النجف: انتقادات لزج الاطفال في دورات تشجع على العنف

شهدت محافظة النجف ردود افعال غاضبة بشأن دعاوي ومحاولات بعض الاطراف والاحزاب وخصوصا الدينية، لزج الاطفال باتجاه حمل السلاح والدخول في دوامة الصراعات والعنف، بدل العيش في اجواء الطفولة التي تتسم بالبراءة والعيش في السلام.

وتفاجأ المراقبون والمعنيون بشؤون الطفولة في محافظة النجف بما كتب على يافطة، تدعو الاطفال واليافعين الى تسجيل اسمائهم للمشاركة في دورات سريعة تفتتح خلال شهر رمضان للتدريب على السلاح وفنون القتال بأنواعها المختلفة.

وأثارت تلك الدعوة موجة من الغضب والاستهجان على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين الدعوة التي حملتها اليافطة للتدريب على الاسلحة والفنون القتالية بانها دعوة صريحة الى عسكرة المجتمع، وهي بمثابة الدعاوي التي كانت الانظمة السابقة في البلاد تحملها بشأن الشباب.

وقال مواطن نجفي بان محافظة النجف شهدت قبل ايام من شهر رمضان تصعيدا خطيرا بحق الطفولة والمجتمع النجفي بصوة خاصة والمجتمع العراقي بصورة عامة، مؤكدا ان بعض الاحزاب الدينية بدأت باستغلال الحشد الشعبي لمحاولة زج الشباب والاطفال باتجاه العنف وزرع لغة السلاح والعنف بدل زرع لغة المحبة والسلام في النجف.

واشار مواطن اخر الى انه “رغم قرار محافظ النجف والجهات الاخرى بمنع تدريب الاطفال على السلاح ،الا ان القوانين والتي تمنع تلك الظاهرة لا تطبق كون الاحزاب اقوى من الحكومة في المحافظة” وطالب الجهات التي تقوم بانخراط الاطفال في حمل السلاح “بالكف عن تلك السياسية التي توسع من ظاهرة حمل السلاح في الشارع”، داعيا الى “انحسار السلاح في يد القوات الامنية الرسمية فقط، ومنع تسليح الاطفال”.

من جهتهم دافع اصحاب الدعوة والقائمون على مشروع تدريب الاطفال على الاسلحة والفنون القتالية في النجف، دافعوا عن مغزى الاعلان مؤكدين ان” الغرض من دورات التدريب المفتوحة للشباب، هو تجهيز الشباب بفنون القتال وتزويد ساحات المعارك بمقاتلين جدد”.

وفيما يتعلق بدورة الاشبال، قال القائمون على المشروع “انها تعتمد على التمارين البدنية السويدية والمحاضرات الدينية، وهي مرخصة من قبل السلطات الحكومية في محافظة النجف”، واوضح أحد المدربين أن “صيغة الاعلان المكتوبة على اللافتة التي حملت الدعوة ،اوحت الى اشياء اخرى ربما غير مفهومة مما ادت الى اخراج الدعوة عن مسارها ومفهومها الحقيقي”، مشيرا الى ان الاطفال الذين يشاركون في الدورة يمارسون يوميا انواعا من الرياضة والتدريبات والتمارين البدنية الخفيفة ولا يمارسون تدريبات ثقيلة أو صعبة خوفا من اصابتهم بأذى وان الاطفال يتلقون محاضرات عقائدية بعد اكمال تمريناتهم البدنية بشكل يومي ووفق منهاج وضع من قبل القائمين على الدورة”.

وقال مدرب آخر إن “هذه الدورات تأتي ضمن الدورات التدريبية التي يتم افتتاحها كل عام وفي شهر رمضان بالذات، لشباب المدارس ممن اكملوا الدراسة ولديهم الرغبة في التدريب ،مؤكدا بان بعضا من الشباب يتم سوقهم الى جبهات القتال وفق الحاجة وبناءا على رغبة الشاب الذي يتطوع للذهاب الى المعركة، فيما يبقى الاخرون في دورات التدريب والتأهيل، مشيرا الى وجود انواع من التدريب ومنها العنيفة التي تقوي القدرة البدنية لدى الشباب الراغبين في هذا النوع من التدريب، والثاني هو التدريب على الاسلحة الخيفة والمتوسطة فقط” .

ولا يختلف اثنان على اهمية التمارين الرياضية على صحة الأطفال واليافعين ،ولكن عبرالاندية والفرق الرياضية وفي الساحات المخصصة لذلك وفق القوانين والتعليمات المعمولة بها.

أما ادخال الاطفال في معسكرات التدريب بذريعة اجراء التمارين الرياضية، اصبح نقطة التساؤل والاستنكار لدى المنظمات المدنية التي تعنى بشؤون الاطفال، بالاضافة الى الاوساط الشعبية التي استنكرت جميعها تلك الظاهرة ورفعت الصوت للمطالبة بحماية صحة الاطفال النفسية قبل البدنية.

من حسام الكعبي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here