عَبيد وعَتيد وعَنيد!

أمل الياسري

عقيدة نوعية صادقة ممزوجة بالألم والإنتصار، يرتجي تجارة لن تبور، والقصب في الجنوب يحشد زخماً مضاعفاً من المجاهدين، وعندما تطول المحنة، وتُتركُ الديار بسبب طاغية ملعون، فالمهجرون يلتقون كلهم حول الرجل المعطاء، فقد كان أهل نخوة في دار الهجرة، نعم إنه رجل لايتكرر في حياتنا مهما إلتقينا غيره، ويبقى متميزاً بعقيدته ومبادئه، وإن مرَّ الزمن لايتغير أبداً نهجه، ويهب لنا نفحة من روحه الطاهرة نوراً ثاقباً، ليحقق حلم آل الحكيم، في بناء النظام العصري الجديد.

السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره)، رجل ميدان وصاحب رؤية دقيقة، عمل من أجل العراق الموحد، ولا يهم إن كان التصفيق لغيره، فعائلة آل الحكيم تصرف كل وقتها للوطن والمواطن، وقد ترك ذكريات عزيزة على قلوب محيبه، لهذا أكد السيد عمار الحكيم في الحفل التأبيني، للذكرى السنوية الثامنة لرحيل عزيز العراق (طاب ثراه)، أننا كشعب واحد أقوياء، عندما نواجه العدو يداً واحدة، فالإنقسامات الداخلية هي مَنْ تضعفنا، وتشتت شملنا، وتكرس فرقتنا، وتفرق صفوفنا، وتجعلنا كالعبيد!

تأريخ ناصع مليء بالمنجزات الدينية، والإنسانية، والوطنية، وإذا كان عزيز العراق قد جند نفسه، لمسيرة جهادية عظيمة مع أخيه شهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، فإن أوجاع القلب تختلط بتراب مقبرة وادي السلام، ويطبق الصمت على الألسنة، وتُشيَدُ عروش من العطايا، ثم تكتب أحرف الولاء للوطن، فعشق عزيز العراق لوطنه وشعبه، صنع منه مأثرة حكيمية، تضاف الى قرابين القداسة، والتي وهبت أرواحها فداء لكرامة الإنسان، وقاومت الطغيان والإستبداد، فلله دره من تأريخ عتيد!

عزيز العراق يقول عن المسيرة الديمقراطية:( أنها وُلِدَت من رحم تضحيات قوى المعارضة العراقية، أبان ثمانينيات القرن الماضي)، فكان مدخلاً مهماً من مداخل التغيير، حيث قاد مع اخيه شهيد المحراب، حركة المجاهدين في جنوب العراق، وأعدا العدة لقضِ مضاجع البعث التكفيري، الذي ما يزال يحاول سرقة فرحة إنتصارنا، ولم يهادن أبداً أو يزايد على حساب الوطن، لأجل مصلحة ذاتية له ولكيانه السياسي،”ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، فهو كما يقول عنه الأعداء رجل عنيد!

بداية العلاج معرفة الأسباب، والتغافل عن الجزئيات دليل قوة، ولا يعني التغاضي، بل إن جمع الأمة حول كلمة واحدة، ستفضي لعراق جديد، فما أحوجنا اليوم لوجودك يا أبا عمار، رغم إن ولدك إبن المرجعية البار السيد عمار الحكيم، يعطر أنفاسنا بنفحات علمك، وفيض كلماتك، فأنصفنا الزمان بوجوده بيننا، ليمثل أمل العراق والعراقيين بمستقبل مشرق، فهو كأبيه يتفحص الأمور جيداً، ويتعامل بهدوء شديد، لأن مسيرة آل الحكيم لابد أن يستمر، فجزيتَ عنا خيراً يا عزيزنا الفقيد.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here