القمة الرياض الامريكية قمة التوتراتوالعواصف

مؤتمر الرياض الامريكي بمشاركة بعض الدول العربية والاسلامية  تحت شعار ” العزم يجمعنا ” خرجت عنه ونتجت مجموعة من القرارات والتوصيات الخطيرة ستزيد من تعقيدات المنطقة وستدخلها في حروب جديدة ستقضي على البقية الباقية . وهو صهيوني بامتياز وهدفه تصعيد الاستقطاب الطائفي في المنطقة، اذا ما عرفنا ان من السعودية خرجت الحركات الوهابية التي تسلحت وغزت العالم منذ بضعة عقود من الزمن من باكستان الي العراق الي اليمن الي سوريا وليبيا وبوكو حرام في نيجيريا صعدت الاستقطاب الطائفي بين الشيعة والسنة .ولان العالم الاسلامي والعربي ينتصر علي الاستقطاب الطائفي اليوم ويعمل على القضاء عليه فالمؤتمر جئت به الولايات المتحدة على العكس لانعاشه في المنطقة والتقسيم ودق اسفين بين الشيعة والسنة واصطفت مع دول التخلف والرجعية والظلامية وتركت الفهم والتمدن والعصرنة والوجه الحضاري والمدني للاسلام، إن التاريخ سيذكر لهذه القمة عاراً ما بعده عار، هذا المؤتمر موجه ضد ايران بامتياز وضد حركة المقاومة والممانعة والتقدم ، وهو ومن الواضح جدا ولايحتاج الى تفسير اخر و الحقيقة ان هذا المؤتمر اشترته السعودية بصفقات بلغت مئات المليارات من الدولارات لمدة عشرة سنوات تستغل في الاستثمار والتسليح اعطاها محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في زيارته الاخيرة لواشنطن عندما اعلن علي رؤوس الاشهاد ان السعودية تستثمر منحة لانعاش الاقتصاد الامريكي والماكنة العسكرية الامريكية، فهذا هو رد الولايات المتحدة الامريكية، السعودية اشترت هذا المؤتمر من اجل تاجيج الصراع في المنطقة فالمعارك الحقيقية تدور خارج السعودية، المعارك والارواح التي تزهق والاموال التي تهدر خارج السعودية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال هي جزء من هذه الصفقات ، وهم بهذا يتحملون مسؤولية جميع الجرائم التي إرتكبت في هذه البلدان ،السعودية هي من تغذيها هذه الاموال الكثيفة.ولوعدنا  إلى سياق الأحداث والتحولات الكبيرة في سياسات واشنطن تبدوا المملكة السعودية أكثر انسجاماً معها باعتبار أن الرئيس ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران ، وهو الميل الذي يعزز توجه ولي ولي العهد “الحاكم الفعلي للمملكة” الذي تتطابق مواقفه مع المزاج الترامبي وتنسجم مع التفاصيل الصغيرة المتعلقة بإيران ، وحالة الانسجام التام إزاء تغذية الحرب واستثمارها في سوريا ، وخوضها حروباً عبثية في اليمن ، وهو التوجه الأكثر خطراً لتأجيج الصراع الطائفي المذهبي في المنطقة . الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب لديها نظرة استراتيجية مغايرة لأمريكا أوباما، خاصةً من ناحية التعامل مع دول المنطقة. أن ذلك يؤثر على سياساتها الخارجية.فمن شأن التحكم باقتصاد ومعيشة الدول الأخرى من قبل روسيا وخاصةً في مسألة النفط والذي يعتبر العنصر الأهم في العصر الحالي و أن يخفف من وطأة التأثير الأمريكي على المنطقة .وهو ما تخشاه  أن تصبح روسيا المصدرة الأولى للغاز الطبيعي والمتحكمة في أسعاره وتكون الدولة الأولى المتحكمة في النفط الخام ، بعدما رفعت الأخيرة انتاجها خلال العشرين سنة الماضية.

 الناتج من هذه القمم بما تفرزه من خرائط سياسية واتفاقات دولية قد تعتقد انها تعيد تشكيل موازين القوى في الأقليم ، كما يرفع من الشأن السعودي المتدهور ويعطي له دورا قياديا للدول العربية والاسلامية في الشرق الأوسط كما تحلم به والتي لايمكن لها ان تكون قوى لاسباب كثيرة اهمها عدم وجود الحكمة لدى قادتها  والتي فقدتها بسبب السياسات الخاطئة والطائفية وفي دعم الارهاب وخلقته بعد ان وضعت يدها بيد المخابرات الدولية   ، من الطبيعي ان تستثمر امريكا في المحيط الخليجي والعربي والاسلامي الذي يحضر هذه القمم، وتحت ذريعة الحرب على الأرهاب وايقاف التقدم الايراني المتحول المذهل وقدراتها على تجاوز المحن والوقوف بوجه كل المؤامرات ،  لعقد والتوقيع على عشرات الاتفاقات الاستنزافية التجارية والصناعية والاستثمارية في مشاريع النفط والغاز والطاقة والتصنيع والتجارة والزراعة والشؤون الأخرى واستغلال هذه الثروات لدعم اقتصادها  مايجعل دول القمة المشاركة تجاريا وماليا مستسلما للدور الأمريكي اذا لم تنتبه وتسمح  لها بزيادة اعداد القواعد استعمارية لتسيطر على خيرات المنطقة ومصادرة ارادتها السياسية تحت هذه الذرائع الواهية .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here