الحشد يوقف تقدّمه نحو القائم ويستعدّ لمباغتة داعش فـي البعاج

بغداد / وائل نعمة

واصل الحشد الشعبي ، حتى مساء أول من أمس ، تقدمه على الشريط الحدودي مع سوريا باتجاه قضاء القائم، قبل ان تتعرض قطعاته الى هجوم عنيف من داعش أدى الى توقف اندفاعته. ويرحج أن يبدأ الحشد بمهاجمة قضاء البعاج بعد تعثر اندفاعته باتجاه الجنوب.
وتؤكد جهات مطلعة ان مهمة مسك الحدود مع سوريا “ليست سهلة”، وأنها بحاجة الى المزيد من الدعم. ويتلقى الحشد الشعبي في معارك غربي نينوى إسناداً مباشرة من طيران الجيش العراقي ومن المفترض ان تلتحق قطعات من الفرقة 15/ جيش عراقي، بقاطع غرب نينوى.

وتؤكد استخبارات الحشد فقدان داعش لقدرته على التحرك والمشاغلة في قضاء البعاج. ويعتقد ان التنظيم لن يواجه القوات المهاجمة في “البعاج”، ويختار الانسحاب الى الصحراء، كما فعل في مدن اخرى.
ويبعد قضاء البعاج مسافة 50 كم عن الحدود العراقية / السورية. ويرجح ان تضم المنطقة ذات الطبيعة الصحراوية معسكرات تابعة لداعش أقيمت تحت الارض.
وتسيطر قوات كردية موالية للولايات المتحدة في اغلب الاجزاء السورية المقابلة للمناطق العراقية التي وصلها الحشد الشعبي.
واستبعدت قيادات الحشد ملاحقة داعش الى العمق السوري في الوقت الحالي، لكنها رهنت ذلك بطلب الحكومة السورية، ومصادقة البرلمان العراقي.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الكردية انها ستقاوم الحشد في حال عبر الحدود إلى مناطق سيطرتها.
وأشاد رئيس الوزراء حيدر العبادي، يوم الثلاثاء، بما حققته قوات الحشد، خلال تفقده مقر العمليات في غرب نينوى.

الحشد وسوريا
وكان فالح الفياض، رئيس جهاز الامن الوطني قد التقى قبل أُسبوعين بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، حاملا “رسالة شفوية” من العبادي.
وتوقع مراقبون ان تكون الزيارة قد تضمنت تنسيقا لتوجيه ضربات عسكرية داخل الاراضي السورية، او دخول قطعات من الحشد الشعبي الى العمق السوري.
لكن فالح الخزعلي، القيادي في الحشد الشعبي، استبعد ان يذهب الحشد في هذا الوقت الى إجراء عمليات عسكرية خارج الحدود العراقية. وقال الخزعلي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “مثل هكذا عملية تحتاج الى اتفاق دولي”.
بدوره يؤكد حنين قدو، النائب عن كتلة بدر، ان “تنفيذ عمليات داخل الحدود السورية مرتبطة بمطالبة الجانب الآخر”. لكن قدو يقول، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “الحشد منشغل الآن بتحرير الشريط الحدودي مع سوريا”.
ويبلغ طول الحدود العراقية / السورية نحو 600 كم، بينما أعلن هادي العامري، زعيم منظمة بدر، تطهير 17 كم فقط من الشريط الحدودي.
وأكد العامري أن “الحشد سينسق مع كل الاطراف المتواجدة في الجانب السوري، باستثناء الإرهاب”، عازيا ذلك الى عدم تواجد الحكومة السورية على الجانب الآخر من الحدود.
ووصلت قوات الحشد الى بلدة أم جريص بعد تحرير القيروان والقحطانية. وتقع بلدة أم جريص على الطريق الرابط بين الموصل بريف الحسكة الجنوبي.
ويقول أحمد يوسف، قائممقام البعاج، في اتصال مع (المدى) امس، إن “قوات كردية في الجانب السوري تقابل القوات العراقية في بعض المناطق”. واشار الى ان “نزول الحشد الشعبي الى الجنوب في الشريط الحدودي سيدفعه لمواجهة داعش”.
وكان أبو مهدي المهندس قال، يوم الاربعاء، بأن القوات العراقية “قد تتابع الإرهاب الى خارج الحدود”.
وكان الرئيس السوري قال، في لقائه مع مستشار الامن الوطني العراقي، ان “أي إنجاز يحققه الجيشين العراقي او السوري بمحاربة الارهاب يشكل خطوة لإعادة الامن والاستقرار للبلدين”.
ونفذت مقاتلات عراقية، في آذار الماضي، اول ضربة من نوعها استهدفت مواقع لداعش في منطقة البو كمال السورية، القريبة من الحدود العراقية.
واعتبر القيادي في الحشد فالح الخزعلي، وهو عضو في البرلمان ايضا، ان “تلك الضربات كانت تطورا في الاداء الامني”، مشيرا الى ان “مصر عملت بنفس الطريقة لضرب الارهاب في ليبيا”، مرجحا تكرار الضربات العراقية خارج
الحدود.
وفي السياق ذاته، أكد أحمد الاسدي، المتحدث باسم هيئة الحشد، أمس، ان عبور القوات العراقية ودخولها الى الدول الاخرى يحتاج الى موافقة مجلس النواب.
وقال الاسدي، في تصريح نقله موقع إعلام الحشد، ان “خروج اية قوات مسلحة عراقية سواء كانت من قطعات الجيش او تشكيلات الحشد او جهاز مكافحة الإرهاب، الى خارج نطاق الحدود العراقيـة يحتاج الى تصويت من مجلس النواب، باعتبار ان الدستور العراقي لا يجيز التدخل في شؤون الدول الأخرى”، معتبرا ان “الحديث عن هذا الامر في ظل انشغال العراق بمحاربة داعش وتحرير المحافظات هو بعيد عن الواقع”.
وأشار المتحدث باسم الحشد الى ان “هيئة الحشد ستلتزم بجميع التوجيهات والاوامر الصادرة عن القائد العام للقوات المسلحـة باعتبارها جزءا من المؤسسة العسكرية”.
وتابع الاسدي “بعد استعادة جميع المناطق من داعش ومسك الحدود، سيكون للحشد دور أساسي في دعم وتحصين أي منطقة نلمس فيها ضعفا بقدرة القوات المعنيـة على مسك حدودها”، مبينا انه “سيتم دعم تلك القطعات ومسك الثغرات لنصنع مع التشكيلات الامنية الاخرى قوات متكاملة تدافع عن كل شبر من أراضي العراق”.

من القائم إلى البعاج
ويقول أحمد يوسف، المسؤول المحلي في البعاج، ان “قوات الحشد تريد مسك الحدود حتى القائم، لكن تعرضها لهجوم عنيف، مساء يوم الثلاثاء، تسبب بتوقف العمليات”.
وبدأ الحشد بعمليات إنشاء السواتر وشق الخنادق بين العراق وسوريا. ويقول قائممقام البعاج ان “عملية تطهير الحدود تحتاج الى دعم عسكري
كبير”.
ويتوقع المسؤول القريب من مسرح العمليات هجوما وشيكا سينفذه الحشد لتحرير البعاج، مرجحا “انسحاب داعش من القضاء الى الصحراء، كما فعل في القيروان والقحطانية”.
وكان داعش قد أجبر نحو 4 آلاف مدني من اهالي غرب نينوى على الانسحاب معه الى الصحراء، حيث يعتقد بانه سيستخدمهم ضمن عمليات التحصين.
ويبعد الحشد عن البعاج بمسافة 18 كم، ونجح بمحاصرة مركز القضاء من ثلاث جهات، باستثناء الجهة الغربية المطلة على الصحراء.
وأكد الحشد، في بياناته، ان قواته تواصل إحكام الطوق الامني حول قضاء البعاج غرب الموصل.
بالمقابل يقول أحمد يوسف عن الاجراءات العسكرية المقبلة، ان “قطعات من الفرقة 15/جيش عراقي، ستصل قريبا الى مناطق غرب نينوى لمسك الحدود”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here