ترامب، سلمان، ظريف.. سلة المال الخليجي لمن؟

سيف أكثم المظفر

حطت طائرة الرئيس الأميركي “اير فورس وان” في مطار الملك خالد يوم السبت (20 أيار/مايو 2017) نزل ترامب سلم الطائرة، برفقة زوجته عارضة الأزياء” السيدة الأولى “ميلانيا” وابنتها “ايفانكا” ذات القوام الفارع، ذو الكعب المرتفع، والشعر المسدل، والعيون الزرقاء، وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز ، سجادة حمراء و خيول وكؤوس، لم تعتد المملكة العربية السعودية، على هكذا زائرين.

يبتعد ترامب لبعض الوقت، عن ارتدادات الانفجار السياسي؛ الذي أحدثه في واشنطن، بإقالته مدير “أف بي آي” والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا، وبالكاد أقلعت الطائرة، حتى كشف عن تطورات جديدة؛ في التحقيق حول صلات فريق ترامب بروسيا، إذ أعلنت لجنة الاستخبارات، في مجلس الشيوخ أن المدير السابق لـ”أف بي آي” جيمس كومي وافق على الإدلاء بشهادته، خلال جلسة علنية أمام المجلس في حزيران/يونيو.

ثمانية أيام كانت كفيلة، لتجميع الأموال السعودية، بشتى الطرق الورقية، 450-480 مليار دولار قيمة العقود، التي وقعتها الإدارة الأمريكية مع حليفتها السعودية، بمباركة “ايفانكا ترامب” التي ألقت خطبتها في القمة الإسلامية المنعقدة في العاصمة رياض،25% من قيمة العقود كانت تخص الجانب العسكري، الذي قدر ب 110مليار دولار، و50 مليار إلى الشركة الأمريكية (ارامكو) المستحوذة على النفط السعودي بشكل تام، يتخللها بعض الصفقات التجارية وإنشاء معمل للصناعات العسكرية، يعد الأول من نوعه في الشرق الوسط؟! أصبح واضحا للعيان ما يرمي إليه الجانب السعودي، من التمترس وراء الثكنات العسكرية، ومحاولة سد نقصه الفكري.. بالجانب العسكري، الذي فشل به أمام بعض من رجال الحوثي في نجران، فهو لم يتعلم الدرس بعد أن القوة بالرجال وليست بالعدد ولا الكمية.
دعم ابن سلمان، هذا الفتى الحالم بالحكم، حيث المال والسلطة والعبيد والخدم والحشم، وأسطول أمريكي يأتمر بأمره، جعله اقرب إلى تولي الحكم، وصراعه مع أولاد العم عبدلله، سينتهي بقرار أمريكي.. لكن أمريكا لم تبقي لها صديق من قبل، فذاك صدام والقذافي وحسني مبارك، قد أكل عليهم الدهر وشرب، فننصحه بعدم الاستناد على ستارة، ظاهرها جدار وباطنها هواء.

ترامب ذكي؛ إستراتيجيته عميقة، وذات أبعاد فاعلة، صناعة عدوا وهمي للسعودية ودول الخليج، وطلب أجر على حمايتهم، ثم إقناع هذه الدول، إنكم أضعف من أن تواجه رجال، وهو يعلم جيدا إن الإيرانيون لم يهاجموا أي دولة منذ 300 عام، وما تجمعه من قوة عسكرية للدفاع عن نفسها، وهذا ما أكده قادتهم.

سياسة نخر المملكة من الداخل، وإضعاف اقتصادها، وتجفيف دعم المتشددين والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، على فرض إن المملكة تصدر 10 ملايين برميل نفط يوميا، ومعدل سعر البرميل حوالي 50 دولار، فان قيمة العقود التي ألزم الجانب السعودي بها نفسه، بما يقدر 70% من ميزانية الدولة لمدة ثلاث سنوات.. كل تلك خطة لإنهاء، ما تبقى من شيء اسمه السعودية.

نقلا عن مركز الراصد الإعلامي (خلال ثماني وأربعين ساعة، من القمم والكلمات والتصريحات والبث التلفازي من عشرين قناة، وبحدود 460 ساعة بث تلفازي.. وردت كلمة إيران سلبا بحدود 3750 مرة، بينما وردت كلمة داعش 134 مرة فقط لا غير، طالبان 8، القاعدة 13 …علما إن شعار هذه الجعجعة، هو محارب الإرهاب؟!

ليأتي الرد الصاعق، من الجانب الإيراني، على لسان ظريف قائلا: “إيران، التي أجرت للتو انتخابات حقيقية، تُهاجم من قبل الرئيس الأمريكي في قاعدة الديمقراطية والاعتدال السعودية!”…. وتابع: “هل هذه سياسة خارجية أم حلب 480 مليار دولار من السعودية؟”، وقال أيضاً “عليه (ترامب) أن يدخل في الحوار معها، حول الطرق الكفيلة بمنع الإرهابيين والتكفيريين، من الاستمرار في تأجيج النار، على مستوی المنطقة وتكرار أمثال حادث 11 سبتمبر؛ من قبل رعاياها في الدول الغربية”.

كان تسوق ممتاز، أجراه الرئيس الأمريكي، ضمن سياق التداول، تعد من اربح أنواع التجارة، حيث باعهم لاشيء بثمن 450 مليار دولار، ونصحهم بالإعتماد على أنفسهم، في حماية مصالحهم، فان أمريكا لم تعد ملزمة بحمايتهم إذ ما دفعوا، هذا مجمل ما جاء في كلمته لدول الخليج، أن الوقت حان لتسديد فواتير، الأمن مقابل البترول!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here