نعم سماحتك.. لنضرب الملحدين!

عباس الكتبي

أثارت دعوة السيد عمار الحكيم – لضرب الملحدين بيدٍ من حديد، من خلال احدى محاضراته الرمضانية، التي يلقيها في مكتبه كل مساء – حفيظة بعض المدنيين، فقاموا بالرد على هذه الدعوة، بكلامٍ سوّقوه للناس من خلال الاعلام، ان الحكيم كان مراده من الضرب هو العنف والاعتداء.

الاحظ في الآونة الأخيرة، كثُرت أساليب التدليس، والخداع، والمراوغة، والمكر، والنفاق، عند أغلب الإعلاميين ويمكن ان نعبّر عنهم بالقول: لا توجد عندهم نزاهة إعلامية. وهناك فيهم، من وقع نتيجة الجهل، من غير قصدٍ وعمدٍ.

الكلام الذي يصدر منّا كبشر، أحياناً له معنى واحد لا غير، ومرةً له معاني عديدة، كما هو واضح عند اللغويين، والمنطقيين، فالكلام أو اللفظ، الذي له معاني متعددة، نعرف المعنى المراد بعينه من بقية القرائن الموجودة بالكلام، التي تدل عليه.

على سبيل المثال-وهو محور حديثنا- نأخذ لفظ(ضرب)، فأن له في معاجم اللغة معاني عديدة، وأما اذا اخذناه بالمفهوم المنطقي، فأيضاً له مصاديق كثيرة، و”الضرب” له معاني مادية، من قبيل الاعتداء على الآخرين بقتلهم أو اصابتهم، أو معنوي فكري، كالأضراب، والضرب الحسابي، وغيرها كثير من هذه المعاني، فزبدة القول ان قرائن الكلام الأخرى، هي من تدل على مقصود المتحدث لمعنى الضرب.

بعض المحسوبين على التيار المدني، من زملائنا الإعلاميين، أنبروا كمدافعين عن الإنسان، أو حقوق الإنسان، أو حرية الفكر، والاختيار، وهي عناوين وشعارات طويلة وعريضة، جيّروا أو سخّروا، لمصلحة ما، أو لسوء فهم، دعوة الحكيم الى(ضرب الملحدين بيدٍ من حديد)، أنها تدعو الى التطرف العنف والإرهاب ، وهي تماماً كداعش لا فرق بين الإثنين!

ثم أخذوا يتسآئلون على نحو الإستنكار ، هل المحلد من يفخخ ويقتل الناس، هل الملحد من يفجّر نفسه في الإسواق، وهلم جرا، من هذه الإستنكارات ، التي تبرئ الملحد، وتدين المسلم في ارتكاب الجرائم!! لا أريد ان ادخل في موضوع الملحدين وما ارتكبوه من جرائم في التاريخ، سابقاً وحالياً، وما فعلوه من تصرفات وسلوكيات، يقال عنها اليوم ارهابية.

من حقنا أن نسأل أيضاً، ولو سؤالا واحداً: من هو الذي تصدى لهؤلاء الإرهابيين، الذين تقولون ان الملحد بريء منهم ولم يفعل أفعالهم؟ هل كان الملحدون؟! بل ان تسائلهم الذي ذكرناه قبل قليل، حصروا فيه الدين الإسلامي وأختزلوه بالدواعش فقط، ولا كأن اغلب المسلمين تبرؤا من هذه الأفعال الإرهابية، وكأنّهم يريدوا ان يقولوا لنا، انتم المسلمون ارهابيون، فإذا ثنيت الوسادة للملحدين في الحكم والسلطة، ماذا سيفعلون بنا، إذا من الآن يصفون الإسلام بالارهاب !؟

نأتي الآن الى كلمة السيد الحكيم، التي دعا فيها الى ضرب الملحدين، كيف حرفت عن موضعها، ووجهت الى معناها غير المراد منها؟ نص الكلمة وهي منشورة على صفحاته الشخصية، في مواقع التواصل الإجتماعي:( حذرنا في الامسية الرمضانية الثالثة من شيوع ظاهرة الالحاد وتعاطي المخدرات في المجتمع ، واشرنا الى ان هناك ممتعضين من تمسك المجتمع العراقي بثوابته الدينية ومن علاقته بالله سبحانه وتعالى ، ودعونا الى مواجهة هذه الافكار الدخيلة على المجتمع بالفكر والضرب بيد من حديد على داعمي  هذه الافكار وتعرية الاساليب التي يعتمدونها في نشرها)، ليس المقصود بالضرب هنا المادي “العنف والقتل”، بل المقصود كما هو واضح من القرائن، الضرب المعنوي، يعني مواجهة الفكر بالفكر، وضرب الفكر بالفكر، كما ان السيد الحكيم، معروف باعتداله ووسطيته، ودعواته للوئام المجتمعي، وعراق خالياً من العنف، أشهر من نارٍ على علمٍ.

لذا نحن بدورنا نؤيد السيد الحكيم، وندعوا الشباب المسلم المؤمن الى التسلح بالفكر والمعرفة والثقافة، للتصدي ومواجهة التيارات الإلحادية والعلمانية، فالمنافسة اليوم في الساحة، منافسة وصراع فكري، ومن لم يمتلك دفاع متين، وهجوم قوي، فأنه يتلقى أهداف غزيرة، تخترق منظومته وشبكته الفكرية، وبالتالي يخرج من دوري الأبطال!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here