عدنان الأسدي، الراقص مع الفاسدين

عدنان الأسدي، الراقص مع الفاسدين

سليم الحسني

يعرف العراقيون من هو (أصيل طبره) إنه الصديق الشخصي المقرب من عدي صدام، وأحد رموز الفساد في النظام الدكتاتوري السابق.

كان المفروض ان يقضي هذا الشخص بقية حياته هارباً من العراق، لتاريخه في الفساد والقرب من عدي، لكن وكيل وزارة الداخلية السابق (عدنان الأسدي) كرّمه أحسن تكريم، فقد خصص له حمايات راقية من الوزارة، بموكب مهيب من السيارات المدرعة، واتخذه خليلاً ونديماً ، فصار يدخل ويخرج الى المنطقة الخضراء تحت رعاية السيد الوكيل، ويأتي الى وزارة الداخلية فتُحنى له الرقاب، خوفاً من انتقام الأسدي الجاهز على كل من لا يحترم (أصيل طبره) ويلبي طلباته وينفذ أوامره.

كان لا بد من تصميم مهمة ليتولاها أصيل طبره، فهذا الاجراء صار مألوفاً في العراق الجديد، فما أكثر المهام والعناوين والمناصب التي يجري تفصيلها حسب مقاسات الأشخاص.

صار أصيل طبره، بناء ًعلى هذا الاجراء أحد المسؤولين عن المصالحة السنية مع الحكومة، رغم وجود عمل قائم بذلك بعنوان (المصالحة الوطنية)، لكن ذلك لا يكفي، فالأشخاص كُثر ويجب أن تتعدد عناوين المصالحة وغيرها بحسب طول وعرض ووزن كل واحد من هؤلاء.

صار أصيل طبره نافذة عدنان الأسدي على بعض الدول الإقليمية، فأقام له علاقات خاصة مع السعودية ومع مصر حسني مبارك، ومع الأردن وغيرها. وكان يقوم الاثنان بزيارات سرية من دون علم المالكي ولا بتوجيه منه ولا بمهمة رسمية، فمثلاً عندما حدثت إحدى التفجيرات الكارثية في بغداد، اتصل بالمالكي هاتفياً يقول له إنه يتفقد مكان الانفجار، لكن الرقم ظهر على موبايل المالكي بأنه يجري اتصاله من خارج العراق. وانزعج المالكي لحظتها من كذبة الأسدي، لكنه الانزعاج العابر الذي يمرّ عليه من دون أن يرتب الأثر المطلوب، أليس كذب المسؤول هو القول الصادق في الحياة السياسية العراقية؟، وعلى كذب المسؤول يعتمد القضاء وهيئات النزاهة ولجان التحقيق، باعتباره كلمة الصدق التي يؤجر عليها قائلها، فتسقط الأدلة وتتلاشى البراهين وتختفي الوثائق، ويكتب القضاة عبارة (لعدم كفاية الأدلة)؟

من خلال أصيل طبره وعلاقاته المشبوهة مع رجال الأعمال والمخابرات العربية، ومن خلال خبرته الطويلة بالفساد والتجارة المحرمة، توثقت علاقته أكثر فأكثر بعدنان الأسدي، أو الأصح توثقت علاقة الثاني بالأول. فكان أصيل طبره هو صاحب الفضل على السيد وكيل وزارة الداخلية، يأتيه بالعقود والصفقات ونسب السرقات والفساد، بأتيه بها صافية تدخل خزائنه، وما عليه سوى توقيع صغير أو كلمة الى المالكي، أو أمر الى مدير مكتبه (اللواء عدي) وينتهي الأمر، ويحصل الأسدي على المال الوفير، فيما يموت في البيوت المتهالكة مريض وجائع، وعلى الأرصفة تتناثر الجثث والأشلاء.

ملاحظة: عدنان الأسدي هدد بإحالتي الى القضاء، وأصدرت هيئة إعلان قاف (قف امام الفساد) عدة بيانات عن ذلك.
للحديث بقية

لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here