البصرة تقف مع من وقف معها

الحقوقي سالم عزيز علي

قدم السيد مقتدى الصدر نفسه على أنه يمثل الخط الوطني العراقي و يسعى لإعادة حقوق الفقراء والمحرومين لكن موقف السيد مقتدى و جناحه المسلح ” جيش المهدي” من أهالي البصرة الاشراف لايعكس اي وطنية أوعراقية كما لا يتناسب مع اي وازع ديني.
فبعد سقوط الصنم الصدامي في عام 2003 بدأت مليشيات جيش المهدي بالتعدي على المواطنين، منها عمليات خطف وابتزاز طالت ميسوري الحال، بل وحتى حتى متوسطي الحال والفقراء، مقابل مبالغ نقدية ومصوغات ذهبية لاطلاق سراح اولادهم و اهليهم. بل تم التعدي على الحرمات واختطاف و قتل النساء. و في حالة عودة المخطوف، فالإصابات والأمراض والكسور تترك بصماتها على اجسامهم. بل كانت هناك حالات كثيرة قامت العوائل المسكينة فيها بدفع الفدية والاستدانة من كل من هب ودب ليكون مصير ابناءها القتل دون سبب واضح!!! كانت المليشيات ولاتزال تستهدف كل شاب ذو طلعة بهية، كل مثقف، إي شخصية بارزة في الحي، و حتى النساء، وخاصة الموظفات والمعلمات، حيث يتم التعرض لهن في محل العمل أو في الطريق. ليتم مطالبتهن بزواج المتعة، وعند رفضهن تتحول حياتهن، و حياة أسرهن إلى جحيم لا يطاق. ممارسات جيش المهدي تجاه سيدات البصرة ذكرت الناس بتصرفات المقبورعدي صدام حسين، حيث كان يتعرض لكل فتاة وسيدة تروق له و عند رفضها مجارته في استهتاره تتحول حياة اسرتها إلى جحيم.
لم تكتفي مليشيات جيش المهدي، بذلك بل تم فرض اتوات باهظة على التجار، بدءاً من محلات بيع البهارات ودكاكين البقالة الصغيرة، وصولاً لمحلات بيع الذهب. الاتاوات و الضرائب أكلت الارزاق، واصبح التجار واصحاب الدكاكين غير قادرين على إعالة عوائلهم وادامة مصدر زرقهم. و كأن تهريب النفط لا يكفيهم مورداً
والويل كل الويل لإي عائلة تظهر عليها مظاهر الفرح، احتفالا بعرس أو تخرج أو اي مناسبة سعيدة. ليكون رجال جيش المهدي امام باب بيتهم خلال دقائق بسياراتهم واسلحتهم، و يتحول العرس الى مأساة من خلال ضرب الناس والتعدي عليهم بحجة مخالفة الدين. أصبحت الناس تخاف من فتح الراديو أو التلفزيون، فإي اغنية أو موسيقى، قد تؤدي إلى التهلكة. عززت هذا التصرفات الفتنة بين الناس، فكل من له خلاف مع أحد يقوم بتحريك جيش المهدي على الضحية. وطبعا جيش المهدي جاهز وتحت الطلب وينتهي الموضوع بطلب المال. لتتأجج الخلافات العشائرية و العائلية. كل هذه المآسي لم يعترض عليها السيد مقتدى و لم يفكر بردع رجاله و كفهم عن الناس.
لم تهدأ الامور في البصرة إلا بعد صولة الفرسان التي أدت إلى سيطرة رجال الامن و الدولة العراقية، على الشارع و تحقيق الامن. فبعد العلميات القتالية اختفى رجال جيش 
 .المهدي وانتهت عمليات الخطف والابتزاز واصبحت المحال والدكاكين تبيع و تشتري بحرية. وعادت الناس لإقامة الافراح و تم إعادة فتح الصولنات النسائية 
ورغم أن السيد مقتدى يحلو له أن يسمي صولة الفرسان بصولة الجرذان لكن السؤال الحقيقي من هم الجرذان؟ الذي يعتدون على الناس الابرياء بالخطف و الابتزاز و الاتاوات؟ أم القوات العراقية التي خلصت اهالي البصرة من ظلم وتعدي مليشيات جيش المهدي عليهم. 
اهالي البصرة لن ينسووا وقفة السيد نوري المالكي معهم. السيد نوري المالكي هو الوحيد الذي التف إلى أهل البصرة ومشاكلهم وما يعانوه من انعدام الأمن وتسلط المليشيات   .على رقاب الناس ظلماً وعدوانا
 
اهالي البصرة يعرفون جيداً انه لم يكن سهلاً على السيد المالكي تحدي السيد مقتدى و مليشاته المرعبة التي ارهبت الناس و اخافتهم وسط صمت حكومي معيب وكأن اهل البصرة غير عراقيون! لقد شمل المالكي البصرة بعنايته ورعايته بل وقاد العمليات بنفسه، بحيث شعر اهل البصرة أنه واحد منهم، وينتمي اليهم. خلال فترة ولاية المالكي كان اهالي البصرة ينعمون بالأمن والهدوء. لا احد يقول ان المشاكل الامنية انعدمت تماماً. لكن المشاكل خفت حدتها وهدءت وطأتها بشكل كبير وعادت الحياة طبيعية.
وما أن انتهت ولاية السيد المالكي حتى عادت المليشيات المرعبة للتسلط على رقاب العالم. عاد الاختطاف والتحرش بالنساء والتعرض لهن والابتزاز والاتاوات والفتنة بين العشائر. أما تهريب النفط فحدث ولا حرج!! بل التهريب يتم على المكشوف و يمكن أن يشمل كل شيئ و اي شيئ.  
أنا والكثير من اهالي البصرة لا يهمنا ما يقوله السياسيون بشأن عدم موافقتهم على الولاية الثالثة للسيد المالكي. ليتولى من هو قادر على تحقيق الأمن وقادر على التصدي للجريمة وانتهاك حقوق المواطنين. ليتولى من يمتلك الشجاعة في اتخاذ القرار بدلاً ممن يدفن رأسه في التراب امام الانفلات الأمني و الفتنه بين الناس والعشائر.
غالبية اهالي البصرة ينتظرون الانتخابات بفارغ الصبر للتصويت للسيد المالكي. فنحن نقف معه تماماً كما وقف معنا.  
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here