الجوق الموسيقي لشرطة واسط يأخذ دور “أبو طبيلة”

واسط / جبار بجاي

كثيرة هي المبادرات المجتمعية التي تقوم بها قيادة شرطة واسط بهدف خلق حالة من التواصل بين المواطنين وتقديم ما يمكن تقديمه لهم على مختلف الأصعدة، إذ وصلت تلك المبادرات الايجابية والفعالة الى شهر رمضان حين سجلت فرقة الجوق الموسيقي التابعة إلى قيادة شرطة المحافظة، مبادرة ربما تكون فريدة من نوعها حين قامت بأخذ دور “أبو طبيلة” خلال ليالي الشهر الفضيل بهدف إيقاظ الصائمين للسحور.

الكثير من المواطنين عبروا عن سعادتهم بهذه المبادرة الجميلة التي جاءت لكسر الموروث الشعبي في إيقاظ الصائمين عند وقت السحور، فيما اعتبر آخرون ظهور هذه المبادرة نتيجة لغياب أبو طبيلة (المسحراتي) وتراجع دوره في السنوات الأخيرة، لكنّ قيادة شرطة واسط صاحبة المبادرة تقول: أن هذه الفعالية تأتي ضمن المبادرات المجتمعية التي تقوم بها الشرطة لأجل خدمة المواطنين ومد جسور التواصل معهم.
ويقول قائد شرطة واسط، اللواء قاسم راشد زويد في حديث الى (المدى)، إن “قيادة شرطة واسط بكافة صنوفها الأمنية والاستخبارية والساندة لم تختصر جهودها على الجانب الأمني فقط وتحقيق الاستقرار وفرض سلطة القانون، إنما هي تسعى بشتى السبل المتاحة لمد جسور الثقة والتعاون مع المواطنين من خلال تفعيل المبادرات المجتمعية وهذا جزء مهم وفعاّل في عملنا”.
وأضاف زويد، أن “في هذه السنة كما في العام الماضي كلفنا فريق الجوق الموسيقي ليقوم بدور أبو طبيلة في بعض مناطق مدينة الكوت بهدف إيقاظ الصائمين عند السحور، والقصد من المبادرة هو اجتماعي بالأساس وليس لحاجة ماسة الى ذلك، فنحن نريد التواصل مع المواطنين في مختلف الفعاليات الاجتماعية وتقديم الأفضل والأجمل لهم”.
وذكر قائد شرطة واسط، أنه “مع بداية رمضان باشر الفريق مهامه في كل ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل واخترنا بعض المناطق والأحياء الشعبية ليكون الجوق الموسيقي هو من يقوم بدور المسحراتي ، فكانت المهمة ناجحة وخلقت حالة من التواصل مع أهالي المنطقة بخاصة الأطفال الذين يهرعون دائما لرؤية أبو طبيلة عند مروره ليلا في رمضان”.
وأشار زويد إلى أن “مهمة الفريق لم تنحصر في حي سكني واحد، بل تم اختيار عدد من المناطق منها، حي الجهاد والعزة والكريمية وحي الحوراء وكذلك الفلاحية والحيدرية وغير ذلك من الاحياء السكنية التي سجلت حضوراً جديداً لـ(أبو طبيلة) من خلال فريق الجوق الموسيقي لشرطة واسط بالزي الرسمي الجميل وباستخدام الآلات التي يستخدمها الجوق الموسيقي والتي من أهمها الطبل والدمام”، مبيناً أن “هذه الرسالة الايجابية لهذه الفعالية، هي تجسيد العلاقة المجتمعية ما بين الشرطة بصنوفها كافة وما بين أفراد المجتمع وهي علاقة نحرص دائماً على تطويرها نحو الأفضل”.
من جانبه يقول رئيس فريق الجوق الموسيقي لشرطة واسط ماهر شمال عواد لـ(المدى)، إن “هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي نقوم بهذا العمل أو هذا الدور خارج عملنا الرسمي الذي عادة ما يتعلق بالمناسبات حيث نعزف النشيد الوطني أو الموسيقى التي تواكب الحدث أو الفعالية”.
وأضاف عواد، أن “هذه المبادرة المجتمعية وجدناها جميلة وممتعة وخلقت تواصلاً جيداً مع السكان المدنيين الذين استغربوا بداية الأمر من وجود (طبالين) بلباس عسكري رسمي، حتى أخذ الكثير منهم يسألنا بهدف معرفة هويتها فكانت الدهشة كبيرة لدى الغالبية منهم حين عرفوا أننا نمثل الجوق الموسيقي لشرطة واسط”.
ويوضح عواد، أن “مهمة الفريق تبدأ عادة عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إذ نكون مهيئين لرحلة عمل تمتد إلى نحو الساعة الثانية والنصف ليلاً، نجوب خلالها العديد من المناطق والشوارع وسط قبول كبير من المواطنين الذين زاد تفاعلهم معنا أكثر، فبعد أن كان الصغار يتابعون خطوات المسحراتي ويسيرون معه ضمن المنطقة وجدنا الناس الكبار متفاعلين معنا ويقدمون لنا طعام السحور والشاي وغير ذلك من أشكال التعاون والمساعدة”.
ويقول زميله محسن فاضل إن “هذه المبادرة وأن تكررت للسنة الثالثة على التوالي لكننا وجدنا الناس منسجمة معها تماماً وهناك من أصابته الدهشة خاصة الذين لم يتعودوا على اسلوب المسحراتي الجديد في مدينة الكوت والذي ظهر هذه المرة بفرقة جوق عسكري منظمة ومرتبة وتحمل الطابع الرسمي.”
وأضاف فاضل، أن “بعض المناطق والأحياء السكنية التي نعمل فيها تشكو غياب أبو طبيلة في السنوات الأخيرة وتراجع دوره ووجودنا بينهم خلال أيام رمضان لغرض إيقاظهم للسحور ولّد لديهم ارتياحاً كبيراً وهذا الارتياح أصبحنا نشعر به كثيراً من خلال الصبية والشباب الذين يسيرون معنا ويشاركوننا المهمة وهم فرحون”.
من جانبه يقول الحاج بدر عبد المحسن إن “شرطة واسط سباقة دائماً في تنفيذ الفعاليات المجتمعي كما عودتنا ولعل دورها مثلاً في حملة تأهيل عدد كبير من المدارس خير مثال على ذلك، إضافة إلى الفعاليات والمبادرات الاخرى”.
وتابع عبد المحسن قوله، “نحن اليوم وفي هذا الشهر المبارك أمام مبادرة جديدة تقوم بها شرطة واسط وعمل نوعي بهدف مد جسور التواصل مع المواطنين من خلال تسخير فريق الجوق الموسيقي ليقوم بدور أبو طبيلة هذه الأيام”.
ويضيف عبدالمحسن لـ (المدى)، أن “شرطة واسط ومن خلال هذه المبادرة فقد كسرت الموروث الشعبي لشخصية أبو طبيلة التراثية من خلال فريق الجوق الموسيقي الذي أدار المهمة بشكل جيد وولّد ارتياحاً كبيراً بين الأهالي”.
بدوره، يذكر الطفل أمجد جواد أن “أيام شهر رمضان تشهد حالة من الحركة والتفاعل من قبل الأطفال مع أسرهم أكثر من الأيام الأخرى، فنحن نحرص على السهر لحين موعد السحور كي نتناول الطعام مع الصائمين وهي حالة نعتز بها كثيراً”.
وأضاف جواد “نحن لم نعرف حقيقة أبو طبيلة ولم نره لكننا نسمع عنه الكثير من الحكايا من قبل جداتنا، غير أننا وجدنا تلك الشخصية التي تقوم بمهمة ايقاظ الصائمين إلى السحور تختلف كثيراً عما رأيناه في الواقع وهو وجود فرقة موسيقية مرتبة تؤدي هذه المهمة”.
فيما يوضح زميله أحمد ماجد أنه “لا فرق لدينا بين أبو طبيلة الفلكلوري الذي لم نره وبين أبو طبيلة الحالي، المهم إننا استمتعنا كثيراً مع الجوق الموسيقي لقيادة شرطة واسط وهم يؤدون معزوفات موسيقية بعد منتصف الليل”، مبيناً أن “هذه المبادرة كسرت أيضا حاجز الخوف الموجود لدى الأطفال من الشرطي، فهو اليوم صديق لدينا نحرص على رؤيته ليلاً وأحيانا السير معه بعض الوقت مستمتعين بوجوده وما يقوم به من قرع على الطبول لإيقاظ الصائمين للسحور”.
وأبو طبيلة أو المسحراتي مهنة تطوعية لا يحصل ممتهنها على أموال سوى هدايا بسيطة يهبها له أبناء محلته أو منطقته صبيحة اليوم الأول من العيد يطلق عليها تسمية العيدية، ويقوم أبو طبيلة بمهمة إيقاظ الصائمين الى السحور مستخدماً طريقة القرع على الطبول ومستخدما البوق يوم كانت وسائل التنبيه للوقت معدومة وغير متوفرة خلافاً لما نحن فيه اليوم حيث تكثر المنبهات ومنها أجهزة الموبايل التي تستخدم مختلف النغمات للتنبيه للوقت المحدد أو المطلوب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here