مِحنةُ آلفكرِ ألأنسانيّ(14) The plight

of humaougألمُكوّن ألتّاسع: تأثير ألعلاقة ألغيبيّة على آلثقافة:     The effect of the nepotism on culture
للأنسان في هذا آلوجود بُعدان؛ خارجيّ و داخليّ, أو (جسديٌّ) و (روحيّ) أو ما يعبّر عنه في الطب بـ (البايلوجي) و (السّايكلوجي), و الّلذان بإتحادهما يُشكّلان (النّفس) الأنسانيّة, و سنترك الحديث عن البعد الجسديّ (البايلوجيّ), الذي من آلمُمكن علاج دائه أو عوارضه بحسب مهارة ألأطباء الأخصائيّن, و لهُ فروع عديدة قد لا تحصى بسهولة و هي ليست محلّ بحثنا الآن, لكن المشكلة الأعظم في البعد الآخر ألغيبيّ ألمُغيّب, الذي تنطلق منه (ألنيّة) ألتي بدورها تشكل الأرادة كأساس لكل عمل و حركة و فعّالية, لكونه يُؤثّر  بحسب ثقافة و فكر الأنسان ألّذي بدوره يُحدّد أخلاقهُ و سلوكهُ و تعاملهُ مع الله و الطبيعة و الأنسان.


سنعتمد على آراء الفيلسوف الكبير (عمانوئيل كانت)
ألّذي لهُ الرّيادة في إنقاذ أوربا و الغرب بل و العالم من الجهل و التخلف و ما حقّقته الحضارة الغربيّة الحديثة(1), حيث عالج جوانب هامّة من محنة آلفكر الأنسانيّ كقاعدة أساسيّة لنجاة أوربا و الغرب من المحن الكثيرة التي أحاطت بها, ذلك أنّ رؤيتهٍ تشكّل أصل هامّ و حجر الزاوية في بحثنا لعلاج جذور محنة الفكر التي تمثل الجوانب الأخلاقية – السلوكيّة.

حيث يعتقد بأنّ ألأنسان إمّا أنْ يعتمد على نوازع الذّات لتفعيل آلقيم؛ أو على قوّة ألغيب, فعقل ألأنسان إمّا أنْ يكتشف آلقوانين الأخلاقيّة ألتي تجعلهُ يتّكأ على حبّ آلذّات فتكون ميوله للشّر أكثر, أو يجعلهُ يكتشف وجود قانون آخر غير قانون “حبّ الذات”، و هو “القانون الأخلاقيّ” ألذي يجعلهُ يميل للخير أكثر.

على الإنسان، بوصفه كائنًا عاقلاً، أنْ يعمل بدافع إرادة الإنصياع لأحكام القانون الأخلاقيّ, لأنّهُ يفني مآرب حبّ الذّات ألمهلكة, و هذا ما أكّده معظم ألفلاسفة آلذين أتوا بعد (كانت) بمئات السنين, بمن فيهم الفلاسفة الأسلاميّون و مراجع الدِّين الذين بحثوا المسائل الأخلاقيّة ألّتي نظّرَ و مهّدَ لها (كانت) بدقّة متناهية.

فالعقل بنظره [يمحق آلخُيَلَاء تماماً، بما أنّ جميع مآرب عزّة آلنّفس، ألسّابقة للتوافق مع القانون الأخلاقي، تغدو باطلة و غير شرعية](2).

إنّ الذي أكّدهُ كانت؛ أكّدهُ الأسلام – الذي شوّههُ المذاهب و المراجع المختلفة بسبب الأنا, لقد برهن هذا بكون ألنّية, تدفع الأنسان, إمّا بإتجاه آلخير أو بإتجاه ألشّر, و هذا هو الأصل ألذي أسهم إسهاماً حاسماً في صياغة الفلسفة الأخلاقيّة, و بآلتالي مصير البشريّة, حيث إعتقد؛ [بأنّ الإنسان، و كلّ كائن عاقل عموماً، موجود كغاية بحدِّ ذاته، و ليس مجرّد وسيلة, و تستطيع هذه الإرادة أو تلك أن تستعملها كما يحلو لها, ففي إعْمالِهِ كلها .. سواءً ما يخصّهُ منها أو ما يخصّ كائنات عاقلة أخرى؛ يجب أن يُعتبَر دومًا بوصفه غاية بحدّ ذاته, لذا يجب على الإرادة ألَّا تتعيّن إلّا بالقانون الأخلاقيّ، على آلضّد من آلنزوع الطبيعيّ للإنسان و إستعداده الأصلي، الذي يَتَعَيّن من خلال إرادته بقانون حُبّ الذّات, و منه فإنّ القانون الأخلاقيّ لا يُحترم إلا على حساب الميول الطبيعيّة, لذا فإنّ القانون الأخلاقي يتمثل أولاً بوصفه نَهْياً](3) و مذ ذاك، [لا يكون أثر القانون الأخلاقي إذن إلّا سلبيّاً](4).

و يضيف بآلقول: [يتكوّن ألشّعور الأخلاقيّ من الإحترام ألذي يكنُّهُ الإنسان العاقل للقانون الأخلاقيّ الذي يجبره على كظم ميوله و رغباته و ضبطها، تلك الميول و آلرّغبات التي لا تتوافق من تلقاء نفسها مع هذاالقانون, لذا فإنّ المعرفة الأخلاقيّة للنفس تُعارض عزّة النّفس بالذّات التي تنجم عن حُبّ الذّات, إنّ الحدّ الذي يفرضه الإنسان الأخلاقيّ على مآرب إعتزازه بنفسه، إحتراماً لكرامةِ غيرهِ من البشرِ؛ يسمَّى “تواضعاً”](5).

نستنتج؛ بأنّ آلذي لا يتوصّل إلى وجوب إحترام القانون الأخلاقيّ بدل القانون الأنانيّ؛ فأنّه سيبقى في حقيقته – الجوهريّة و ليست العرضية – كطفلٍ لم لا يبلغ الحلم حتى و إنْ دخل الخمسين أو الستين من العمر!

ليس النازع الأوّل للإنسان نحو الإنسان الآخر, إذن؛ [إبداء حُسن النّيّة bien-veillance تجاهه؛ بل إن ردَّ فعله الفوري أميل بالأحرى إلى الإذعان لإغراء استعمال العنف ضده حتى يزيحه من طريقه, فما دام البشر باقٍ على “الحالة الطبيعية”فهم”يتّخذون العنف قاعدةً للسلوك و يُظهرون خبثًا .. يقودهم إلى شنّ الحرب بعضهم على بعض”](6).

لذا فإن الفريضة الأولى للأخلاق هي الإمتناع عن كلّ خبث نيّة mal-veillance تجاه الآخرين, فحالما يغادر المرء حلقة أصدقائه الضيقة و يصادف فرداً غريباً عنه، فإنّ نزوعه إلى الحساسيّة يدفع به إلى إرادة ألدّفاع عن امتيازاته, من دون الإلتفات إلى حاجات الآخر, إنّما في هذه اللحظة بالذات يقتضيه وجوبُ الأخلاق أن يتحلى بإرادة إبداء حُسن ألنيّة تجاهه, إنّ ما  يختصّ به الواجب الأخلاقيّ الذي يُلزم الإنسان هو إرادة إبداء حُسن ألنّية تجاه الإنسان الآخر في الوقت نفسه الذي تنزع مشاعرُه الطبيعيّة إلى خبث ألنّية.

حين اجتهد (عمّانوئيل كانت) في التعريف بالواجب الأخلاقيّ الملزم للإنسان تجاه الإنسان الآخر، لم يجرؤ على الكلام عن المحبة، مفضلاً عليها حُسن ألنّية، فكتب:
[المحبة قضيّة شعور، لا قضيّة إرادة؛ فلا أستطيع أنْ أحبّ لأنّني أريد ذلك، أو بالأحرى لأنْ ذلك واجب علي (ما يعني: أن أكون مجبراً على المحبة)؛ و منه فإن وجوب المحبة من قبيل اللامعقول, في المقابل، يمكن لـحسن النية amor benevolentiæ، بوصفه فعلاً، أن يكون خاضعًا لقانون الواجب](7).

غير أنه يعترف [بأنهُ كثيراً ما يُسمى “محبة” هي حُسنُ نيّة مُتجرّد تجاه آلآخرين، و إنْ لم يكن إلّا بطريقة مغلوطة جدًّا](8).

غير أنّ المحبّة bienfaisanc يجب ألَّا تُفهم هنا كعاطفة، و لا كحبٍّ على سبيل المجاملة, [إذ ما من إلزام بأن نَكُنَّ عواطف بتاتاً .. يقدر آخرون أن يفرضوه علينا، بل يجب تصوُّره كقاعدة سلوك بحسب حُسن النّية (بوصفها ممارسة) ينجم عنها الإحسان إلى غيرنا من البشر, بقدر ما نستطيع, و هو واجب, سواءاً أحببناهم أم لم نحبهم](9).

و على حُسن ألنّية أن يكون شاملاً؛ [أيّ أنهُ يجب أن يشمل البشر الآخرين كافة: يجب عليَّ أن أسعى و أطلب الخير لجميع البشر, أما الإحسان، الذي هو التعبير العمليّ عن حُسن ألنّية، فلا يُمكن له أن يمارَس إلّا تجاه أفراد معيّنين: فليس بآلأمكان ألأحسان إلّا إلى المقرّبين](10).
إنّ طيبة 
bonté الإنسان تجاه الإنسان الآخر لا تفترض المساواة، لكنها تقتضي ترسيخها؛ فالطيبة لا يجوز لها أن تكون غير مشارَكة النظير للنظير.. الطيبة لا يمكن لها أن تمارَس من الأعلى إلى الأدنى.

ألطيبَةُ ليستْ رأفة commisération، بل وصال communion. أولى فرائض الطيبة هي العدالة التي تعيد إلى الإنسان المُهان حقوقه, فإذا لم يكن العطاء مشاركة فهو لا يزال سيطرة؛ لا يزال إذلالاً, جحوداً بآلأنسانية

كما إنّ ألطيّبْ لا يفرح أبداً لمآسي و مصائب الآخرين أو احزانهم, بل يشاركهم في الحزن و يُطبّب جراحاتهم و يشاركهم الفرح و يسعى لتحقيق السّلام و الأمن بين الناس .. لا زرع الفتن و الغيبة و النّميمة.

يقول “ألنّبي” جبران خليل جبران:

[بعض الناس يعطي القليل ممّا عنده من كثير – أولئك يعطون تباهيًا بالعطاء، فتذهب نياتهم المستورة بطيبات عطاياهم, و من تكون أنت حتى يكشف الناس لك عن خبيئة صدورهم بتواضع و يلقوا عنهم رداء الكبرياء، فترى منهم أقداراً عاريةً و عزّةً مفقودة؟](11).

“التصدُّق” على الإنسان الآخر تفضُّلاً هو كذلك من قبيل تجاهُل كرامته, و قد كَتَبَتْ (سيمون ڤايل) في ذلك:

(لقد اخترعنا التمييز بين العدل و الصدقة، و من السهل فهم لماذا مفهومنا عن العدل يعفي الذي يملك من العطاء)!؟

فإذا أعطى مع ذلك، يحسب أن بوسعه أن يكون راضيًا عن نفسه، يحسب أنه أحسن صنعاً, أمّا الذي يأخذ، فوفقًا للطريقة التي يفهم بها هذا المفهوم، إمّا أنْ يعفيه من كلّ إمتنان، و إمّا أن يُكرهه على بذل الشكر متَّضعًا, إن التطابق المطلق بين العدل و المحبة و حده يجعل الرحمة و الأمتنان ممكنةً في آن معاً، و احترامَ كرامة البلوى عند المبتلى، لديه و لَدى الآخرين، من ناحية ثانية, لا مناص من التفكير بأنه ما من طيبة يمكن لها أن تتخطى العدل، تحت طائلة ارتكاب خطيئة تتستر بمظهر طيبة مزيف.

أما نيتشه، فقد راح، بعبقريته الخاصة، يندد بالرحماء الذين، من خلال شفقتهم المباهية، يُذلون المتألمين.

هو ذا زرادشت يصرخ: “الحق أقول لكم، لا أحبهم، هؤلاء الرحماء السعداء بشفقتهم: فالحياء ينقصهم.” يجدر بالمرء، أجل، أن يستقبل ألم الإنسان الآخر، لكن يحسن به أن يفعل ذلك من غير مباهاة:

الإنسان النبيل يفرض على نفسه ألا يُذل غيره من البشر: إنه يلتزم الحياء حيال كل ما يتألم, إذا وجب علي أن أكون رحيمًا فلا أريد على الأقل أن يقال عني ذلك؛ و حين أكون رحيمًا ليكن ذلك عن بُعد. أوثر أن أحجب وجهي و أهرب قبل أن يتعرف الناس إلي.

زرادشت “النّبيّ” يُفضّل أنْ يتعلّم الإبتهاج مع غير المتألمين، لأننا (حين نتعلم كيف نُحْسِن الابتهاج، نُحسن نسيان ما لاقيناه من إساءة من الآخرين و كذلك الحذر من اختراع آلأوجاع), فلأن الناس لا يعرفون كيف يبتهجون؛ لذا يوجد على الأرض كلّ هذا العدد من الأشقياء!

يجدر بالمرء كذلك أن ينسى الخير الذي يصنعه للإنسان الشقي, و يواصل زرادشت كلامه:

(لهذا أغسل يدي التي أسعفت المتألم؛ و لهذا أمسح روحي أيضًا, ذلك أنني أخجل من رؤيتي المتألم يتألم بسبب خجله؛ فحين مددتُ لهُ يد العون أصبتهُ في كبريائه إصابة قاسية), و هو إبطال للصدقة كما يقول الباري تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بآلمنّ و آلأذى)(12).

فحتى لا يكون العطاء إذلالاً يجب أن يتمّ في الصّداقة:

أنا ممَّنْ يُعطون: يطيب لي أن أعطي، كصديق للأصدقاء, أما الغرباء و الفقراء فليجنوا بأنفسهم ثمرة شجرتي: فهذا أقلّ إذلالاً لهم.

و حتى حيال الأصدقاء، لا بدَّ من التغلب على كل شعور بالشفقة, حيث يقول كانت:

[إذا كان لك من صديق يتألم، فكن لألمهِ ملاذًا، لكن كُنْ، على نحو ما، سريرًا قاسيًا، سرير معسكر: و بهذا تكون لهُ أنفع ما تكون, ألويل لكلّ مَن يحبّون حبًّا من غير أن يقفوا على علوٍّ يفوق شفقته!

إحفظوا أيضاً هذه العبارة: (كل حبٍّ عظيم يتعدّى الشفقة: لأن ما يحبّه يريد أن يخلقه)!
و جميع الخالقين قساة].

حتى تكون الرّحمة التي نكنُّها للإنسان الآخر تجليًا للطيبة بحقّ، يجب أن نكون بأنفسنا – و إنْ يكن في الحدِّ الأدنى – قد جابهنا الألم و اجتزنا البلوى و تغلبنا على المأساة, و هذا وحده الذي عرّف القنوط الذي بوسعه أن يتواصل مع الإنسان القانط الفاقد للأرادة التي وحدها تقدر أن تجعله يستطيب مذاق الحياة من جديد.

قوانين التعامل مع غير الأنسان:

و لا يغفل كانت عن معالجة موقف الإنسان حيال (المخلوقات الأخرى التي تتصف بالحياة، و إنْ تكن عديمة العقل), إنّهُ يوجب على الإنسان، نفس الواجبات تجاه نفسه، و ذلك بأن يجتهد في تجنب العَنَف بالحيوان، لأنّ معاملة كهذه تحضِّره سلفًا لقبول إستعمال العنف ضدّ غيره من البشر, و قد كتب في ذلك:

[إن معاملة الحيوانات معاملة عنيفة، و في الوقت نفسه قاسية، وثيقة التعارض مع واجب الإنسان حيال نفسه، لأنّ من شأنها أن توهن التعاطف مع عذاباتها في المرء و لأن ذلك يُضعف، و شيئًا فشيئًا يفني، استعدادًا طبيعيًّا نافعًا جدًّا للأخلاقيات في العلاقة مع غيره من البشر](13).

غير أن كانت لا يمضي بعيدًا مثل (گاندهي)، فيعتبر أنه يجوز للإنسان أن يقتل الحيوانات مادام، و هو فاعل ذلك، يجتنب كل صنوف القسوة.

و من هنا فأنّك لا تجد من بين الفلاسفة و العلماء الأكاديميين و حتى الحُكّام العادلين – إن وجدوا – مُلحداً لا يُؤمن بآلغيب و بآلعدالة و الرّحمة؛ لهُ دور إيجابيّ أمثل و كبير في هذا الوجود, لأنّ آلأيمان يُحرّر ألأنسان من الأنانيّة و حبّ الذّات و إرتكاب المعاصي و العبوديّة لغير الله, أو آلتقوقع على ذاته و السّعي في مدار شهواته و شهوات عائلته و مقرّبيه فقط؛ بل يسعى لئن يُحقّق ألسّعادة و آلخير للمجتمع كلّه من خلال منظور غيبيّ كوني كميّ تحدّده أدقّ المعادلات العلميّة .. نابذاً لسلطة المستكبرين و القوى الأقتصادية و المالية المتحكمة بآلعالم عن طريق المال و الأقتصاد!

علاقة الأنسان ألمؤمن بآلغيب و كما أكّدتها الكتب السّماوية ألأزلية كآلقرآن و التوراة و الأنجيل(14)؛ تُركز على مسألة النّية أيضاً كأصلٍ له تأثيرٌ كبير على تشكيل و تفعيل ألقيم و تقويم المعايير و الدّوافع التي تُحدّد ثقافة ألأنسان و نمط تفكيره و علاقته بالله أولاً ثمّ بالأنسان ثانياً ثمّ بالطبيعة ثالثاً.

إنّ القرآن الكريم يُطمئن المؤمن الذي يعمل الصّالحات بأنْ لا يخاف ظلماً و لا هضماً(15) و وعدهم بآلجّنة و الرضوان و القرب من الله, بعكس المنقطع عن الغيب الذي ينتهز الفرص و التبريرات لسرقة الآخرين و التعدي و التسلط عليهم ليعيش حياة قصيرة معدودة, و هو لا يُقدّم شيئاً إلا مقابل شيئ, في أفضل الحالات!

و من هنا فأنّ آلذي يُعطي الأولويّة في مبادئه و أخلاقه إلى الأيمان بآلغيب قبل البدء بعمل أو قول؛ ليس فقد لا يذنب .. بل لا يفتي و لا يُصرّح و لا يتكلّم بكلامٍ و لا يطرح مشروعاً إلّا و قد وضَعَ معادلة الغيب و العدالة كرقيبٍ أمام أعمالهِ و سكناتهِ و هو واثقٌ 100% من كلامهِ و مواقفه, لأنّ – المسؤول – يعرف حقّ المعرفة .. بأنّ أيّ موقفٍ أو كلامٍ أو تصريح خاطئ أو حتى غير دقيق 100% له تبعات و سيُكلّف الأمّة الكثير .. الكثير و سيؤثّر على مستقبل الأجيال القادمة بآلصّميم و سيُدمّر الأقتصاد و مستقبل المجتمع و الأمة, كون كلّ الموجودات متصلة و تؤثر بعضها ببعض!

كما إنّ آلّمؤمن بآلغيب يستخدم قوانين ألمنطق و العقل (الظاهر منه و الباطن)(16) و ينطلق بنّية صافية مطمئنة و لا يُساوم و لا يخضع للضغوط الخارجيّة لسّنّ القوانين و البرامج, بل يُحكم الضّمير و الوجدان و العقلت لتنظيم و تكوين أفضل و أمثل العلاقات ألهادفة مع مكوّنات الوجود للتأثير فيها إيجابياً لمنفعة و رفاه الأنسان و تحقيق سعادته, حيث يُحاول تفعيل آيات الله على أرض الواقع و تطبيق أحكامه خدمة لعباد الله, بعكس الكافر الملحد الذي يسعى في حركته و فاعليته في مكونات الوجود طمس الحقيقة و  التكتم عن الحقّ لتحقيق ذاته و مصالحه الخاصة قبل أية مصلحة أخرى!

ألسّياسيون و الحكام و الطغاة على الغالب الأعم و بسبب ألجّهل و آلضّحالة الفكريّة؛ فأنّ مصالحهم تقتضي ألتّخليّ عن الأرادة, و الركون إلى الذات عند إتخاذ القرارات، و بآلتالي صيرورة الآخرين كوسائل لخدمة غاياتهم و منافعهم الشخصيّة، لذلك فأنّ المُفكر وحدهُ من يحدّ من مآربه و بلوغ غاياته, و أحيانًا يزهد حتى في غاياته و مطامعه الطبيعية و المباحة, إنّ آلظلم و العَنَف بحقّ الآخرين من آلبشر إنّما هو إرادة استخدامهم كوسيلة إلى الغايات الشخصيّة, و إن مَن ينتهك حقوق البشر .. يحاول استخدام شخص الآخرين كوسيلة فقط، من غير إعتبار أنّ الآخرين، بوصفهم كائنات عاقلة، يجب أن يقدَّروا دوماً في الوقت نفسه كغايات.

و كذلك يستحيل أنْ تَجِدَ بين علماء الأديان و مراجعهم المخلصين غير التقليدين مَنْ لم يكن له دورٌ إيجابيّ هادف بإتجاه تحقيق الأمن و الرّفاه و السلام و العدل و المساواة بين الناس, بإستثناء التقليديين الذين يُريدون حصر الأسلام – المسيحية – اليهودية و غيرها من الأديان بأنفسهم من خلال (رسالة عمليّة) أو طقوس دينيّة موسمية أو مؤسسات لجمع أموال الخمس و الزكاة بفضل الغباء المقدس الذي ينشرونه, و هو أسهل و أسرع و اقل الطرق كلفة لنيل الوجاهة و الأموال و الملذات و من دون عناء آلتطبيق العِلميّ و العَمليّ لمبادئ ألغيب بين الناس, و هو أمرٌ مكلف للغاية و مُعقّد و تضر بمصالحهم و دكاكينهم, لأنه يحتاج للتنظيم و للجّهاد و آلتضحية و السّهر و تحمّل المشاق و نكران الذّات.

و لذلك ما دام التقليد السّطحيّ الشكليّ وحده من خلال رسالة عمليّة مكرّرة للمرّة الألف و كما هو السائد .. بعيداً عن واقع الأمة و مشاكل الحكم و القضاء و التشريع و النظام الأسلاميّ, يُحقّقُ للتقليديين ما قد لا يُمكن تحقيقهُ من مطامح و وجاهات شخصية خاصّة و عائلية في حال الحكم بما أنزل الله؛ فلماذا إذن يُكلّفون أنفسهم عناء تشكيل الحكومة الأسلاميّة بمواصفات غيبيّة مع تعقيداتها و مهمامها .. خصوصا في عالم اليوم, حتى لو كانت تؤدي لربط الناس بآلغيب و هو أمر عجزَ عنهُ معظم الأنبياء و المرسلين إن لم أقل كلّهم!؟

فآلأمر هنا سيّان؛ سواءاً إرتبط الناس بآلشيطان أو آلرّحمن .. ألمهم هو تحقيق المصالح المحدودة لمرجعيات الوجاهة بعيدأً عن سلطة الغيب الحساسة و الصّعبة التطبيق خصوصا حين يتسلط الجّهلاء على مقاليد الحكم, و هو واقع حال كل حكومات العالم.

و هذا هو الفرق بين الفقيه ألّذي يُعبّئ الناس و في مقدمتهم الفقهاء و مراجع الدِّين لتطبيق العدالة؛ و بين الفقيه الذي يُريد تقويض الأسلام و إبعاده عن السّياسة و الحكم و حصره ضمن مرجعيّة تقليديّة تُحدّدها غرفة في الحوزة العلمية مع نظام لجباية الخمس و الزكاة و كفى الله المؤمنين القتال و الجهاد و التعب و المعاناة و المواجهات و المتابعات و التنظيم و حرق الأعصاب و تحمل مسؤولية الأمة عمليّاً!

و من هنا, حين عرّفت واقعنا الذي تنكر لقوانين الأسلام و لقوانين كانت في نفس الوقت لمجموعة من الطلبة الكنديين .. فقد عرّفتُ واقع العالم و ما يجري فيه من مظالم؛ فأنني ليس فقط لم أكن مخطئاً .. بل كنت دقيقاً للغاية, حيث سألوني: [ما معنى السّياسة و آلدِّين في بلادكم]؟ فأجبتهم:
[ألسّياسة و الدِّين هو لأحياء وجاهات و أبهة ألفقهاء و آلحاكمين أمامهم على حساب مصالح و حقوق الأوطان و الشعوب], و هذا التعريف هو واقع حالنا شاء من شاء و أبى من أبى, فما تحقّق بآلفعل في بلادنا و حتى أكثر دول العالم مع الفارق, هو بسبب عدم إيمان ألسياسيّين و مراجعهم التقليديون بآلغيب و بمبادئ الصّالحين ألّذين رسموا و حدّدوا الخطوط العريضة و التفصيليّة لأجراء آلعدالة مع بيان خصوصيات المسؤول و المرجع الحقيقي المؤمن الذي يسعى لتحقيق المساواة و العدل في المجتمع على أرض الواقع بدل السعي لتحقيق مرجعيات الوجاهة و الدّيمقراطية ألمزيفة المستهدفة التوافقية و الحكومات العلمانية المقيتة و الأنظمة الليبرالية التي ليس فقط كرّست الفوارق الطبقيّة إلى أبعد الحدود و في البلدان الداعية لذلك كأمريكا و فرنسا و كندا؛ بل جوّعت حتى شعوبها, بعد ما أفقدتها الكرامة و جعلتها خاضعة ذليلة لمجموعة الأثرياء المتسلطين في المنظمة الأقتصادية العالمية التي تسيطر على منابع المال و البنوك و القدرة في العالم بغطاء الدّيمقراطيّة و الليبراليّة و التكنوقراطيّة و التوافقيه كأسلحة فعالة لإسكات صوت الشعوب و هضم حقوقها من خلال القانون الوضعي!

و هنا أ تَساأل من أهل الدِّين و المراجع التقليديون المُؤمنين بظاهر الغيب لا بباطنه بحسب الظاهر؛ كما أسأل من جميع الحاكمين و السياسيّن و النواب و الوزراء و المسؤوليين المنضوين تحت رحمة الأئتلافات و الأحلاف العالميّة الأستكباريّة بآلأضافة إلى الأعلاميّين المرتبطين بهم و ألّذين عادّة مّا يمجّدون و يطبلون لهم كآلببغاء بلا عقل أو ضمير أو إيمان بآلغيب أو حياء أو وجدان أو قانون أخلاقيّ, أ تَسا أَ ل؛
(ماذا تريدون و قد إمتلأت أرصدتكم و حساباتكم و كثرت قصوركم و بذخكم بسبب فسادكم و خرابكم للبلاد و العباد .. بعد ما سخّرتُم كل مقدرات الأمم لأسيادكم الرأسماليين في (المنظمة الأقتصادية العالمية) مقابل تسلطكم على شعوبكم المحرومة)؟

هل أبقيتم حياةً .. أو أملاً في نفوس آلناس؟
هل طبّقتم و لو 1% من العدالة الكونية؟
هل بينتم أوطانهم للمواطنين؟

ماذا تريدون بعد كلّ ذلك الفساد و الخراب و الدّمار الذي ألحقتموه بآلبشر و الشجر و الحجر نتيجة الأنا و الجّهل الفكريّ المعمق في وجودكم بسبب إنقطاعكم عن الغيب و فهمكم الشكليّ الخاطئ للدِّين(17)!؟

إنّ آلأيمان الحقيقيّ بآلغيب هو وحده الذي يشحن القلب السليم و الفطرة الصافية التي لم تتلطّخ  بقوّة عظيمة تدفعه لتقديم الحدّ الأقصى من الخدمات لوطنه و أمته و بني نوعه بإخلاص .. لكن بشرطها و شروطها و من أهم شروطها طهارة الفطرة و عدم تدنيسه بآلمال الحرام.

كما لا يتحدّد بآلعمامة و المظاهر و الألقاب المصنعة و الّلحية و آلسّبحة الطويلة أو الدشاديش القصيرة فوق الرّكبة كآلتي عند الوهابيين .. أو تحت الرّكبة كما عند المذاهب الأسلاميّة و القساوسة و الأحبار و الرّهبان المسيحيين أو اليهود و غيرهم؛ بل المؤمن الحقيقيّ بآلغيب و بقوانين الأخلاق الألهية الخالدة هو آلذي يلبس مِمّا يلبسهُ فقراء آلنّاس, و يأكل ممّا يأكلهُ عامّة الناس و يركب ممّا يركبه العامّة من وسائط النقل, و يفعل الخير من دون السؤآل, و يضحّي بلقمة خبزه و خبز عائلته للفقراء قبل كلّ الناس خصوصاً للرّعية التي يرعاها!

بكلام واحد: المؤمن ألحقيقيّ بآلغيب هو صاحب نيّة طيّبة و أخلاق عالية لأداء رسالة كونّية حساسة تحتاج نكران الذات, و هو (أوّل مَنْ يُضحيّ و آخر مَنْ يستفيد), بل بإختصار مفيد و وجيز؛
هو ما وصفهُ بدّقة أئمة الهدى, و في مقدمتهم إمامَ أئمة المذاهب ألأمام جعفر الصّادق(ع), و كذلك بشكلٍ أدقّ ما فصّله الأمام محمد الباقر(ع)(18), هذا و سنشير تفصيلاً إلى حقيقة الأنسان الهادف و فلسفة ألدِّين في آلثقافة الأنسانيّة, في الحلقة القادمة إن شاء الله, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الحقيقة إنّ الغرب المعاصر مع بداية الألفيّة الثالثة, قد دخل في (عصر ما بعد المعلومات) و تنكّر لفلسفة كانت و كلّ من جاء بعده و سار على نهجه كأبرهام ماسلو, رغم إعتقادهم بأنّ الفضل الأكبر في نجاة أوربا و تحقيق حضارتها المدنيّة يعود بآلدّرجة الأساس إلى آرائهِ و آراء أقرانهِ كإسبينوزا و جاك جاك روسو و صولاً لدوركهايم و ألكسيس كارل و أمثالهم, لكن حكام الغرب المعاصرين ألذين تنكروا للقوانين الأخلاقيّة – الألهية قد حكّموا بدلها قوانين ألذّات لتحقيق أهداف أصحاب المنظمة الأقتصاديّة العالمية التي تحاول أن تغيّر ليس فقط معالم الغرب بل و حتى العالم أجمع لأخضاع جميع منابع القدرة و الزراعة و الصناعة لأنفسهم!
(2)Critique de la raison pratique, op. cit., p. 77.
(3)
La religion dans les limites de la simple raison, op. cit., p. 8

Critique de la raison pratique, op. cit., p. 76.(4)

Doctrine de la vertu, op. cit., p. 300.(5)

Ibid., p. 332.(6)

Doctrine du droit, op. cit., p. 126.(7)

Doctrine de la vertu, op. cit., p. 246.(8)

Ibidem.(9))

 Ibid., pp. 314-315.(10)
(11) جبران خليل جبران 1979م، النبي، نقله إلى العربية و قدّم له ثروت عكاشه، القاهرة، دار المعارف، ص 83، 85.
(12) سورة البقرة: 264.
Kant, Doctrine de la vertu, op. cit., p. 303.(13)
(14) إنّ أوّل آيات سورة البقرة بعد سورة الفاتحة في القرآن الكريم, تخصّ دور العلاقة ألغيبيّة و أهمّيتها في حياة الأنسان و المجتمع كمحور لتحقيق الرّفاة و التكافل و السعادة, حيث قال تعالى:
[الم, تلك آيات الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين, الذين يؤمنون بآلغيب …](سورة البقرة:2و3).
(15) سورة طة: 112.
(16) لمعرفة الفرق بين العقل الباطن و العقل الظاهر؛ راجع مباحثنا المفصلة في كتاب: (أسفار في أسرار الوجود).

 
(17) (ألجّهل) لا يعني أنّك لا تعرف القراءة و الكتابة, أو لا تحمل شهادة هندسيّة أو طبيّة أو قانونيّة أو إقتصاديّة أو في أيّ إختصاص آخر؛ بل آلجّهل يعني عجزك على ربط و تحليل آلعلوم و مكونات آلوجود مع بعضها في نسق منطقي ضمن إدارة علميّة متطورة تُؤدّي إلى وفرة آلأنتاج و تنوّع آلمحصول و جودته و بآلتالي تُحقّق المعالم الحضاريّة و ألمدنيّة بأحلى صورها لجميع الأنسانية, ليسعد بها الجّميع بلا إستثناء .. لا فقط عشيرة أو حزب أو جماعة مؤتلفة تسيطر على زمام الحكم و القوة و آلأموال و الرّواتب للهيمنة على الناس بأغطية واهية متماهية كآلدّيمقراطيّة و الملكيّة و الجّمهوريّة و الفدرالية و كما هو حال جميع حكومات العالم المنحرفة الظالمة اليوم للأسف!
و ما أكثر الأطباء و المهندسين و الرؤوساء و المدراء الجهلاء الأميين فكرياً في بلادنا, و في عصرنا هذا؛ (عصر ما بعد المعلومات) الذي تحدثنا عنه.
و يمكنك كشف هذه الحقائق ببساطة من خلال معرفة فارق راتب و مخصصات و حمايات المسؤول أو الرئيس وطبيعة حياته و حماياته بآلقياس مع راتب أيّ موظفٍ أو عاملِ كادح آخر في الدّولة؟
فلو كان راتبهُ – أي الرئيس و المسؤول – أعلى من راتب باقي الموظفين فأعلم بأنّ ذلك المسؤول فاسد و ناهب و إن سعيه في هباء و سفال و الوطن ليس فقط سيتوقف عن البناء و التطور و الحضارة, بل مصيره نحو الزوال مهما طال الزمن و ستكون المحنة الكبرى على الأجيال المسكينة التي لم تلد بعد!
و هناك مقياس آخر لمعرفة صلاحية نظام عن نظام آخر, و ذلك بمقياس و درجة الأعلميّة في مسألة التصدي, و هناك أحاديث نصّيّة متواترة تُحدّد هذه القيمة العليا لتحديد النظام السياسي العادل, و منها:

(18) آيات و روايات عديدة و مفصلة بيّنتْ صفات المؤمن الحقيقيّ بآلغيب, إخترت لكم ألتالي:

عن ابى عبد الله (عليه السلام): [سأله فروة بأيّ شئ يعرفون شيعتك ؟ قال الذين يأتونا من تحت أقدامنا].
عن ابى عبدالله بن بكير قال : [قال أبو الحسن ( عليه السلام ) يا بن بكير أنى لأقول قولاً قد كانت آبائي عليهم السلام تقوله : لو كان فيكم عدّة اهل بدر لقام قائمنا يا عبدالله انا نداوي الناس و نعلم ما هم ، فمنهم من يصدّقنا المودة و يبذل مهجته لنا و منهم من ليس في قلبه حقيقة ما يظهر بلسانه و منهم من هو عين لعدونا علينا يسمع حديثنا و ان أطمع في شئ قليل من الدنيا كان اشد علينا من عدونا ، و كيف يرون هؤلاء السرور و هذه صفتهم ، ان للحقّ أهلا و للباطل اهلا ، فأهل الحقّ في شغل عن اهل الباطل ينتظرون امرنا و يرغبون إلى الله ان يروا دولتنا ليسوا بالبذر المذيعين و لا بالجفاة المُرائين، و لا بنا مستأكلين ، و لا بالطمعين ، خيار الأمّة نور في ظلمات الارض ، و نور في ظلمات الفت ، و نور هدى يستضأ بهم ، لا يمنعون الخير اوليائهم ، و لا يطمع فيهم اعداؤهم ، إنْ ذكرنا بالخير استبشروا و ابتهجوا و اطمأنت قلوبهم و أضاءت وجوههم ، و ان ذكرنا بالقبح اشمئزت قلوبهم و اقشعرت جلودهم و كلحت وجوههم و ابدوا نصرتهم و بدا ضمير افئدتهم ، و قد شمروا فاحتذوا بحذونا ، و عملوا بأمرنا تعرف الرهبانية في وجوههم، يصبحون في غير ما الناس فيه و يمسون في غير ما الناس فيه ، يجأرون إلى الله في اصلاح الأمّة بنا ، و ان يبعثنا الله رحمة للضعفاء و العامة ، يا عبد الله؛ اولئك شيعتنا و اولئك منا ، و اولئك حزبنا، و أؤلئك اهل ولايتنا].
نختم الكلام برواية ذهبيّة إختصرتْ كل ما ورد سابقا, عن الأمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ), حيث قال لجابر و هو يصف المؤمن الحقيقيّ:
[يا جابر؛ أ يَكْتَفي مَنْ إنْتَحلَ التشيّع أنْ يقول بحبّنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلّا مَنْ إتقى الله و اطاعه، و ما كانوا يعرفون إلاّ بالتواضع و التخشع و كثرة ذكر الله و الصّوم و الصّلاة و التّعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كفّ الألسن عن الناس إلّا من خير و كانوا أم ناء عشايرهم في الأشياء].

عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here