من يحمي اطفال العراق في ظل المرحلة الراهنة ؟

أثير باجلان
الأطفال جيل المستقبل  وهم ثمار المجتمعات والقاعدة المستقبلية لبناء المجتمعات والدول . وتتعرض هذه الشريحة المهمة في العراق الى ابشع المخاطر في حاضر اليوم الذي يعيشه العراق في  مجمل واقعه الاجتماعي والسياسي والتربوي  وما يتعرض له البلد من هجمات شرسة تخريبية في كافة مجالات وعموم جوانبه وخاصة  الحروب التي يتعرض لها والانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الانسلن وخاصة الاطفال والذين يتعرضون اليوم الى جمة من الانتهاكات الانسانية وحتى على الصعيد الاسري ومما دفع الكثير من الاطفال الى مزاولة  مهنة التسول والتي تعد ظاهرة التسول من الظواهر السلبية التي ابتليت بها المجتمعات البشرية كافة، إسلامية وغير إسلامية، وقد تنوّعت أشكالها وصورها من مجتمع لآخر، فالبعض يقف في الشوارع المزدحمة بالناس، أو بباب المساجد والكنائس والبَيع، أو في المقابر، أو في أماكن التجمعات، والبعض يحمل آلة موسيقية ويعزف عليها، وآخرون يقومون ببعض الممارسات التي تجلب الضحك للمشاهدين، إلى غيرها من الأشكال والصور.
وقد وضعت بعض الدول حلولاً للقضاء عليها، ولكنها لم تفلح إلاّ قليلاً، وهذه الظاهرة لا تقتصر على الدول الفقيرة، وإنما شملت جميع الدول حتى الغنية والمتطورة اقتصادياً.
أسباب التسول:
للتسوّل أسباب عديدة لا يمكن حصرها في محور واحد ، ولكن الدافع الوحيد لها هو الحصول على المال ، وبمرور الزمن يتحوّل التسول  نفسه إلى دافع وباعث، وإن وصل المتسوّل إلى حد الاكتفاء والإشباع أو ترقّى ليصبح من طبقة الأثرياء ، فنراه يبقى ملازماً للتسوّل إلى نهاية العمر.
أسباب التسوّل فيمكن لنا أن نحدّدها بالنقاط التالية:
أولاً: الفقر: وهو عدم الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية كالمأكل والمشرب والملبس ، بسبب البطالة وظروف التهجير القسرية  وعدم وجود مهنة أو حرفة لدى الشخص المتسوّل ، أو أن له حرفة ولكنها لا تكفي لسد احتياجاته، لكثرة عياله أو لارتفاع أسعار المواد الغذائية ومتطلبات الحياة.
ثانيا :  النقص العقلي والجسدي: الذي يرافق ذوي العاهات والأمراض المزمنة والعاجزين عن العمل والمعاقين خلقة أو بسبب حادث أو عارض ما.
ثالثا  ً: فقدان المعيل:  بسبب الارهاب والحروب فاليتيم والأرملة الفاقدان للعائل ، قد يختاران التسوّل بسبب حرمانهما من المعيل الذي يوفّر لهما مستلزمات الحياة المادية والروحية، فيفتقدان المال والإشراف والتوجيه التربوي الذي يربّيهما على عزّة النفس وكرامتها ، ويمنعهما من اتخاذ الأعمال الوضيعة ومن إذلال النفس بالتسول  وغيره. وصار لزاما اليوم على المجتمع العراقي بكافة مؤسساته الرسمية والغير الرسمية الوقوف على هذه الظاهرة والتي ازدادت بشكل خطير نتيجة الظروف الحالية  لايجاد الحلول اللازمة وضمان توفير الامن والحماية والمتطلبات اللازمة لجيل المستقبل و للحد من التدهور المجتمعي لهذه الظاهرة وسلبياتها المستقبلية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here