المثنى.. “أبو طبيلة” موروث شعبي بدأ بالانحسار أمام التكنولوجيا الحديثة

يشكل سماع صوت “أبو طبيلة” لدى سكان مدينة السماوة في محافظة المثنى، أحد الأمور المرتبطة بشهر رمضان ويعتمد عليه الصائمون في الاستيقاظ عند السحور.

وقد قامت مجموعة من الشبان في محافظة المثنى بالتطوع للقيام بمهنة المسحراتي لتنبيه الناس إلى موعد السحور حيث لم يلقوا أي مساعدة من أحد ولم تقم الحكومة المحلية بتوظيفهم، وهم يتجولون في شوارع المحافظة بطبلاتهم ويرسمون من حولهم صورا ومشاهد عفوية لأهل الحي المتفرجين.

وفي حديث لنا، يقول أحد المتطوعين ويدعى، أحمد، أن تطوعنا للعمل بمهنة “أبو طبيلة” جاء بعد أن كنا نشاهد أجدادنا وأباءنا وهم يعملون على إيقاظ الناس للسحور من دون أي أجر مادي.

فيما يضيف متطوع آخر قائلا “نعمل طلبا للثواب لم توظفنا الحكومة ولانأخذ الاموال من الناس لكن حبنا لمهنة أبو طبيلة دفعنا لانشاء مجموعة من الشباب تعمل على طول أيام شهر رمضان لايقاظ الناس للسحور”،

وأضاف أنهم يخرجون منذ الساعة الواحدة والنصف ليلا للتجول في أزقة وشوارع المحافظة بالطبلات، لافتا إلى أن دخول الانترنت والسهرات التلفزيونية التي تمتد إلى وقت السحور، أثرت سلباً على هذا الموروث الرمضاني في أغلب محافظات العراق، رغم أنه البعض لايزال يعتبر “أبو طبيلة” معلما رمضانيا لابد أن يستمر رغم التكنولوجيا الحديثة.

من جانب آخر أفاد أحد أهالي المثنى، أن “أبو طبيلة” أصبح أمرا ثانويا بسبب التطور التكنولوجي فضلا عن القنوات الفضائية وماتعرضه من مسلسلات وبرامج تستمر حتى الفجر، إضافة الى منبهات الهاتف النقال.

أما الشاب، منتظر، وهو من أهالي قضاء الرميثة شمال محافظة المثنى، يشير إلى أن وجود “أبو طبيلة” يشعرنا بطعم رمضان لكن الامر تغير في الوقت الحالي بسبب ماتعرضه قنوات التلفاز من مسلسلات تجعلنا نسهر من دون الحاجة الى سماع “ابو طبيلة”.

جدير بالذكر أنه رغم بدء انحسار دور المسحراتي “أبو طبيلة” في العديد من أحياء ومناطق المثنى، يبقى العشرات من الشباب والمتطوعين يجوبون قبيل الفجر شوارع المحافظة بطبلاتهم وأصواتهم الباعثة على الثقة والطمأنينة.

من حيدر الحمداني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here