نقيب الصحفيين ..والمنحة الموعودة ..والرئاسات الثلاث.. و .. “أروح لمين”؟؟!!

حامد شهاب

ربما لم تمر نقابة الصحفيين العراقيين والسيد النقيب الاستاذ مؤيد اللامي بمحنة في تعاملها مع مؤسستين مهمتين من مؤسسات الدولة العليا ، هما رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، إن لم تكن تلك الفترة من أصعب ما واجهه الرجل مع تلك القيادات من إحراجات ،على صعيد ما تعرضت له الأسرة الصحفية من ممارسات واجراءات أضرت بها وبعوائلها، وبخاصة منحة الصحفيين، التي يبدو فيها السيد مؤيد اللامي مثل ( بلاع الموس) إن صح التعبير!!

والمصيبة ان رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري كان هو من زار نقابة الصحفيين قبل شهرين او اكثر ، في ممارسة ، قيل انها ( دعاية انتخابية مبكرة ) تهيىء للانتخابات المقبلة ولكسب اصوات الصحفيين  والكوادر المثقفة ، وتعهد الرجل بحل اشكال ( المنحة والاراضي)، مع وزارة المالية وجهات برلمانية، لكن الصحفيين لم يلمسوا أي أثر لحل ايجابي لرئيس البرلمان ، يخفف عنهم أعباء محنتهم التي تجاوزت الثلاث سنوات!!

والطامة الكبرى ان رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ، قبل أكثر من شهر تقريبا، ما إن رأى ان السيد سليم الجبوري تولى موضوع معاناة الصحفيين ، وهو سيحصل من تلك الزيارة على (مكاسب انتخابية ) حتى أبرق الى نقابة الصحفيين معبرا عن رغبته الالتقاء بكادرها ومجلس النقابة بضمنهم السيد نقيب الصحفيين.. وفعلا تم عقد اللقاء ، وقد وعد  الدكتور حيدر العبادي خلال اللقاء بحل الاشكال سريعا ، ان لم يشر الى ان مبلغ المنحة سيتضاعف، وتحل مشكلة اراضي الصحفيين وقضاياهم المعلقة الاخرى بسرعة، وراحت برقيات التهنئة يتداولها الزملاء عبر مختلف اشكال التواصل الاجتماعي عما تحقق من ( معجزات) ، الى ان تحققت نبوئتي في الليلة نفسها عن بشائر الزملاء ورددت حينها ( كلام الليل يمحوه النهار)..ويبدو ان الموضوع برمته أصبح في خبر كان!!

وعادت الفنانة المعروفة عواطف نعيم تطرح الموضوع بالحاح في لقاء جمع صحفيين وفنانين مع السيد مؤيد اللامي إستضافتهم فيه قناة العراقية في أول ليلة من رمضان بحضور النائبة ميسون الدملوجي التي ضيعت علينا هي الاخرى حقوق الصحفيين وذهب دمهم بين القبائل ، وقد عبرت فيها الفنانة والقيادية في نقابة الفنانين عواطف نعيم عن امتعاضها وسخطها عما تعرض له الفنان العراقي وعموم الصحفيين والمثقفين العراقيين من لامبالاة واهمال وغبن لحقوق تلك الشرائح المثقفة ومن ضمنها ( المنحة ) التي استمر قطعها ثلاث سنوات دونما مبرر معقول، وكانت اجابة السيد نقيب الصحفيين انه على الزملاء انتظار ان يصدر مجلس النواب تشريعا آخر لانعلم في أي دورة مقبلة ، ليقر المنحة ، وربما تمتد الفترة الى عقد من الزمان، بعد أن يأس الرجل من وعود رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ، ولم يتبق الا البحث عن ( مبررات) لاتغني ولا تسمن ، هو مرغم على ترديدها حفاظا على (بقايا هيبة) لصاحبة الجلالة التي تعرضت لامتهان خطير ، أكثر من مرة، وأثرت حتى على رصيد السيد نقيب الصحفيين بين زملائه، وهو يبدو امامهم مثل (بلاع الموس) كما اشرت قبل قليل!!

اليس من المعيب ان تتنكر أعلى قيادات الدولة  وتتخلى عن وعودها للأسرة الصحفية، وبقيت قضية معاناة الصحفيين وأسرهم ، وكأنها (منة) أو ( صدقة ) يتصدقون بها على مئآت الكوادر الصحفية التي أضناها شظف العيش ، ولم تجد من يقدر دورها ومكانتها،وهم الشموع التي بقيت تحترق لتنير طريق الاخرين، ولم يتذكروها الا قبيل الانتخابات بأيام وربما اشهر، عندما تحتدم الصراعات على الكراسي والمناصب، وتبقى عوائل الأسرة الصحفية تنام على وعود زائفة ، وهي في أشد حالات العوز والفاقة، وقد حولتها الدولة العراقية الحديثة الى مؤسسة لاحول لها ولا قوة، بعد ان كانت منارة وعلما وسلطة رابعة ترفرف في الآفاق ، وهي تبدو الان وقد سلبت منها بقية كرامتها، على مرأى ومسمع من أكبر رئاستين في تاريخ العراق : مجلس النواب ومجلس الوزراء، ولم يف أي منهما بوعوده ، أزاء هموم ومعاناة تلك الشريحة وعوائلهم، التي تحولت حياتهم الى جحيم لايطاق!!

ولا ندري أين موقع السيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وهو آخر الرئاسات الثلاث ، من كل مايجري، وبخاصة ان الاستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية السابق ، كان أول من أرسى دعائم هذه المنحة قبل سنوات؟؟!!

وقد يصدق على مقال من هذا النوع مقولة أم كلثوم واغنيتها الشهيرة : “أروح لمين..وأقول لمين ، ينصفني منك”؟؟!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here