خيوط اليأس تتسلّل إلى القلوب

د . خالد القره غولي
أهل ( الرمادي ) ومعاناتهم وأحزانهم وتضحياتهم تحولوا إلى سلعة رابحة لعملاء ولصوص وخونة .. فبعد عودتنا إلى ديارنا تربع آلاف من المهووسين بالسحت الحرام على مناصب ووظائف أتاحت لهم التلاعب بمشاعر العائدين من الشخصيات (الإقطاعية القبلية العشائرية ) والدينية والسياسية إستغلت بلا خجل وحياء ظروف العائدين كي تستخدمها كورقة تقدمها إلى المنظمات العالمية لحقوق الإنسان أو سرقة أموال من دول معينة وهي أحد أهم المؤامرات المعيبة والمخزية لسراق ولصوص محترفين بلا رقابة من دولة أو محافظة أو مسؤولين .. ويوما بعد يوم وجراء الفشل الواضح لجميع الجهات ذات العلاقة بالعائدين وتأمين أبسط سبل العيش الكريم لهم فلا بد من الحذر من وجود أطراف وجهات متنفذة ستبقى تقاتل كي يبقى الحال كما هو عليه لأن دموع العائدين من أهل مدينة الرمادي وبالتحديد المنكوبة منها تحولت إلى رؤوس أموال وبكاء وأمراض أطفالهم خزائن للصوص ، كي لا يحرم من مكاسب لم يكن يحلم بها عليه من منكم يصدق ؟ الوزير في العراق كيان بشري يحمل في قلبه وعقله أحاسيس عادية جدا يتشابه بها مع معظم الناس .. فأكيد أنه يحب زوجه وأبناءه وبناته إن كان متزوجا !
وإن كان غير متزوج فهو على الأقل يحب أباه وأمه إذا كانوا أحياء وإن كانوا ميتين رحمهم الله فلابد أن لديه أخا ولربما أختا وأقرباء وأصدقاء.. كل هؤلاء أو جزء منهم يبادلهم معالي أي وزير عراقي مشاعر الحب والإخاء والإخلاص ويخاف عليهم ويتبادل معهم الود والمنافع المشروعة.. ولكل وزير أمنيات منها الشخصية كبناء بيت وشراء سيارة وهي أمنيات مشروعة لأي مواطن ومن حقه أيضا أن يحلم براتب جيد وتقاعد مناسب ويحج إلى بيت الله ويكمل أبناؤه الدراسة وينفق في سبيل الله..
أما أن يتحول عقل الوزير إلى آلة للإنتقام وعقل لتصفية الحسابات فهو ما لا أصدق به.. لا أصدق أبدا أن وزيرا يسرق !
لماذا يسرق ومنطقيا وبعيدا عن الأرقام إذا قارنا راتبه برواتب عشرة موظفين في الدولة يعيشون حياة حرة كريمة هم وعوائلهم لتساوى معهم! ماعدا التخصيصات الأخرى ومبالغ من الإيفادات والمكافآت الرسمية وغيرها من مخصصات منصبه تجعل الملايين من المساكين يحلمون بهذا المنصب كي يدخلوا إلى مغارة الترف كما يعتقدون وكما أعتقد انا أيضا.. من منكم يصدق أن وزيرا يسرق أموال العراقيين !
ومن يصدق أن داخل عقل بعض الأحزاب العراقية والكتل إرادة لإبادة العراقيين وتجويعهم وإهانتهم وإذلالهم؟! وإلا أجيبوني وفسروا لي كوارث وجرائم إرتكب معظمها وزراء في الحكومة العراقية.. ما تفسيركم عن كوارث الكهرباء قبل سنوات وفضائح التسليح ثم سرقة أموال المهجرين والنازحين .. جرائم حتى الشيطان يتبرأ من إرتكابها وصلت إلى خبز المواطن وقوته اليومي البسيط.. هل تتفقون معي أن هذه العقول التي تتجرأ على تصدير الموت والخراب والضياع لنا ليست مثل عقولنا ولا قلوبنا ..المجرم واحد كما في قواميس العرب وهو كل من إرتكب ذنبا أو جنى جناية فهو مجرم خارج عن القانون ولا يمكن له أن يكون مواطنا بل يجب أن يعاقب.. العكس يحدث في العراق فالوزراء اللصوص هربوا وهاهم يتجولون مع عوائلهم في أمريكا وأوروبا ولبنان وتركيا ودبي !
وبعض هؤلاء الخونة مازال حرا طليقا داخل العراق رغم تثبيت الجرائم المتهم بها بل وصل الإستهزاء بعقولنا بإعتراف وزراء سابقين بجرائمهم وهم يتحينون الفرص للعودة إلى المقاعد الوزارية مرة أخرى لكن في وزارة أخرى.. مع تقديري للوزراء الذين يعملون لخدمة العراق وأبنائه لابد لهم من موقف مشرف يسجل لهم في تأريخهم وهم الأقربون إلى السلطة بأن ينزعوا رداء الصمت ويكونوا أول من يلقي القبض على هذه العقول المريضة الحاقدة أما إذا بقينا نركض في حلبة المجاملات وما يسمى كذبا بالزمالة فاقرأوا على العراق السلام !
.. ولله الأمر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here