن، لم تصل قوات الحشد، التي اطلقت عملية (محمد رسول الله الثانية) قبل 3 أيام، الى ناحية القيروان.

المناطق مكشوفة
وتفصل قوات الحشد عن مداخل الناحية التابعة لقضاء سنجار، ذي الاغلبية الايزيدية، مسافة تقل عن الكيلومترين، بحسب نائب مطلع.
ويقول احمد الجربا، ممثل نينوى في مجلس النواب، لـ(المدى) امس، ان “قوات الحشد الشعبي حررت 5 قرى في شمال القيراون وجنوبه”.
ويرجح النائب “خسارة التنظيم لتلك المناطق بسرعة”، عازيا ذلك الى عدم قدرة داعش على القتال في مناطق مكشوفة للطيران، لافتا الى ان مركز القيروان والقرى التي تم تحريرها، اغلبها مناطق خالية من السكان.
وتتمتع عشيرة (البو متيوت)، التي أعدم داعش الكثير من ابنائها بتهمة الانتماء للصحوات وللاجهزة الامنية، بثقل اجتماعي في المدينة.
وأعلن الحشد الشعبي، يوم الجمعة، بدء هجوم واسع من 8 محاور لانتزاع السيطرة على بلدة القيروان الواقعة إلى الغرب من بلدة تلعفر غرب الموصل.
وقال الحشد إن قواته “انطلقت باتجاه القيروان” من خمسة محاور لتحرير القرى الواقعة قبالة البلدة. واضاف “قواتنا تخوض معارك شرسة مع عناصر داعش الإجرامية المتواجدة هناك”.
ويؤكد الحشد إن القيروان، الواقعة إلى أقصى غرب تلعفر، تعتبر من “أهم مراكز” قيادة داعش ونقطة تواصل بين العراق وسوريا.
ومن المفترض ان تتوسع الحملة لتشمل قضاء البعاج، الذي يقع الى الجنوب والجنوب الغربي من القيراون، اذ سيكون الطريق بعد ذلك ممهداً الى الحدود.
ويقول احمد يوسف، قائممقام البعاج في اتصال مع (المدى) امس، ان “الحملة العسكرية ستكون من 3 صفحات، تشمل القيروان اولا، ثم القحطانية التابعة لسنجار، ثم مركز البعاج”.
والقحطانية، ذات الاغلبية الايزيدية، كانت تضم، قبل سيطرة داعش عليها، 87 الف نسمة، يؤكد المسؤول المحلي انهم نزحوا بشكل جماعي من المدينة ولم يتبق احد فيها. وتعرض إيزيديّو سنجار، صيف 2014، الى عمليات قتل جماعية وعمليات خطف للنساء بشكل خاص. ويفوق عدد سكان الناحية عدد نفوس مركز قضاء البعاج، الذي يصل عددهم الى 85 الف نسمة.
ويقول احمد يوسف ان “نحو 5 آلاف شخص مازالوا يعيشون في مركز البعاج، مستدركا بالقول “لكن عوائل داعش هم الاكثرية هناك”.
وبحسب المسؤول المحلي فان التنظيم نقل عوائله من تلعفر ومن الموصل والقيارة الى البعاج، لافتا الى ان امير القضاء يحمل الجنسية المصرية.
وأكد الحشد الشعبي، يوم الاحد، قطع جميع خطوط امدادات داعش في ناحية القيروان، ووصوله الى خط الامداد الاخير (القحطانية – القيروان).

الصحراء والحدود
ويرى أحمد يوسف ان تحرير مركز قضاء البعاج لن يكون بالامر الصعب، لكنه يتوقع ان تواجه القوات الامنية صعوبة في الصحراء.
وترتبط صحراء غرب نينوى بصحراء الانبار وسوريا، التي مازال داعش يفرض سيطرته على جزء كبير منها.
ويقول المسؤول المحلي ان “داعش يمتلك في الصحراء معسكرات ومخازن سلاح تحت الارض”.
وكانت التصريحات الاخيرة للقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، ربطت بين تحرير الموصل وصحراء الانبار، ومسك الحدود.
وأكد ابو منتظر الحسيني، قائد العمليات المركزية في الحشد، امس الاول، ان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه قطعات الحشد الشعبي باتجاه الحدود.
ويؤكد النائب احمد الجربا ان الحشد لايستطع التحرك بدون موافقة اللواء الركن عبدالامير يالله، قائد عمليات (قادمون يانينوى).
ويقول النائب عن نينوى ان “تحديد الجهة التي ستمسك الحدود هي من صلاحية القائد العام”، لكنه يضيف “وبحسب المعطيات الحالية لا أعتقد ان المهمة ستذهب للحشد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here