الذكرى السنوية لرحيل الشهيد الصائم السيد محمد عارف آل نصر الله

فؤاد المازني

ديباجة شهر رمضان المبارك لا شك أنها تختلف في مضامينها عن باقي الأشهر بكل أبعاد الإختلاف المتعارف بين الأشياء كما وأن معظم مفردات هذا الشهر تختلف في تعبيراتها وتفسيراتها عن ذات المفردات في باقي الشهور ، وإذا ما تطرقنا الى الكيفية التي يكون فيها التعامل الإنساني ووجوب التمسك به نرى أن هذا الشهر تتظافر فيه كل الجهود الإنسانية فيما بينها من الألفة والمساعدة والتعاون والتعاضد لترسم صورة مشرقة للإنسانية بغض النظر عن الأمور الجانبية من دين أو معتقد أو منطقة أو عشيرة أو حتى تبعية سياسية لجهة معينة دون غيرها ، وبالتالي فإن حرمة الإنسان وحرمة التعدي عليه وحرمة سفك دمه في هذا الشهر من أعظم الجرائم وأكبرها قياسآ مع الأشهر الأخرى وإن كانت الجريمة هي جريمة بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق يعتبر أي فرد خارج الحضيرة الإنسانية إن سولت نفسه التعدي على الآخرين وإجحاف حقوقهم وعدم تقديم العون لهم وهو يعلم علم اليقين بحاجتهم الماسة للمساعدة والعون إن كان يعرف فضل شهر رمضان وبركاته وكرمه على العباد من رب العباد ، فضلآ عن الإقدام  بالتعدي على الأنفس وتصل به الدناءة والخسة الى زهق أرواح الأبرياء دون أي مسوغ وأي ذنب وعلى أقل التقادير بدون سابق إنذار لهم ليتجنبوه ويبتعدوا عن عمله الإجرامي اللعين . مثل هذه الأعمال والتي لا تمت للإنسانية بشئ لا يقدم عليها إلا من سولت له نفسه بهتك الحرمات دون خوف من عواقب الأمور في الدنيا والآخرة ودون أي وجل وتأني من أي رادع يردعه ويحاسبه ويعاقبه ويقتص منه في الدنيا ليكون عبرة للرعناء أمثاله ، وهذا ماحدث بالفعل قبل عام في كربلاء المقدسة في عصر أحد الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك وفي أحد أحيائها المكتضة بالمتبضعين كبارآ وصغارآ جلهم من الصائمين والعاقدين العزم على إستكمال متطلبات عوائلهم التي تنتظرهم ليتجمعوا معآ على موائد الإفطار مبتهلين للباري سبحانه وتعالى بقبول الصيام ويفطروا على ماأنعم الله به عليهم من الرزق الحلال الطيب ولكن..!!!
كمن لهم الغدر غيلة وحينها في لحظة أقدم مجرم لعين على تفجير المكان بمن فيه لتتناثر أجساد الصائمين الأبرياء وتختلط الأشلاء مع ماتبضعوه لإفطارهم وتسيل الدماء في أطراف كربلاء وتفجع العوائل بمصاب فلذات أكبادها وتحزن موائد الإفطار لفقد الصائمين . وهاهي اليوم العوائل المفجوعة جاءت لذات المكان لتقيم حفلآ تأبينيآ في الذكرى السنوية لرحيل الشهداء ولتشم عبق الشهادة متوشحين لباس الحزن وتستعيد معهم الذاكرة من الحياة الى الفاجعة وجاء مع الركب الأهل والأصدقاء والمحبين وغاب عن الحضور كعادتهم كل الحكومة المحلية ومسؤوليها ورموزها وأحزابها ومن يلعق فتات موائدها .. إن لم تحضروا مشاهد الشهداء وأماكن شهادتهم ومحافل تأبينهم وتقفوا مع عوائل الضحايا فتبآ لكم وسحقآ ..
لروح السيد الجليل الشهيد الصائم محمد عارف آل نصر الله وأرواح الشهداء السعداء الفاتحة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here