“وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ”.
ونحن الآن على أعتاب مرحلة موسم سياسي جديد لفترة ما بعد اسقاط داعش والتي ستتزامن إن شاء الله مع عرس انتخابي عراقي جديد، لذلك فإن عيوننا ترقب ولادة عهد سياسي جديد أيضا يفترض أن يتميز بإنبثاق خارطة سياسية جديدة للعراق تتناسب مع مجمل التضحيات الجمة الجليلة التي جاد بها الشعب العراقي لدفع العدوان الداعشي المقيت عن تراب العراق ومقدساته، والقضاء عليه ودحره إلى الأبد، بعد أن قام بتقديم قرابين ضخمة متقبلة وتضحيات كبيرة متعددة كانت وراء أسباب اندحار داعش وتحقيق موعدة النصر الناجز، والحال فالخارطة تلك تحتاج إلى إعادة ترتيب الخطوط وبعثرة الأوراق ولملمة الأوضاع السياسية مجددا، بعيدا عن تذبذب وفساد و ثرثرة بعض من الشخصيات السياسية والادارية والوظيفية المثيرة للجدل منذ دخولها لتلك المعتركات والى يومنا هذا،كون تلك الشخصيات استغلت الغطاء الحزبي والطائفي واستخدمت الخطاب المتشدد واختلاق الأزمات الغير مبررة للبقاء في السلطة والظهور بالصورة امام الشارع العراقي على انها شخصيات مؤثرة وفعالة ومهمة من خلال جلب الأنظار لصالح انتهازيتها وأهدافها الدنيئة الضحلة الرخيصة.
ستولد كذلك في تلك المرحلة عدة فرص جديدة قد لا تكون متشابهة أو متكافئة مع مجمل الفرص الفائتة ولا منسجمة أيضا مع توجهات بعض السياسيين، ووفقا لهذا الوضع المستجد ستولد كذلك اصطفافات وولائات جديدة وإنتماءات سترضخ جميعها وبدون استثناء لإذكاء لعبة جر الحبل والتي يخشى الجميع من تقبل نتائجها بروح رياضية ذلك لأن الخسارة فيها قد تكون كبيرة وستقضي ربما على جميع أعضاء الفريق الخاسر بالسقوط مرة واحدة الأمر الذي لا يحبذه بعض السياسيين بغية الابقاء على قيام حالة التأرجح ولحين تحقيق الغايات والمآرب.
وهناك استهدافات متنوعة أيضا لمعظم السياسيين من الذين طرؤوا أو تطفلوا على العمل السياسي، وبنوا وجودهم السياسي والوظيفي ليس على أساس الكفاءة والنزاهة بل على أساس التساوم والابتزاز وعلى أسس التصريحات الطائفية والقومية والفئوية، وعلى عقد الصفقات الغير نزيهة والإتفاقات المشبوهة، وهذه القوى والشخصيات لا يمكنها الاستمرار باي حال من الأحوال في ظل خارطة ستضع النقاط على الحروف وتمنع التحريض ومهاجمة العملية السياسية والحكومية من قبل المشاركين فيها، وأن من يقود وينفذ هذا الاستهداف هو الشارع العراقي المكلوم الملبدة أجوائه بالانتكاسات وخيبات الأمل والمآسي، وبسبب تلك المعاناة فإنهم -أي البعض من السياسيين- اضافة إلى الاستهداف سيدفعون ماجنت به أنفسهم الثمن غاليا ادناه وأيسره الملاحقة القضائية.
وهذا يعني في ما يعنيه، أن إنبثاقا جديدا قد يلوح في الأفق على هامش الانتخابات الجديدة التي لو قدر لها أن تجرى في موعدها المرتقب لأحزاب وحركات وتيارات وتنظيمات وتكتلات مناطقية وشعبية وشخصيات وطنية فذة قد جربها الناخب العراقي بشدة ولائها واخلاصها وتفانيها للوطن ونزاهتها وشرفها المطلق، سيظهرها على سطح الحياة السياسية بقوة ولاء الناخب العراقي بما لمس منها كذلك من تضحية وإيثار وشجاعة فائقة أدت إلى تحرير الأراضي العراقية المغتصبة من قبضة داعش، وأدت-أي الانتصارات- بالعراق إلى نقلة نوعية جعلته في مصاف الدول المعتبرة في العالم، ونقلت العراق إلى بر الأمان والعلو والشأن إن شاء الله.
إن ظاهرة أو ثقافة الفساد المستشري بالبلد بشكل سافر ومروع، بآلاته المتعددة وأذرعه الأخطبوطية الممتدة إلى أعماق وجذور الاداء الحكومي والمؤسساتي والمجتمعي التي إبتلي بها البلد واستشرت في معظم مفاصل الحياة العراقية بشكل كبير وخطير قد بلغت حدا لا يمكن السكوت عليه، لذا فإن الحصة الأكبر والسهم الاوفى في أجندة وحسابات وتوجهات الناخب العراقي الذي حرم من ابسط حقوقه المواطنية والانسانية المتعارف عليها في معظم دول العالم التصويت لصالح تلك النخب التي ذكرناها في آنفا، ستكون في مقدمات أولويات المطالبة في تلك الانتخابات وأنه إذا وضعت عنده كفة الاختيارات عند لحظة التصويت فأنه حينئذ سيفضل في تلك الساعة الحاسمة قطع اصبعه دون غمسه في الحبر البنفسجي إذا تكررت نفس التوجهات المخطئة في الانتخابات السابقة، اذن لابد من نهضة جماهيرية ووعي شعبي لمكافحة ووأد التوجهات الخاطئة والمضللة السابقة دون بلوغها مرحلة الإستفحال والتي قد تضيع معها تضحيات الشعب والشرفاء من قادته، والتي لربما قد تودي بالبلد كذلك لا سامح الله إلى واد سحيق، عند ذاك لا ينفعه ندم ولا تخلصه حسرة ولا تسعفه تدابير.
إن كل عراقي وطني وشريف لا يسعه في هذه المرحلة إلا أن يسعى جاهدا لمكافحة الانحراف الانتخابي، ومكافحة الحراك المؤدي إلى ضعضعة الدولة من خلال برمجة المحاصصة والطائفية في ضابطة الانتخابات.
ويا حبذا لو أن كل ناخب عراقي إذا أراد أن يخلص شعبه من ما هو فيه، عليه فمن الآن وصاعدا أن يكافح البرامج المؤدية لمحاربة الحشد الشعبي المقدس، وإن يضع نصب عينيه عندما يريد أن يغمس اصبعه باللون البنفسجي عليه أن يصدح ويصرح بأعلى صوته وبقوة قلمه من على منصة التصويت المرتقبة: بأن “الحشد-يمثلني” وعلى رأسه على سبيل المثال والحصر”حركة عصائب أهل الحق” وأن لا تأخذه في هذا الخيار المرموق لومة لائم، وأن الحشد المقدس في العراق هو الممثل الشرعي الوحيد للاسلام والمحقق الاكيد لطموحات الشعب العراقي بجميع مكوناته والظهير المخلص للجيش ضمن القوات المسلحة العراقية التي تحافظ على رفعة الوطن والحفاظ على أمن اهله وممتلكاتهم المادية والاعتبارية وضمان لمستقبلهم المجهول، وهو ضمان وأمان العراق الوليد لمكافحة أل”داعش الناتوي الجديد”, والقضاء المبرم على الفساد بجميع انواعه والمفسدين.
“,,,,إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”.