في مطار بغداد

من الإجراءات التي يتعرض لها المسافر عبر مطار بغداد، هو تفتيش الكلب للحقائب والمركبات .   بواسطة تلك الإجراءات يتخذ المسافر قراراً بعدم العودة لزيارة العراق بواسطة مطار بغداد الدولي ، باحثاً عن مطار اخر.  والمهم من اثارة هذا الموضوع  هو الحديث الذي دار بيني وبين سائس الكلب او مدرّبه، وذلك عندما وضعنا حقائبنا في اخر مرحلة قبل دخولنا لبوابة المطار.   عندما وضعنا الحقائب وجاء صاحب الكلب لكي يقوم بعمله ، سألته عن سبب هذه الإجراءات وبواسطة هذا الكلب بالذات، لأننا قد خضعنا بالمراحل التالية قبل وصولنا الى بوابة المطار :  ١- التفتيش عند بوابة عباس بن فرناس.  ٢- تفتيش الحقائب والأشخاص بواسطة الجهاز الكاشف.  ٣- تنزيل الأمتعة من السيارات وإخضاعها للتفتيش عبر الجهاز.  ٤- إنزالنا من السيارة وفتح ابوابها لتمرير الكلب للفحص .  وهكذا الى ان بلغنا ذلك المكان وهو قبل دخول المطار ليتم فيها وضع الحقائب على شكل خط طويل حقيبة خلف الأخرى ليتم تمرير الكلب ليفحصها من جديد .. في هذه المرحلة ، سألتُ صاحب الكلب السؤال التالي :  لماذا هذا الاجراء بواسطة الكلب؟  ألم نخضع لتفتيشات عدّة ؟  فأجابني صاحب الكلب الجواب الآتي :   نحن نعمل في شركة أمنية بريطانية ، ولا توجد أية سلطة عراقية اعلى من عندنا تقوم بتصدير الأوامر لنا ، والكل هنا يخضع لهذا التفتيش ولا نميز بين سياسي وانسان عادي ، الكل يخضع للكلب في تفتيشه … (الكل يخضع لتفتيش الكلب )  فقلتُ له : ولماذا هذا التأكيد على الكلب ؟  فقال : هذا الكلب يتم الإصرار عليه لعدّة اسباب أهمها :  ١- انه لا يأخذ الرشوة في عمله . ٢- انه لا يعرف المجاملة والقرابة والواسطة .  ٣- انه لا يعترف بالحزبية ولا الانتمائات الأخرى ، فالكل سواسية عنده . لذلك فإننا قد حققنا العدالة بالتفتيش بواسطة هذا الكلب .. ( اقسم بالله ان كلماته تلك قد نزلت في قلبي )  خصوصاً حينما قال لي ان هذا الكلب لا يقبل الرشوة !!!  فقلتُ له ياريت حكّام العراق وموظفيهم ومسؤوليهم ان يتعلموا من هذا الكلب .   فيا ايها المسؤولين الفاسدين في جميع المؤسسات للدولة والمراتب والوظائف ( اقصد المفسدين ) ياليتكم كنتم كلاباً لتسوسوا البلاد كهذا الكلب الذي لا يميز بين مواطن واخر في اداء وظيفته، وياليت اصحاب المعاملات الفاسدة في جميع الدوائر ان يكونوا كلاباً كهذا الكلب او ان يتعلموا من ذلك الكلب ( النجس ) …

اقول قولي هذا لأنني شاهدت المعاملات داخل العراق وحقيقتها، فإنها لا تمضي بسهولة إن لم يكن لديك واسطة او جهات حزبية متنفذة او اعطاء رشوة ، وهذا الامر منتشر في جميع مؤسسات الدولة وللأسف الشديد، ونجد المُرَاجِع الذي ليس لديه ماذكرناه ، فإن معاملته لا تمضي الا بشِقِّ النفس، هذا اذا تمّت تلك المعاملة ، والقائمة طويلة والكلام كثير، وانا لله وانا اليه راجعون….

ادري الى متى سيبقى وضع البلد من سيئ الى أسوأ؟

الى الله المشتكى..

حيدر الفلوجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here