مسيحيو العراق: لا فرق بين من قتلنا في الموصل ومن استولى على منازلنا في بغداد

تتعرض منازل المسيحين في العراق الى حالات سلب ونهب في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في الموصل واطرافها، وفي العاصمة بغداد تستولي جماعات مسلحة على املاكهم وتتلاعب بسجلات الدولة الرسمية، ومع استعادة اكثر مناطق محافظة نينوى التي كان يسيطر عليها التنظيم بدأت العائلات المسيحية بالعودة بشكل تدريجي الى منازلها، لكن هذا لا يحدث في بغداد.

احد سكان قضاء الحمدانية، يوسف ميخايئل، الذي تجاوز عمره 50 عاما دمعت عيناه وهو يتحدث عن منطقته، وكيف كان يعيش مع اقاربه واصدقائه فيها بسلام و”الصليب المرفوع فوق المنازل والكنائس”، معربا عن فرحته عندما “دقت اجراس الكنائس في الحمدانية بعد استعادتها من داعش”.

واضاف يوسف الحمداني، كما يحب ان يسمي نفسه، أن “عناصر تنظيم داعش كانوا مدركين لخسارتهم الاراضي عندما شنت القوات العسكرية اكبر حملاتها ضد التنظيم في (17 تشرين الاول 2016) لذلك هدم التنظيم الصلبان ودمر كل المعالم المسيحية في الحمدانية والمناطق الاخرى”. وفي بغداد حيث لا وجود علينا لعناصر داعش، عانى المسيحيون الأمر نفسه، ولكن هذه المرة على يد جماعات منفلتة، فحالهم لا يختلف كثيراً عن حال ابناء ديانتهم في الموصل، فمنهم من فر تاركاً منزله ابان العنف الطائفي بعد عام 2003 ومنهم من بقي في منزله الى يومنا هذا.

مناطق زيونة والكرادة والدورة والبتاوين والمنصور ومناطق اخرى متفرقة من العاصمة كانت ذات اغلبية مسيحية في منتصف القرن الماضي، اما الان فالعوائل المسيحية في بغداد بات لا يتجاوز عديدها المئات، فالكثير من بيوت المسيحيين في بغداد استولت عليها جماعات مسلحة بعضها امنتهنت النصب والاحتيال والبعض الاخر تقف خلفها جهات سياسية مشاركة في الحكومة الحالية.

وأسهمت حركة بابليون المسيحية بزعامة امين الحركة ريان الكلداني، وهي فصيل مسلح تابع لهيئة الحشد الشعبي، باعادة الكثير من منازل المسيحيين التي استولت عليها مجاميع مسلحة مجهولة.

وقال الكلداني ان “الكثير من بيوت المسيحيين في بغداد هجرها اهلها مما سهل عملية سلبها والسيطرة عليها من قبل مجاميع ارهابية”، مضيفا انه “لافرق بين من قتل المسيحيين وسلب ممتلاكتهم في الموصل وبين من سلب بيوتهم وهجرهم في بغداد فالفعل واحد وان اختلفت المسميات”.

ويعمل الكلداني وفصيله المسلح حاليا مع الجهات الامنية المعنية ووزارة العدل للحد من ظاهرة الاستيلاء على الاملاك، وفقا لقوله.

من جهته، يوضح القيادي في الحشد الشعبي كريم النوري أن “بعض العصابات نشطت في الاونة الاخيرة في منطقة الكرادة، ببغداد، لسرقة بيوت المسيحيين من خلال تهديد ساكنهيا واجبارهم على تركها”، مضيفا ان “عددا من دوائر الدولة حولت سندات العقارات التابعة للمسيحيين الى اسماء اشخاص اخرين مما سبب ارباكا كبيرا لدى الاخوة المسيحيين”.

وبين النوري ان “العائلات المسيحية التي سرقت منازلها تشخى ان تبلغ القوات الامنية بسبب التهديدات الحقيقية التي تتعرض لها وخوفاً منها على حياة انبائها”، مشيرا الى ان “من يقوم بسرقة بيوت المسيحيين هم عصابات ولا ينتمون لاي جهة معينة”، في رد على الذين يتهمون فصائل في الحشد الشعبي بارتكاب هذه الجرائم. ويأمل النوري، “ان تبذل قيادة عمليات بغداد جهوداً اكبر في ملف سرقة بيوت المسيحيين لانها الجهة المختصة بهذا الامر”.

اموري الكلداني، وهو من سكنة العاصمة بغداد ويبلغ من العمر 65 عاماً، قال انه تفاجأ باستيلاء مجموعة مسلحة مجهولة على منزله في الكرادة بعد ان تركه لساعات معدودة، حيث قامت تلك المجموعة بكسر ابواب منزله واستولت عليه.

واوضح قائلا “لدي منزل اخر ايضاً في الكرادة استولت عليه مجموعة اخرى وهدمته وبنت على ارضه منزلين ولم اتمكن من استعادته بسبب تلاعب المجموعة بعائدية المنزل لدى دوائر الدولة، لكنني تحركت وفقا للقانون، وحجزت على الارض قضائيا”.

لكن وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، يقول إن “هناك توجيها واضحا من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي بمتابعة ملف الاستيلاء على بيوت المسيحيين وارجاع الحقوق لاصحابها”، مضيفا ان “الداخلية هي قوة انفاذ القانون وسنعمل جاهدين لارجاع كل الحقوق الى اصحابها”.

من وائل الشمري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here