صمت الكتّاب الإسلاميين إزاء تكفير المسيحيين والمندائيين
لم استغرب صمت الكتاب الإسلاميين العراقيين إزاء تخرصات و تجاوزات رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي ضد المواطنين العراقيين من الأقليات الدينية والطائفية وتكفيرهم ، و المطالبة بفرض الجزية عليهم ..
ففي المحصلة النهاية لم يخطأ الرجل بقدر ما أراد الانطلاق من جوهر و حقيقة لإسلام على هذا الصعيد والتي تؤكد عبر الآية التالية على :
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ــ من سورة التوبة ) .
وبالمناسبة ليس علاء الموسوي وحده من كفرَّ المسيحيين والأيزيديين والصائبة ، أنما سمعتُ أحاديث من هذا القبيل لرجال دين شيعة آخرين الذين ينحون نفس المنحى ، و الذي يقارب منحى الوهابيين و التكفيريين و السلفيين المتشددين من هذه الناحية حيث يلتقي الفرعان في حقيقة الأمر عند نفس المنبع الأصلي و الرئيسي !!..
ليكتشف المرء في نهاية المطاف أن الخلاف العقائدي الشيعي ــ السني هو في أساسه و جوهره خلاف سياسي وصراع على السلطة في الدرجة الأولى ، أكثر مما هو خلاف مذهبي عميق ، على ثوابت أساسية ، فضلا عن الصراع الإقليمي على بسط النفوذ بين النظامين الظلاميين السعودي و الإيراني ، حيث يستخدم كلا المذهبيين كأداة خدمة و أجندة لتنفيذ أهداف النظاميين كلا على حدة ، و ذلك حسب مصالح معينة أو محددة من قبل النظاميين المذكورين آنفا ..
لذا فلا غرابة أن نقرأ عدة مقالات لكتاب إسلاميين شيعة عراقيين عديدين في وقت واحد ضد النظام السعودي والوهابية في اليومين الأخرين ، في الوقت الذي لزموا الصمت المطبق إزاء التخرصات و التجاوزات والتحريضات ضد مواطنيهم العراقيين من المسيحيين والمندائيين العراقيين وغيرهم في الوقت الذي كانت تتقتضي النخوة الوطنية ــ إذا وجُدت ــ الوقوف إلى جانبهم و الدفاع عنهم كمواطنين عراقيين .
مهدي قاسم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط