فَتْوَى الجِهَادِ قَلَبَتِ الطَّاوْلَةِ لِصَالِحِ العِرَاقِيِّين

لإِذاعَةِ الرَّوضَةِ الحُسَينِيَّةِ المقدَّسَةِ في ستوديُوهاتِها بالعَتَبَةِ؛

    فَتْوَى الجِهَادِ قَلَبَتِ الطَّاوْلَةِ لِصَالِحِ العِرَاقِيِّين

                             [١] 

                          نـــــــــزار حيدر

   ١/ إِنَّ قُوَّةٍ فتوى الجِهاد الكِفائي [التي تُصادف هذه الأَيام الذكرى الثَّالثة لصدورِها عن المرجع الأَعلى في النَّجف الأَشرف] في توقيتِها، فلقد جاءت في اللَّحظة المُناسبة لتقف أَمام الانهيار وتحوِّلهُ الى إِنتصاراتٍ متتاليةٍ.

   وذلك دليلُ المُتابعة الدَّقيقة والحكمة والدقَّة في التَّعامل مع الأَحداث الجسام والمخاطر الكبيرة التي تمرُّ على الْعِراقِ.

   وصدقَ أَميرُ المؤمنين (ع) الذي أَشار الى محوريَّة التَّوقيت الدَّقيق للأُمور والأَشياء والقرارات بقولهِ عليه السَّلام {مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الاِْمْكَانِ، وَالاَْناةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ} فالعظَمةُ في مثل ذلك بالحكمةِ والتعقُّل، الَّلذان يُنتجان توقيتاً دقيقاً! فعندما قيل لَهُ (ع): صف لنا العاقل، قال: هُوَ الِّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ، ولمَّا قيل لَهُ: فصف لنا الجاهل، قال: قَدْ فَعَلْتُ.

   ٢/ وهي لم تُنتج الحشد المسلَّح فقط وإِنَّما أَنتجت أَوَّلاً وقبل كلِّ شيءٍ الحشد النَّفسي والتَّعبئة الروحيَّة والمعنويَّة التي هي أَهمّ من السِّلاح وأَهمّ من البُعد العسكري، فالمجتمع الذي يمرُّ بتحدٍّ خطيرٍ لا يقاتلُ بالسِّلاح وإِنَّما بالمعنويَّات أَوَّلاً، وإِلَّا فانَّ القوَّات المسلَّحة التي كانت منتشرة في المَوصل قبل ثلاثِ سنواتٍ من الآن كانت تمتلك من السِّلاح والعتاد وبمختلف صنوفهِ ما تُعادل قيمتهُ الإجماليَّة [٤٠] مليار دولار! فلماذا تركتها في أَرض المعركة وانهزمت بقضِّها وقضيضها حتّى قبل أَن تبدأ المعركة؟!.

   الجواب واضحٌ! لأَنَّها لم تكن تمتلك المعنويَّات التي تُقاتل بها، بسبب فساد القائد العام وفشلهُ وانشغالهُ بالتَّوافه والصِّراعات الجانبيَّة! فما فائدة السِّلاح مهما كان متطوِّراً إِذا كان بيدٍ ترتجف؟! وبيد المهزوم نفسياً وروحيّاً ومعنويّاً؟!.

   ٣/ لقد خلقت الفتوى روحيَّةً جديدةً ومعنوياتٍ عاليةٍ من نوعٍ آخر ليس عندَ من تعبَّأَ بالفتوى فحسْب وإِنَّما زادت لتفيضَ على القوَّات المسلَّحة فتُعيد توازنها الرُّوحي وتعبئتها المعنويَّة لتعود الى ساحات القِتال بشَكلٍ مُختلفٍ مكَّنها من تحويل الهزيمة الى نصرٍ والتَّراجع الى تقدُّم، حتى وقفنا اليوم بانتظار الاعلانِ عن النَّصر النَّاجز والكامل والمؤَزَّر في الحَرْبِ على الارهاب وتحرير آخر شبرٍ من أَرض الْعِراقِ الطَّاهرة من دَنَسِ الارهابيِّين المجرمين.

   ٤/ ونتساءل؛ لماذا مازال البعض مسكوناً بالطَّائفية الى الآن على الرَّغمِ من إِنجلاء الكثير من الحقائق التي رُبما كانت غامضة عندهم وقتها! فنراهم الى الآن يرفضون الاعتراف بالحقائق ولا يقبلونَ بها على الرَّغمِ من أَنّها ناصعةً وواضحةً بدرجةٍ كبيرةٍ جدّاً! بعد أَن تبيَّن لهم ولغيرهِم أَنَّ الفتوى هي التي حمَت أَرضهم وعِرضهم، وهي فقط دون سِواها التي قلبت الطَّاولة على رؤُوس من خطَّط واحتضنَ ودفع باتّجاه إِحتلال نصف الْعِراقِ من قبَل الارهابيِّين! لتنتهي الأُمور لصالحِ العراقييِّن!.

   وبعد أَن ثَبُتَ لهم بأَنَّ الفتوى كانت وطنيَّة بامتياز! ولم تكُن طائفيَّةً أَو تحريضيَّةً ضدَّ مكوِّنٍ معيَّنٍ كما يدَّعي الطائفيُّون؟!.

   لماذا كلَّ هذا الغلِّ الطَّائفي المسكون في قلوبهِم المريضة؟! ولماذا كلَّ هذا الحِقد العُنصري المسكون فيهِم؟!.

   يبدو لي أَنَّهم لم يتعلَّموا بعدُ درس الوطنيَّة من المِحنةِ!.

   يبدو لي أَنَّ لهم بقيَّة عِرضٍ وشرفٍ وناموسٍ ينتظرونَ أَن ينتهكهُ الارهابيُّون! أُسوةً بما فعلوهُ في السِّنين الثَّلاث الماضيَة!.

   إِنَّهم تُجَّار العِرض والشَّرف!.

   *يتبع

   ٢٣ مايس (أَيار) ٢٠١٧

                            لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

‏Face Book: Nazar Haidar

‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

(804) 837-3920 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here