بحسب الأرقام التي أعلنتها هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان، فإن عدد سكان الإقليم في عام 2016 بلغ 5 ملايين و 614 ألف نسمة، وعلى هذا النحو، فإنه إذا استهلك كل فردٍ حذاءين، فستكون هناك حاجة لاستيراد 11 مليون و 228 ألف حذاء.
شركة “دالين” هي إحدى الشركات التي تستورد الأحذية من تركيا والصين لإقليم كوردستان، وقال مدير الشركة، دالين حاجي مشير نادر، إنه “قبل الأزمة المالية كانت شركته تستورد سنوياً ما بين 25 إلى 30 مليون حذاء، وكان يُرسل قسماً منها إلى المدن العراقية، ولكن بعد الأزمة المالية، فإنهم يستوردون 20 مليون حذاء”.
وأضاف دالين حاجي مشير نادر، أن “معدل مبيعات الأحذية في إقليم كوردستان تراجع بنحو 50%”، وتابع أنه “في السابق كانوا يسافرون إلى الصين 3 أو 4 مرات على مدار السنة، وأنهم كانوا يستوردون شاحنة من الأحذية من تركيا مرة واحدة كل 10 أيام، وكانوا يبيعون 55 شحنة من الأحذية سنوياً، فيما تناقص هذا العدد إلى 30 شحنة عقبَ الأزمة المالية”.
وتتراوح أسعار الأحذية التي يبيعها دالين حاجي مشير نادر، بين 5 و 40 دولاراً، ولكن في السابق كانت الأسعار أعلى بضعفين، كما أن هناك منافسة في أسواق الأحذية حالياً، وإلى جانب هبوط أسعارها، فإن أصناف الأحذية تتغير بسرعة.
من جهته قال صاحب معرض “يارا” لبيع أحذية النساء والأطفال، فهمي جفر: “في السابق كانت السيدات في إقليم كوردستان يستهلكن الأحذية بحسب الأصناف والفصول، بمعدل 4 أحذية للسيدة الواحدة، ولكن معدل استهلاك الأحذية تضاءل حالياً”.
وإلى جانب معارض بيع الأحذية التركية والصينية في الأسواق العامة والوطنية، هناك عدد من الأصناف الأخرى داخل المجمعات التجارية.
وتحتل ماركة “إيكو” للأحذية المرتبة 11 عالمياً من حيث الجودة، وقد افتتحت عدة فروع لهذه الماركة في إقليم كوردستان منذ بضعة سنوات.
وأوضح مساعد مدير معارض “إيكو” في مجمع “مجدي مول” التجاري، جوانرو عباس، أن “إيكو ماركة أحذية دانيماركية، وأسعارنا هنا مطابقة لأسعارنا حول العالم، وتبدأ من 80 دولاراً وتصل إلى 400 دولار”.
وأضاف عباس أن “مبيعات كل فرع من فروعهم كانت تتراوح بين 50 إلى 60 مليون دينار عراقي شهرياً قبل الأزمة المالية، وأن مبيعاتهم لم تتضاءل ولازالت تسير بنفس الوتيرة، ولكنهم توقفوا عن استيراد أحذية الأطفال”.
قبل انطلاق عملية تحرير العراق عام 2003، كان هناك عدد من المعامل الصغيرة لتصنيع الأحذية في إقليم كوردستان، ولكن منذ بدء استيراد الأحذية، أُغلقت تلك المعامل.
وكان حاجي مشير نادر، صاحب أحد المعامل الصغيرة لتصنيع الأحذية في أربيل، ويقول إن “أجرة اليد العاملة هنا مرتفعة مقارنةً بتركيا والصين، وكنا نستورد المعدات الضرورية لتصنيع الأحذية، ولكن بالمحصلة لم نكن قادرين على منافسة الأحذية التركية والصينية والسورية، لذلك أغلقنا المعامل”.
حالياً يستورد التجار، الأحذيةَ من تركيا والصين وتايلاند والإمارات، وفي المقابل، يتم تصدير الجلود المخصصة لصناعة الأحذية من إقليم كوردستان إلى تركيا وإيران بأسعار رخيصة.
وقال المدير العام للتجارة، في وزارة التجارة والصناعة بإقليم كوردستان، نوزاد أدهم، إنه “في الماضي كانت مختلف جلود الحيوانات تُستخدم في إقليم كوردستان، لذلك لم نكن نستوردها، ولكن انعدام المعامل وزيادة المصاريف جعلتنا نضطر لاستيرادها الآن”.
وأضاف أدهم أن “التجار الكورد يرغبون بافتتاح معامل صناعة الأحذية، ولكن نظراً لرخص الأسعار لا أحد يقترب من هذا القطاع”.
ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط