حسين الصدر يُكذّب رسالة باقر الصدر إلى صدام : ما الذي يجري ؟!

بقلم : محمد سيد خلف الصافي – صوت العراق

المراسلة الأخيرة بين المجرم صدام حسين و السيد محمد باقر الصدر , هي على درجة من الشيوع حيث تجدها ملقاة على قارعة الأنترنت , و فيها من أعاجيب الشجاعة ونفاذ البصيرة في قراءة مستقبل البعثيين , و كأنها شهادة شاهد عيان اليوم , وليست نبوءة قارئ للغد كتبها بالأمس . مسبوكة ببلاغة لغوية تشي ببلاغة فقيه تَمَثّلَ رسائل الأولين بين الطغاة و الأولياء . و خير مثال هو الرسائل المتبادلة بين الإمام علي و الدعي معاوية . و اليك نص الرسالتين مما شاع نشره , وصار موضع شاهد أكيد ليس بموضع شك لفرط تكراره .                                                    رسالة صدام حسين للشهيد محمد باقر الصدر

لعلك تعلم إن مبادئ حزبنا منبثقة عن روح الإسلام وان شعاراتنا التي نطرحها هي شعارات ذلك الدين السمح لكن بلغة العصر. وان الذي نريد تطبيقه على واقع الحياة على الاقل في وقتنا هذا هو أحكام الشريعة الغراء ولكن بلون متطور رائد يُلائم هذه الحياة الصاعدة

وإننا نحب علماء الإسلام وندعمهم ما داموا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم من شؤون السياسه والدولة ولاندري بعد ذلك لماذا حرمتم حزبنا على الناس؟، ولماذا دعوتم الى القيام ضدنا ولماذا ايدتم اعدائنا في ايران؟.

وقد انذرناكم ونصحنا لكم واعذرنا اليكم في هذه الامور جميعاً غير انكم ابيتم واصررتم ورفضتم الا طريق العناد مما يجعل قيادة هذه الثوره تشعربانكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وانتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها؟.

وقد اقترحت رأفة بكم ان نعرض عليكم امور ان انتم نزلتم على رأينا فيها امنتم حكم القانون وكان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة والجاه الكبير والمنزلة الرفيعة لدى الدوله ومسؤوليتها تقضي بها كل حاجاتكم وتلبي كل رغباتكم، وان ابيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم سارياً عليكم مهما كانت الاحوال

وامورنا التي نختار منها ثلاثه لا يكلفكم الا تنفيذها اكثر من سطور قليله يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسميه وحديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعود بعد ذلك مكرمين معززين من حيث انتم اتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم والتكريم ما لم تره عيونكم وما لم يخطر على بالكم. –

1.      اول تلك الامور هو ان تعلنوا عن تاييدكم ورضاكم عن الحزب القائد وثورته المظفره. –

2.      ثانيهما ان تعلنوا تنازبكم عن التدخل في الشؤون السياسيه وتعترفوا بان الاسلام لا ربط له بشؤون الدوله. –

3.      ثالثهما ان تعلنوا تنازلكم عن تاييد الحكومه القائمه في ايران وتظهروا تأييدكم لموقف العراق منها.

وهذه الامور كما ترون يسيرة التنفيذ، كثيرة الاثر جمة النفع لكم من قبلنا فلا تضيعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم.

(رئيس مجلس قيادة الثورة، صدام حسين)

 

نص رسالة الشهيد السيد محمد باقر الصدر إلى صدام حسين

لقد كنت احسب انكم تعقلون القول وتتعقلون، فيقل عزمكم الزام الحجة، ويقهر غلوانكم وضوح البرهان، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافيه ارجو اصلاحكم، وكاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلا حكم، وابنت لكم من امثلات الله ما هو حسبكم زاجراً لكم لو كنتم تخافون المعاد ونشرت لكم من مكنون علمي ما يبلوا غلوتكم لو كنتم الى الحقيقة ظمأ، ويشفي سقمكم لو كنتم تعلمون انكم مرضى ضلال ويحييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون أنكم صرعى غواية

حتى حصحص أمركم وصرح مكنونكم أضل سبيلاً من الأنعام السائبة وأقسى قلوباً من الحجارة الخاوية واشره إلى الظلم والعدوان من كواسر السباع لا تزدادون مع المواعظ إلا غياً ومع لزواجر إلا بغياً أشباه اليهود وأتباع الشيطان، أعداء الرحمان قد نصبتم له الحرب الضروس وشننتم على حرماته الغارة العناء وتربصتم بأوليائه كل دائرة وبسطتم إليهم أيديكم بكل مسائة وقعدتم لهم كل مرصد واخذتموهم على الشبهات وقتلتموهم على الظنة على سنن آبائكم الاولين، تقتفون آثارهم وتنهجون سبيلهم لا يردعكم عن كبائر الاثم رادع ولا يزعجهم عن عظائم الجرم وازع، قد ركبتم ظهور الاهواء فتحولت بكم في المهالك واتبعتم داعي الشهوات فاوردكم اسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر واقمتم كمائن الغدر،

لكم في كل ارض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الابرياء شرهين، فانتم والله كالخشب اليابس اعيى على التقويم او كالصخر الجامس انأى عن التفهيم فما بعد ذلك يأساً منكم. شذاذ الآفاق، واوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت واحفاد الفراعنة، واذناب المستعبدين.

اظننتم انكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلونني، وليس الموت الا سنة الله في خلقه {كلاً على حياضه واردون} أوليس القتل على ايدي الظالمين الا كرامة الله لعباده المخلصين،

فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من امرنا ولا تطفئون نورنا واعجب ما في امركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم. تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقيه لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين،

تباً لكم ولما تريدون، اظننتم ان الاسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع؟ او فيه شيئ من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهض الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخ ارف خادعة من الطين، اتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه فو الله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد، فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظرون لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات متبلى من الرسوخ والثبات، قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان دون ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضباً امر وان الذي يريدونه مني نوعاً من المحال لا تبلغوه على اية حال
فوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الامصار فولوا الى شتى الامصار واورث الله المستضعفين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجددعلى افواه الناس وصفحة سوداء في أحشاء التأريخ.( إنتهى الإقتباس من النت )

و أخيرا  جاء مقال السيد حسين الصدر ( الفقيه المعمم المعارض المعروف لنظام صدام ) , المنشور في العدد 3977-الأحد , حزيران ,2017 من
جريدة الصباح , بعنوان : هل للكذب ألوان ؟ – وفيه بعد أن يسرد أماثيل الوضع و الكذب على الرسول ص  و الصحابة و سواهم – يورد هذا المقطع :- ( و عمليات الكذب في الإسناد متواصلة حتى اليوم , و منها الرسالة المنسوبة الى الإمام الشهيد آية اله العظمى السيد محمد باقر الصدر – رضوان الله عليهم – الموجهة الى الدكتاتور المقبور و ماهي منه . ( إنتهى الإقتباس )
ممن هي يا ترى ؟! ومن أي شخصية سياسية في البلاد؟ وفي أي موقع حزبي هو الآن هذا الوضاع الوضيع الماكر ؟ .. و لماذا لايشاع تكذيب هذه الرسلة من مصادر عائلية أو  حزبية مقربة منه ؟ و ماذا عن مقولاته السياسية الأخرى التي نُقلت عنه و لم ترد في كتبه ؟! .. ما الذي جرى فعلاً ؟. ما الذي يجري تلفيقاً ؟؟!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here