ما علاقة الضراط بكتابات سليم الحسني؟

عباس الكتبي

الحديث عن الضرطة ليس ببدعة، ولا هو أمر خارج عن الذوق والأدب العام، فقد تحدثت عنها كتب اللغة، والفقه، والحديث، والتفسير، والأحلام، والعلوم، كما ان لها دلالة عرفانية عند الصوفية.
في معاجم معاني اللغة، تجد أصحابها يقولون: [ ض ر ط ]. ( فعل : ثلاثي لازم ). ضَرَطَ ، يَضْرِطُ ، مصدر ضِرْطٌ ، ضِرَاطٌ . :- ضَرَطَ الوَلَدُ :- : أَخْرَجَ رِيحاً مِن اِسْتِهِ مَعَ صَوْتٍ وَرَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ.
ضَرُطَ به : أَضْرَطَ، وكان يقال لعمرو ابن هند : مضرِّطُ الحجارة : لشدّته وصرامته.
ضرَّط الرجل : ذهب خائبا مهزوما.

في موسوعة”ويكيبيديا” و”بيضيبيديا”، تجد للضرطة مكانة علمية مرموقة، ولا تبتعد كثيراً في تعريفها العلمي، عن المعنى اللغوي، فيقول العلماء المتخصصون بالفسيولوجيا عن الضرطة:
هي غازات تخرج من الفتحة السفلى للإنسان”الشرج”، وتتكون نتيجة تفاعل كيميائي، بين الهواء الداخل الى الأمعاء وبين البكتريا التي تعيش بداخلها، وهذه البكتريا تنتج من المواد الغذائية التي تحتوي على  الكبريت، لذلك تكون الرائحة المصاحبة للضرطة نتنة.
المعدل الطبيعي للضرطة عند الانسان 14 مرة يومياً، أي ما يعادل “1”لتر من الغازات، ويقول العلماء اذا عبأ “11” الف لتر من هذه الغازات، سنقوم بصنع قنبلة ذرية، فإذا ما لاحظنا ان عدد نفوس البشرية “5” مليارات، سوف يظهر لنا ان “455” الف قنبلة ذرية تقريباً، يصنعها البشر يومياً، ولكن عملية التعبئة لهذه الغازات معقدة، والضرطة النموذجية تتألف من غازات: النيتروجين، والهيدروجين، وثاني أوكسيد الكربون، والميثان، الاوكسجين ،وكبريتيد الهيدروجين، وبعض المركبات التي تحتوي على الكبريت، بنسب متفاوته، وقيل للضرطة فوائد عظيمة للتخلص من أورام القولون.
فقهياً، تعد الضرطة والفسوة، من نواقض الوضوء، ومبطلات الصلاة، وتسمى عند الفقهاء بالحدث الأصغر.
تفسيرياً، عندما يمر المفسرون من المسلمين، كالطبري وابن كثير والسيوطي وغيرهم، على آية( وعلم آدم الأسماء كلها)، يقولون الضرطة والفسوة، من الأسماء التي تعلمها النبي آدم!!!
مفسرو الأحلام، يفسرون الضراط بالمنام، بأنه فرج بعد هم وغم، ويسر بعد عسر.
حين تتخذ بعض القرارات الخاطئة من الحكومة والبرلمان، أو تصدر في غير وقتها، أو لمصلحة خاصة، يسمى هذا بالضراط السياسي والإداري، وعندما يكون دعاة الإصلاح يمارسون الدقّ والرقص في قاعة البرلمان، على موسيقى الضراط، ويدعون الناس الى الخروج بمظاهرات وإعتصامات، ثم تنسى كل تلك الدعوات الإصلاحية، بطرفة عين، يسمى هذا الفعل بالضرطة الديماغوچية.
ان ما اخشاه ان تخرج ضرطة سياسية، عالية الصوت مصحوبة بإهتزازات وارتجاجات، تلغي الأنتخابات، وتعيدنا الى حكم الحزب الواحد، والقائد الضرورة.
بعد إفشال مخطط الولاية الثالثة، خرج علينا الكاتب الدعوچي سليم الحسني، بسلسلة من الضرطات”المقالات”، إنتقاماً من الذين افشلوا مشروع الولاية الثالثة، فراح ينكّل ويسقّط بهم واحداً تلو الآخر، وبذلك يعيدنا الى جذوره التاريخية بالتسقيط، فكم من حملات بالتشهير، والإفتراء، والكذب، قادها على السيد الشهيد محمد باقر الحكيم”رض”، وهو الذي لم يتفق علماء الشيعة على معارض وسياسي، مثلما أتفقوا عليه، من جهة عدالته، وورعه، وتقواه، لكن الحسني المفتري كان يقول عنه: ان السيد الحكيم، كان يشتري زجاجة العطر ب”25″ ألف دولار، وغيرها من أكاذيبه،  يريد بذلك تشويه سمعة الحكيم”رض”.

لا نستغرب من الحسني، الافتراءات التي قذف بها السيد علاء الموسوي، رئيس الوقف الشيعي حالياً، فقد عودنا على ضراطه ذات الرائحة الكريهة، بالرغم من ان السيد علاء الموسوي ، رجل ثقة، وعالم ورع، وقد جعله السيد الخوئي”قده”، والسيد السيستاني”دام ظله” وكيلاً لهما، والرجل كان نشطاً، ومتميزاً في إداء عمله، ومارس عدة نشاطات في المهجر، كالكويت، واليمن، ومسقط، وقمّ، خدم بها الناس والمذهب.
ليس من المستبعد في قادم الأيام، سوف تسمعون ضرطة طويلة من سليم الحسني، يقال لها” التيز”، يطلقها ضد أحد مراجع الدين في النجف الأشرف، ولكن بعد شهر رمضان، لإنقطاعه وصيامه عن الضراط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here