سميرة عبيد.. شاعرة و باحثة و ناقدة مسكونة بالبنفسج..

لو قلت أن شاعرا قد ذاع صيته بدولة مثل قطر في فترة قصيرة فلعل هذا ليس بغريب خصوصا حين نتطرق إلى موضوع الكثافة السكانية في قطر و نسبة عدد الأدباء و المثقفين فيها. لكن الحديث عن أديب و شاعر ذاع صيته في الخليج و بقاع كثيرة في أصقاع العالم العربي و شيء من أوروبا في فترة قياسية فذلك يعود إلى حجم ذلك الشاعر و إمكانياته الفنية و كلماته التي تتخطى الأجناس و الحضارات و الأقاليم إلى وحدة شاملة تلتقي مثل قطرات الغيوم في أحضان الأوقيانوس العظيم..
الشاعرة الباحثة و الناقدة و عازفة البيانو سميرة عبيد رئيسة صالون البنفسج الأدبي بدولة قطر هي ذلك الشاعر و الأديب الذي تجاوز فنه الأزمنة و الأمكنة في وقت قياسي جدا يثبت جدارتها فنيا و أدبيا و يؤكد جديتها و فاعليتها و قدرتها على التميز..
منذ أن أصدرت سميرة عبيد ديوانها الأول “أساور البنفسج” عام 2013 حتى بدأت كتابات النقاد عن تجربتها بجزالة كان آخرها إصدار كتاب نقدي عن تجربتها الشعرية في ذلك الديوان بعنوان “الثيمات النفسية و الفلسفية في ديوان أساور البنفسج” للكاتب و الناقد اليمني هايل المذابي.
الديوان الثاني للشاعرة سميرة عبيد “لحن بأصابع مبتورة ” لم يكن غريبا أن يحتفى به من قبل الكتاب و النقاد خصوصا و أن التجربة الشعرية فيه كانت قد نضجت أكثر مما كانت في ديوانها الأول “أساور البنفسج” و ما أن صدر الديوان الثالث “شجرة في جذع غيمة” حتى كانت الشاعرة قد حلقت و شاركت في محافل شعرية و أدبية كثيرة في بقاع كثيرة من الوطن العربي…
و كان من حسن حظ المتلقي العربي أن يصدر ديوان رابع لسميرة عبيد عنوانه “كأنه صوتي” جمع بين التجريب و التفرد و المغايرة و الحداثة الشعرية في أبهى صورة..
و بالعودة إلى أساور البنفسج العتبة الأولى في إنجازات سميرة فقد صدرت ترجمته إلى الفرنسية في صورة مشرفة و جميلة ترجمت أجمل الشعر الحداثي العربي للمتذوقين باللغة الفرنسية..
سميرة الناقدة..
سميرة عبيد آناً أكاديمية لكنها لا تتقبل تلك الصفة لأنها لا تلائم بعلميتها طبيعة الفنان الذي يعتمد على ذائقته و ليس علمه و آناً بلا منهجية إلا منهج الذائقة، منهجها الكلمة التعبير، المبدع، ما وراء ذلك جميعا، ما هو منتظر في المصير بدءا من حركة التاريخ ربطا بمزاج الأمة في خزانتها الكبرى التي اسمها الحضارة.. لا تتعبد للمقاييس و لا تتنكر لها أيضاً.. و لذلك يعتبر الفنان أفضل النقاد و إن لم يكن للآخرين فمؤكد أنه لنفسه و هذا ما تفعله سميرة لنفسها في إبداعاتها دائماً…

* سميرة البيانيست
لم اسمع شيء في عالم البيانيست مثلما سمعت سميرة عبيد على موقع اليوتيوب و لولا أنها مقاطع موسيقية قصيرة إلا أن لها شفيعان الأول عالمية المعزوفات و ثانيها مقدرة العازفة سميرة عبيد على تطويع أصابع البيانو لتكون امتدادا لأناملها.. و الأكثر من ذلك أن سميرة عبيد تصمم ألحانا بطريقة تستحق التقدير لإنها مدهشة و كفى كأبلغ ما يمكن وصفها به..

* سميرة الباحثة
شاركت سميرة عبيد الباحثة و الشاعرة مؤخرا في واحد من أهم المؤتمرات التي تتناول شؤون الثقافة العربية و تحديات المستقبل و قدمت سميرة ورقة تعتبر الأهم بين كل الأوراق المقدمة في المؤتمر عن مشروع بلادها و الثقافي “كتارا” مهبط الثقافة العربية و كانت الورقة قد تحدثت عن جدوى الاستثمار في الثقافة و أهميته كمحور هو الأهم من محاور المؤتمر..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here