الكوليرا تُحاربُ في اليمن أيضًا

    مازالت قضية الشعب العربي اليمني قضية غير مهمة عند كثير من دول العالم ,سواء على مستوى الصعيد الحكومي الرسمي لتلك الدول أو على مستوى حجب الحدث الاضطراري… من خلال وسائل الاعلام أو التواصل الاجتماعي ,فالشعب العربي اليمني يعاني من عدوان عسكري واقتصادي وأخلاقي  كبير وهمجي في جبهات عدة , ولم يكن الشعب العربي مذنبًا فيما حلّ به ولكن هي فرصة تاريخية لا تفوت لدول الجوار ؛لكي يثأروا من عروبة هذا الشعب العربي الكريم والنبيل , فتكالبت عليه الدنيا بما تملك ولا تملك من أسلحة دمار وأساطيل تمخر عباب البحر وغرابان سوداء تحلق في سماءه الصافية النقية كنفوس أهل اليمن…ومرت الأيام والأشهر والسنون , ولا أحد يجرؤ على تناول موضوعة اليمن في أي محفل دولي أو عربي وكأن الناس هناك لاقيمة لهم في المجتمع العالمي ..!! هذا الصمت المريب واللااخلاقي كان نتيجة حتمية ومتوقعة لدور الدولار الخليي العربي المقدم كرشوة لكثير من المناصب الرسمية وغير الرسمية في الاعلام ولاسيما في أوربا ذات الاوجه المتعددة وفي امريكا الراعي الرسمي لشركات الارهاب العالمية ..الشعب العربي اليمني وحده في سوح الوغى يُقاتلُ بشرفٍ منقطع النظير دفاعًا عن قيمه الحقيقية ,متعهدا أمام الله والوطن بأنْ لايُذل ولا يتراجع أمام عدوه المتمرس خلف المعلومة الغربية والدعم الامريكي البريطاني الاسرائيلي وعقود التسليح الخرافية الحجم وعدد ماشئت من الاسماء اللامعة في سماء الديمقراطية الغربية المضحكة…واليوم تقف صنعاء مكتوفة الأيدي أمام هذا الوحش الكاسر الذي يفتكُ بابنائها..إلا وهو مرض الكوليرا ,الذي يزف إلى المقابر في صبيحة كل يوم العشرات من ابناء الشعب العربي اليمني الكريم ,و أسباب انتشار هذا المرض في اليمن الفقير اقتصاديا والغني بقيمة وكرمه وخلقه ,هي أسباب متعارف عليها  ومتعارف أيضا على طريقة علاجها ولكن ألف حسرة وحسرة على الحكومات العربية الرذيلة التي تركت الشعب العربي اليمني وحيدا في مواضعه يواجه الغربان السوداء وهي تحمل قصص الموت الذي لامفر منه ويواجه الفقر والتشريد والتهجير والمجاعة والكوليرا أيضا ,فلا عربي شريف ينتخي لهذا لابناء عمومته في اليمن ولا ديمقراطي غربي يتنصل عن شيك الدولار المقدم له ويستصرخ اوربا الديمقراطية بقيمها البالية من أجل التفكر بما آل إليه مصير ابناء اليمن ولاشريف في مجالس الامن االدولي يذكّر الناس بموت اليمن ,فالكل يحارب أهل اليمن من أجل تقسيم اليمن والاستحواذ على خيراتها وأراضيها وموانئها والمعتدي الأخير على اليمن كان مرض الكوليرا ,فاين القمم العربية من قبل ومن بعد… وأين منظمات حقوق الانسان الدولية وأين مفكري هذه الامة وأين أصحاب القلم الشريف وأين الاعلام العربي والغربي…وأين البرلمان الاوربي وأين علماء هذه الامة الأسيرة بيد ابناء الطلقاء..الكوليرا هي أيضا تحارب إلى جنبهم فلم تكن الأسلحة التدميرية والقنابل الفراغية قادرة على إرغام شعب اليمن والتفاوض على كرامته ,فاُضيفَ هذا المرض على قائمة الأعداء الذين تكالبوا علينا وعليهم ولكن صوت ما في داخل كل إنسان شريف  يعيش في على وجه الارض ,يهتفُ بداخله بأن صنعاء لاتهزم ولا تنكسر والتاريخ قد شهد لها وجبالها الشماء تعرف ذلك وعدوها خاسر لامحالة بالرغم من دعم  مافيات الحكومات الغربية ومصانعها العسكرية ,كلنا إلى جنب الشعب العربي اليمني وسوف يكتب التاريخ اسماء من طعنوا باليمن واسماء من وقفوا إلى جنبه بكل فخر واعتزاز حتى لو اضيفت الكوليرا إلى جانب قوات التحالف الدولي رسميا واُرسلتْ جندها وموتها إلى جبهات اجمال حسين مسلم لقتال علانية…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

Read our Privacy Policy by clicking here