رائد المقاومة العراقية

نور الدين الخليوي
عبد العزيز الحكيم النجل الاصغر للأمام محسن الحكيم المرجع الاعلى للشيعة آنذاك المرجع الذي عرف بمواقفه الشجاعة وفتاويه الشعيرة، رجل دين وسياسية، ولد في النجف الاشرف عام ١٩٥٠م، من اسرته ال الحكيم عرفت بالتقوى والورع والتواضع والدين، وعانت ما عانت من الظلم والاضطهاد وطالت الاعدامات ٧٢شخصا منها من قبل النظام الصدامي.

بعد أن أصدر الإمام الصدر فتواه الشهيرة بالتصدي للنظام البعثي، واعتماد الكفاح المسلح كوسيلة لمواجهة النظام، قام بتبني الكفاح المسلح ضد النظام، وأسس مع مجموعة من المتصدين “حركة المجاهدين العراقيين” وذلك في ثمانينات القرن العشرين، وبعد ان استشهد الامام الصدر واخته العلوية بنت الهدى على يد جلاوزة صدام، ضيق الخناق عليه في العراق واعدم ما اعدم من اهله ومن حوله، اضطر هو واخيه محمد باقر السفر الى ايران خوفا من قمع النظام الصدامي.

بعد الهجرة الى ايران انطلقت مسير الحكيم واخاه صوب المجتمع الدولي من ايران الى سوريا فالكويت و أوربا، عقدوا عدة مؤتمرات وشكلوا بعد الانفصال عن حزب الدعوة الاسلامية في العراق الذي أسسه الامام الصدر، المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي كان يرأسه اخاه محمد باقر، كانت جل نشاطاتهم بعد جمع المعارضة العراقية هي تبيان المجازر والاضطهادات والعنف بحق الشعب العراقي من قبل النظام الصدامي، لم تقتصر تشكيلاتها على التيارات الاسلامية فقط، فلقد سعا الحكيم لان تكون شاملة لكل الاطياف وهذا ما كانت عليه فعلا.

وشكل ايضا بعد مشورة الامام الخميني جيش قوامه ال١٠٠ الف مقاتل ليكون بعد الانفصال عن الدعوة تابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق سمي بفيلق بدر، الذي بعد وفاة عبد العزيز الحكيم انشق وشكل حزب منفصلا سمي بمنظمة بدر ويرأسه هادي العامري، حيث استمر النضال الجهادي لهذا الشخص المعطاء حتى تخلص العراق من النظام الصدامي وترأس المجلس الاعلى بعد استشهاد اخاه محمد باقر، وساهم في الاستفتاء على الدستور وخاض العراق اول انتخابات ديمقراطية في حياته، حيث كان الحكيم مشارك فيها مع مكونات الطيف الشيعي كله بقائمة الائتلاف العراقي الموحد، الذي كان هو رئيس الائتلاف وقتها وفاز بمقعده في الانتخابات فيها ايضا.

له الدور الابرز في العملية السياسية في عراق ما بعد التغيير حيث كان قطب الرحى فيها، وصف بالاعتدال والخطاب الواضح وساهم في عودة العلاقات الخارجية للعراق مع محيطة الاقليمي، لم يبخل على العراق بشيء حتى وفاته في العاصمة الايرانية طهران عام ٢٠٠٩م بعد اصابته بسرطان الرئة، ودفن بجوار اخيه في النجف الاشرف، وخلف ورائه من التركة السياسية الكثير لولده عمار بقية السيف من ال الحكيم اليوم.

النتيجة عبد العزيز الحكيم شخص جهاد وعلم ومقاومة، وله الدور الابرز في تحرير العراق من براثن البعث، وعلى كل مخلص ان لا ينسى الدور الكبير لهذه الشخصية، تحية اجلال لهكذا هامات بارزة في العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here