نـهـر بـثـلاث ضـفـاف (*)

نـهـر بـثـلاث ضـفـاف (*)

يحيى السماوي

أيـتـهـا الـمُـقيَّـدةُ بـسـلاسـل نـبـضـي

الـمـحـكـومـةُ بـعِـشـقـي الـمـؤبّـد :

مـا أضيـق زنـزانـةِ الـدنـيـا

لـولا

نـافـذةُ الـحـب !

*
حـيـن رأيـتـكِ

إكـتـشـفـتُ أنّ قـوسَ الـقـزح

يُـمـكـن أنْ يـتـألَّـفَ مـن لـونٍ واحـد

وأنّ الـوردةََ الـواحـدة

يـمـكـن أن تـكـون بـمـفـردهـا حـديـقـة

*

نـهـرُكِ الـذي شـربـتُـهُ قُـبـلـةً قُـبـلـة ذات لـقـاء

ذرَفْـتُـهُ

دمـعـةً دمـعـة ذات وداع

*

حـيـن مَـسَّـدَتْ نـحـلـةُ فـمـي زهـورَ شــفـتـيـكِ

سـالَ الـشـهـدُ مـن قـلـمـي

وسـطـوري غـدتْ بـتـلاتِ نـجـوم

*

يـومُـكِ أمـسـي .. وغـدي يـومُـك ..

مُـذْ أنـقَـذَتِـنـي مـنـي وأطـفـأتِ حـرائـقـي بـنـارك

ونـحـنُ :

قـوسٌ وسـهـم ..

مـحـراثٌ وتـنُّـور ..

ومـحـرابٌ وصـلاة

وحـدُهُ تـنـورُكِ  مـا يـمـلأ صـحـونَ مـائـدتـي

ولـيـس مـا يـمـلأ واديـكِ الـعـمـيـقَ

إلآ سـيـولـي

*
نـهـرُكِ الـمـمـتــدُّ مـن قِـمَّـةِ رجـولـتـي

حــى أخـمـصِ أنـوثـتـِك

صـرتُ ضِـفـتَـه الـثـالـثـة !

*

يـوم تـسـلّـقـتُ نـخـلـتـكِ قُـبـلـةً قُـبـلـة

ســقـطـتُ مـغـشـيّـاً عـلـيـكِ

مـن أثـر الـلـذة

وكـمـا يـتـلاشـى الـدخـانُ فـي الأعـالـي

تـلاشـتْ أمـطـاري فـي واديـكِ

مـوقـظـةً عـشـبَ ربـيـعِـك

فـي صـحـراءِ خـريـفـي

*

فـمُـكِ لـيـس شـيـطـانـاً

فـلـمـاذا لا يـقـبـلُ الـعـشـقُ حَـجَّ فـمـي

إلآ بـعـد رمْـيِـهِ بـسـبـعِ بـاقـاتٍ

مـن زهـورِ الـقُـبُـلات ؟

 

*

حـيـن عـقَـدَتِ الـحـديـقـةُ قِـرانَ مـيـاسـمـي عـلـى تُـوَيـجـاتـك

آمـنـتُ أنّ ” الـقـنـاعـةَ كـنـزٌ لا يـفـنـى ”

فـأنـا يـكـفـيـنـي مـن كـلِّ الـدنـيـا :

خِـدرُكِ

وكـأسٌ مـن زفـيـرِك

وطـبـقٌ مـن خـبـز تـنـورك

مع لـحـافٍ مـن دفـئِـكِ يـسـتـرُ عـورةَ

شِـتـاءات جـسـدي !

*

مـنـذ أربـعـةِ أنـهـارٍ وخـمـسـةِ جَـداول

وأنـا بـسـتـانٌ عـلـى سـعـةِ الـعـشـق

عـاصـمـتُـهُ نـخـلـتُـك

*
لا عُـشَّ كـشـفـتـيـكِ يـلـيـقُ

بـعـصـفـور فــمـي

*

أكلُّ هـذه الـبـحـارِ/الـصـحـارى / الـغـابـاتِ / الـتي بـيـنـنـا

ونـحـن أكـثـرُ اقـتـرابـاً

مـن شـفـتـيـن مـضـمـومـتـيـن !

 

***

(*) من كتابي ” حديقة من زهور الكلمات/ نصوص نثرية  ” الذي سيصدر منتصف الشهرالجاري عن مطابع تموز الدمشقية  ضمن إصدارات مؤسسة المثقف العربي .

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here