أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السّنةُ الرَّابِعَة (٧)

    سَهُ وبأَسوء صوَرهِ! ولهذا السَّبب أَوصى أَميرُ المؤمنين (ع) بالكتابةِ فقال {دَوِّنوا العِلمَ بالكِتابَةِ}.

   هل سأَلنا أَنفسِنا مثلاً لماذا نستنسخ نَفْسِ الوجوهِ الكالِحة التي لم تجلبِ الخيرَ للعراقِ، على حدِّ قول الخِطابِ المرجعي، كُلَّما وقفنا أَمام صُندوق الاقتراع لنُدلي بأَصواتِنا؟!.

   لأَنَّنا ننسى أَو نتناسى ما الذي فعلتهُ هذه [العِصابةُ الحاكمةُ] التي أَفسدت كلَّ شيءٍ ففشل الْعِراقِ بسببِها!.

   واليوم، سنستنسخهُم مرَّةً أُخرى فنبيعُ صوتَنا بمِدفئةٍ نفطيَّةٍ أَو ملحفةٍ أو تخدعنا [كلمتَين حولين] ووعدٌ كاذبٌ نسمعهُ من [القائد الضَّرورة] إِذَا نسينا ولم نتذكَّر في الوقت المعلوم!.

   إِنَّهم يراهنونَ على ضعفِ ذاكرتنا! ولذلك تراهُم يستخدمونَ نَفْسِ أَساليب التَّضليل والضِّحك على الذُّقون لاستدرارِ عطفِ النَّاخب وبالتَّالي لقفصِ صوتهِ!.

   فأَحدهُم، مثلاً،  بَدأَ من الآن يهدِّدنا بمؤامرةٍ عالميَّةٍ، أَميركيَّةٍ صهيونيَّةٍ رجعيَّةٍ، للقضاءِ على المشروعِ الاسلامي! فاذا لم ننتخبهُ في المرَّة القادِمة فسيقضي المُتآمرون على المشروعِ الاسلامي قضاءً مُبرماً!.

   إِذن، يجب أَن نُعيدَ إِنتخابهُ! لحماية المشروع الاسلامي! فهو وحدهُ القادر على ذلك! إِنَّهُ قائد الجمع المؤمن! وزعيم محور المقاومةِ!.

   آخر هدَّدنا بانتشارِ الإِلحاد في الْعِراقِ فاذا لم ننتخِب [العَمائِم] وتحديداً هوَ! فسيعمُّ الإلحاد والكُفر بلاد الرَّافدين!.

   أَيُّها النَّاخب، أَيَّتُها النَّاخبة؛

   أُكتبوا كلَّ شيءٍ ودوِّنوا التَّفاصيل لتعودوا لها عندما تريدونَ أَن تقيِّموا لتختاروا، فاذا لم تكتُبوا تنسوا! وإِذا نسيتُم فقدتمُ العزمَ على التَّغيير والاصلاح وستستنسخونَ الفاسدينَ والفاشلينَ مرّةً أُخرى!.

   في الآيةِ المُباركة فانَّ الله تعالى ربطَ بين العلم والعزم، فمَن علِم عزمَ على الاصلاح ومن نسِيَ فلَّ الجهلُ ساعدهُ.

   يقولُ تعالى {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}.

   علينا أَن نتذكَّر كلَّ شيءٍ لحظة الاختيار، فلا ننسى الذي أَضاعَ نصف الْعِراقِ عندما سلَّمهُ للارهابيِّين ليدمِّروا كلَّ شيءٍّ! وبسببِ ذلك إِستُشهدَ لحدِّ الآن في الحَرْبِ على الارْهابِ من متطوِّعي الحشد الشَّعبي فقط الذين لبَّوا نداء فتوى الجِهاد الكِفائي أَكثر من (٥٢) أَلف شهيد!.

   نتذكَّر الذي تسبَّب بالفشل الذي أَصاب الْعِراقِ!.

   نتذكَّر مَن ظلَّ يتستَّر على الفساد والفاسدين حتَّى بدت خزينة الدَّولة {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا}!.

    نتذكَّر مَن أَهدر أَموال الْعِراقِ وأَضاعها بأَكثر من (٦٠٠٠) مشروعٍ وهميٍّ!.

   إِنَّ النِّسيان يقودنا الى الفَشَلِ، ولذلك ينبغي أَن نعملَ من الآن على تنشيط الذَّاكرة فلم يبقَ أَمامنا إِلّا القليل لنقفَ أَمامَ إِستحقاقٍ إِنتخابيٍّ نيابيٍّ جديدٍ!. 

   فاحذروا النِّسيان أَيُّها العراقيُّونَ!.

   إِذا سمعتُم فاسداً يتحدَّث عن النَّزاهة فواجهوهُ بفسادهِ بِلا مجاملةٍ وبِلا خوفٍ أَو تردُّد! أَو على الأَقلِّ تجنَّب مدحهُ واستنساخهُ!.

   وإِذا سمعتُم فاسداً فاشلاً يتحدَّث عن تبنِّيه لمشروعٍ إِسلاميٍّ فواجهوهُ بجرائمهِ وماذا فعلَ بالعراقِ على مدى سنين طويلةٍ قضاها بالسُّلطة! حتَّى لا نستنسخ نموذج [عبد الله المؤمن]!.

   ولنتذكَّر فانَّ مَن ينسى رسالتهُ أَو يتناساها فسوف ينساهُ الله تعالى فلا يصيبهُ من رحمتهِ شيئاً، كما في قولهِ تعالى {قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ}.

   إِنَّ الاصلاح والتَّغيير وتحسين الأَداء وحُسن الاختيار كلَّها مفردات لجوهرٍ واحِدٍ هو رسالات الله تعالى وآياتهِ! فمَن ينساها أَو يتناساها فهوَ من مصاديق الآيةِ الكريمةِ أَعلاهُ شاءَ أَم أَبى!.

   ١ حزيران ٢٠١٧

                            لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

‏Face Book: Nazar Haidar

‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

(804) 837-3920 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here