بريشة رسام لم تكتمل لوحة وطن.

علي الحسيني.
    بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية البعثية، دخلت المعارضة العراقية الى الساحة السياسية الفارغة، التي كانت عبارة عن مغنم في نظر البعض منهم، هؤلاء الذين كانوا يعتاشون على الدولار، اذرع الأخطبوط الغربي الخفية، الذين صدموا بسرعة تشخيصهم وتحديد الاعيبهم من قبل مارد السياسة العراقية في العصر الحديث.
   عبد العزيز الحكيم، زعيم السياسة العراقية، والذراع الحديدي، الذي كان يحمل الكثير من أعباء السياسة عن كاهل أخيه الأكبر وزعيمه السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف، الذي خلف أعباء أخرى بعد أستشهاده في سنة 2003 على عاتق هذا الخبير الذي أقلق بأفكاره المحتل الأمريكي، فقد جاء بأفكار الإصلاح مبكرا، على عكس الفكر الأمريكي في تحطيم البلاد بيد الآلة الأمريكية، ماديا ومعنويا، حيث فتحوا المصارف أمام ضعاف النفوس ليسرقوها، وحطموا البنى التحتية وكل مرافق الحياة ليعود العراق للعصور المظلمة كما خططوا له.
   وضع هذا السياسي المحنك طوقاً في عنق كل سياسي من هؤلاء القادمين الجدد، حيث دخلت مرجعية النجف الأشرف على الخط، هذا الجبل الأشم، حيث أن السيد عبد العزيز الحكيم كان ثقة مرجعية النجف وأمينها الوحيد، الذي ينقل ما تريده إلى باقي الأحزاب والكيانات السياسية العراقية.
   بعد هذا دارت العجلة السياسية في العراق ببطء شديد، بيد الحاكم المدني الأمريكي الذي جاء محملا بالأفكار والمشاريع الأمريكية الهدامة، التي نخرت وسرقت البلاد بشتى الوسائل، ولولا فضل السيد عبد العزيز الحكيم وبمساعدة المرجعية الرشيدة في تحشيد الجماهير، وتكوين الأئتلاف الوطني، الذي عجل في التصويت على الدستور، وتبني مشاريع كبيرة أهمها خروج المحتل من العراق، والاطاحة بالحاكم المدني الأمريكي، الثعلب الذي عرف سريعا بأن ميزان القوى السياسية العراقية أصبح بيد السيد الحكيم، لذلك حتى بعد أطاحته وجه الإعلام الدولي والعربي العميل، للنيل من السيد عبدالعزيز الحكيم وأفتعال أخبار كاذبة ضده لسنوات طويلة.
     طبعا أغلب مخططات الحاكم المدني الأمريكي نجحت، لوجود بيئة جاهزة عميلة متعاونة مع الجانب الأمريكي، ولوجود النفعيين والفاسدين الذين نهبوا خيرات البلاد ووضعوها في حسابهم الخاص، لتمتلء جيوبهم بأموال العراق المسروقة، وبهذا أختلط الأمر على الشعب العراقي، وفقد ثقته بالسياسيين العراقيين لعدم معرفة أغلب الناس بخط السيد عبد العزيز الحكيم وما يقدمه من تضحيات جسيمة لبلده.
   هذا كله لم يمنع السيد عبد العزيز الحكيم من التحرك الجاد، للمطالبة بتكوين الأقاليم التي تحفظ حقوق المحافظات الجنوبية المنتجة للنفط، لبنائها وتحسين واقعها العمراني المتهالك، وتكوين بنى تحتية رصينة، وأخراج تلك المناطق من دائرة الفقر والحرمان، فقد طالب بالفدرالية التي تضمن حقوق كل العراقيين على حد سواء، لكنه جوبه بالرفض من أقرب السياسيين الفاسدين الذين أشتركوا معه بالعملية السياسية، لأن هذا العمل سيضر بمصالحهم الشخصية والحزبية الفاسدة، ويعطي صورة جيدة لفكر وأستشراف السيد عبد العزيز الحكيم للمستقبل الصحيح والناجح لبلده وشعبه.
    يظهر لنا بعد ذلك بأن السيد عبد العزيز الحكيم أراد إيصال رسالة مفادها، أيها الشعب العراقي الحبيب، قد تجاهل أغلبكم أو قد نسى ما عانى آل الحكيم، من قتل وتشريد وتعذيب لأجل هذا الوطن، أعلموا إننا لن نتوقف إلا وأنتم سعداء منعمون تأخذون حقوقكم بكل عز وبكل كرامة، هذا طريقنا في خدمتكم واحدا تلو الآخر، نقدم لكم القرابين ونواجه بالنكران من الفاسدين، ولن نتوقف، كان جرحا إلى اليوم لم يندمل في قلب العراق، إنتقل إلى جوار ربه في الخامس من رمضان المصادف ٢٦ /٨/ ٢٠٠٩، مظلوما لم تكتمل فرحته في بناء عراقه الحبيب، الذي عاش بعيدا عنه جل عمره الشريف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here