دبلوماسية مكوكية من اقليم كردستان الى منتدى الاقتصاد العالمي

آريان ابراهيم شوكت
في هذا التوقيت الحساس وبناء على دعوة رسمية من الحكومة الروسية الى رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني باعتباره من الشخصيات السياسية النافذة في المنطقة وفي ظل المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي حالياً وأثر ذلك على حركة التجارة الدولية وفي هذا الاطار وخلال مؤتمر صحفي كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف في الاسبوع الماضي عن اجتماع مرتقب بين وزير الخارجية الروسي سيركي لافروف ورئيس وزراء  حكومةكردستان العراق نيجيرفان بارزاني مطلع الشهر القادم وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ان لافروف وبارزاني سيجتمعان على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المقرر عقده في الاول من شهر يونيو/حزيران القادم وتستمر حتى الثالث منه في مدينة سان بطرسبورغ الروسية هذا وسيلتقي نيجيرفان بارزاني على هامش مشاركته في المنتدى العالمي للاقتصاد عدداً كبيرا من أهم مسؤولي وقادة الدول ورجال المال والاعمال من مختلف دول العالم لغرض تبادل الآراء والأفكار مع متخذي القرار ورجال المال والأعمال خاصة في ظل المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي وتداعيات ذلك على حركة التجارة الدولية ويتوقع ان تكون ملفات الاقتصاد والفرص الاستثمارية الواعدة في اقليم كوردستان والحرب على داعش واوضاع العراق والمنطقة السياسية والامنية منها بالاضافة للاستفتاء على الاستقلال المقرر تنظيمه في اقليم كوردستان قبل نهاية العام الجاري من ابرز الملفات التي سيناقشها بارزاني في لقائاته مع كبار قادة العالم بعدما تبوأت اقليم كردستان اهمية استراتيجية عند الروس وصناع القرار في أوروبا وامريكا بناء على تمتع كردستان بموقع ستراتيجي و أرضية مناسبة للاستثمارات الاجنبية المتمثلة بالشركات الروسية والغربية في ظل الاستقرار الموجود في كردستان خاصة بعد انتصارات قوات البيشمركة الكوردية على داعش و وجود محاولات جدية من قبل  حكومة كردستان لتصدير الغاز الطبيعي بحلول عام 2019  … بعد سقوط النظام العراقي في نيسان 2003 وفي ضوء ازدياد التحديات الخارجية أمام اقليم كوردستان وايذانا ببدء مرحلة جديدة أو لنقل طفرة نوعية في تحركات القيادة الكوردية سياسيا و دبلوماسيا و اقتصاديا وحتى اعلاميا كلاعب أساسي له الحق في ممارسة السلطة على تراب كوردية تاريخيا وتكوين لب كوردي لرؤيا متكاملة الجوانب باعتبارها بطاقة عبور جديدة ترسمها كوردستان تمهيّدا للانخراط في لعبة صراع القوى الاقتصادية الكبرى وتحديداً الإقليميةخاصة بعد تولي ( مسعود بارزاني ) رئاسة اقليم كوردستان وبالتالي الابتعاد عن طاعة المركز التي لم تجد نفعا ابدا طيلة العقود السابقة بحيث شنق الخطاب الكوردي مراة عديدة على أبواب بغداد فساسة العراق دأبوا وعلى مر العصور والازمنة على شنق الخطاب الكردي على أبواب بغداد مرات عديدة ؟؟
وبعد تسلم (نيجيرفان بارزاني )مقاليد رئاسة الوزراء في كردستان وجدت القيادة السياسية الكوردية ضرورة مساهمة قطاعات  الاقتصاد والطاقة بشكل خاص في عمليات التخطيط والاعمار للارتكاز على بناء الدولة الكوردية وربط حلفاء العمل السياسي بمن فيهم الولايات المتحدة (قائد معسكر السياسة الغربية) وحلفاءها بالمصالح الاقتصادية لكردستان العراق لكن وفق خطوات وتكتيكات متأنية على المستوى المتوسط والطويل الامد بحيث تكون الاقتصاد بما فيها الطاقة وعائدات البترول والقطاع الزراعي في كوردستان المصدر الاول للوقوف بوجه الازمات القادمة والرهانات السياسية التي تلوح في الافق خاصة تلك التي تفتعلها بغداد بحيث تتحتم على حكومة كوردستان توفير الطاقة اللازمة ومحاولة الوصول الى اعلى طاقة انتاجية وتستثمر في سبيل ذلك مبالغ مالية ضخمة مستهدفة بذلك تحول احتياطياتها من النفط والغاز والمصادر الأخرى إلى احتياطيات نقدية تستخدم في علمية التنمية والتطوير والتوسع على كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية خاصة بعد قطع ميزانية الاقليم من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
وهنا بدت الصورة امام ساسة بغداد شائكة للغاية وغير قابلة للهضم بسبب ( العفن السياسي وضحالة النظر ) و اخفاقاتهم المتكررة في ميدان الاقتصاد والتربية والزراعة والملف الامني والصحة و البترول والطاقة خاصة في فترة تولي الشهرستاني حقيبة وزارة النفط بحيث وصفت سياساته النفطية ( بالفاشلة ) في وقت تسبق الحكومة العراقية حكومة كردستان في هذا المجال وبما يقرب مئة عام هذا وتبدو الصورة أكثر تعقيدا عند النظر إلى النجاحات الكبيرة التي حققها الاقليم الكوردي في ظل الخطط النفطية الموسومة التي أعدها ونفذها رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني المنفذ والمهندس الاول على المستوى الكوردستاني في تحويل الاحتياطيات إلى وفورات مالية كبيرة في وقت تعتبر هذه التحركات الاقتصادية الخطوة الأمثل لهذه الموارد المالية وبهذه السرعة الفائقة التحدي الأكبر لكوردستان في مواجهة اللاءات المتكررة لوزارة النفط العراقية والتي لاتدفع ماعليها من مستحقات للشركات النفطية العاملة في كوردستان
ان إعلان حجم احتياطات النفط في كوردستان العراق جعلت من الشركات العالمية تسارع الخطى للحصول على قطعة الكعكة الكوردية بعكس بغداد التي تعاني من انفلات الحالة الامنية والتي عرقلت عمل الشركات العاملة في العراق في كافة قطاعات الحياة بعكس كردستان التي تقاطرت اليها العديد من الشركات العالمية في مجال البترول وبات الجميع يبحث عن موطئ قدم للفوز بحصة شراكة في مخزون الثروات الإحتياطية في كوردستان ويرى بعض المراقبين أن كشفاً من هذا النوع يمكن أن يقلب الأمور رأساً على عقب ..ان مؤشرات النجاح الكوردي في مجال الذهب الاسود كان على يد نيجيرفان بارزاني بصفته الراعي الاول للملف النفطي في اقليم كوردستان والذي أسس لحكومة الاقليم لوائح أهداف متوازنة لاستخراج البترول في كوردستان وفق مؤشرات رئيسية عن طريق تكليف خبراء متخصصين في هذا المجال والذين حرصوا على ادارة التخطيط القائمة على أفضل التجارب المشابهة المتفوقة في قطاع الطاقة كما وضع ( نيجيرفان ) خططا استراتيجية مفصلة للاعوام القادمة وهو ما يبشر بتقليص حاجة الاقليم لبغداد في السنوات العجاف التي تتجه العلاقة فيها بين بغداد واربيل الى فتور مزمن على المستوى الدبلوماسي والسياسي وأخيرا نقول : ان البترول الكوردي سلعة استراتيجية سوف تتمحور حولها الاستراتيجية الكوردية بشقيها الاقتصادي والسياسي كاحدى مقومات بناء الدولة الكوردية التي هي في طريقها الى النور.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here