( من هنا وهناك ) ( بين سجون البعث وسجون كندا ) ( حوار مع زبون )

( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا , ان يقتلوا , او يصلبوا , او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف , او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم ) المائدة 144
1 _ في 1_ 6 _ 978 كنت خارجا من المسجد في قضاء الحي بعد صلاة الجماعة بامامة الشيخ المرحوم عبد الامير قسام وكيل المرجع السيد الخوئي قدس سرهما , وقبيل وصولي البيت اوقفني شرطي الامن ( رسول ) ابن عم كريم ذبيح ( بقال ) وقال لي : ان ضابط امن الحي يريدك , فقلت له : دعني اخبر اهلي , فقال لي لقد اخبرتهم وكان كاذبا لم يخبرهم ولكن لحسن الحظ شاهدني في الطريق صديقي الشهيد المرحوم عبد الحسين ياسر الجوراني واخبر الاهل , وكان الجو حارا جدا واخذني الى دائرة امن الحي وابقيت في الشمس المحرقة في باحة الدائرة من الواحدة ظهرا حتى الرابعة الى ان جاء ضابط الامن ( ابو احمد ) فادخلت عليه وكان واضعا مسدسه على الطاولة وقال لي لماذا لم تنتم لحزب البعث , كم مرة انذرناك ؟ ( بالمناسبة استدعت للامن عدة مرات احداها مع صديقي خضير العقابي الموظف الصحي في الكوت كانت معنا بندقية صيد ولقينا بالطريق نفس الشرطي ( المخبر ) الوضيع رسول حيث اخذنا لضابط الامن واوقفونا لعدة ساعات وطلب مني ان اوقع على ورقة اتعهد فيها على انني لم انتم لاي حزب , فرفضت وقلت له انتم جلبتونا بسبب بندقية الصيد ام للتوقيع على التعهد ؟ ثم اطلق سراحنا ثم استدعيت للامن مرة اخرى بحجة طرح موضوعات دينية على طلابي بثانوية الحي حيث كتب الطلاب البعثيون التقارير علي ) قلت للضابط انا مستقل ولا اريد الانتماء لاي حزب سياسي حيث سجن اخي الكبير غير الشقيق المرحوم حوالي سبع سنوات لمشاركته بتظاهرة يوم 9 _ 2 _ 963 تهتف ( زعيمنا سلامات موتوا يارجعية ) فقال الضابط نحن ندفع راتبك , فقلت له درست 16 سنة وانا مدرس اتقاضى راتبا عن عملي , فقال : لا تتكلم معي بهذة الطريقة , تعال معي فاخذني الى غرفة مظلمة تقضي الى غرفة اظلم منها واجلسوني على مقعد وطلبوا مني خلع الحذاء وكان الجلاوزة اربعة وضابط الامن فجلب عصا في وسطها حبل ادخلوا رجلي في الحبل وامسك اثنان بي واثنان رفعا العصا وجلب ضابط الامن القذر سوطا وانهال بالضرب على رجلي بقوة , في الحقيقة حقدت على العراق الذي تحكمه اخس واقذر وانجس عصابة في التاريخ , كانت الدقائق الخمس رهيبة في الاحساس والشعور للالم الجسمي والنفسي وبعدها يخف الالم فيجبرونني على المشي ليزداد الالم وكنت لا اتمكن من المشي بصورة طبيعية كنت امشي على اطراف الاصابع لشدة الالم وقالوا لي امشي على قدميك فقلت لا استطيع فصفعني على خدي احد شرطة الامن الاوغاد فسالت من عيني عبرة واقسمت على ترك العراق وقلت اذا بقيت بالعراق لحظة ساكون احقر انسان لاني لا اسمح لابي بصفعي  وكرروا التعذيب , ثم اخذوني الى سجن انفرادي لا يتجاوز المترين ونصف المتر وسقفه عال جدا والارض متربة ويوجد ضوء خافت والمرحاض داخل السجن والرائحة النتنة كنتانة البعث وكنت افترش التراب والتحف سقف السجن واضعا حذائي تحت راسي وكنت جائعا جدا حيث لم اتناول الفطور وفي المساء اخذوني الى بيت حاكم الحي مكبل البدين وخرج حاكم الحي وقال لضابط  الامن كم تريد ان توقفه ؟ فقال له 3 اسابيع وانا استمع لحوارهما فقلت لعن الله البعث ضابط امن ربما لم يحمل الاشهادة الثانوية يتحكم بحاكم خريج كلية الحقوق ومارس المحاماة , وفي اليوم الثاني اصبت بالتسمم بسبب ( الكباب ) الذي يجلبونه لي والذي لا تاكله الكلاب واخذوني للمستشفى فقررت ان اقتل ضابط الامن ( ابا احمد ) اقسمت انه في طريقنا للمستشفى على نهر الغراف ساقوم بخنقه واحول مقود السيارة لتسقط بالنهر ولكن تبخرت احلامي حيث اخذوني مقيدا مع شرطي جلس بجانبي وفقدت اكثر من عشرة كغم من وزني ثم اخرجوني بكفالة وقال لي الضابط  لماذا لا تنتمي للحزب ؟قلت له لا يمكن الانتماء للاحزاب بالقوة, فقال لي هل اجبرناك ؟  ثم انعم الله علي بالهروب يوم 14 _ 7 _ 1978 ودرست بالمغرب والجزائر ثم جئت لكندا عام 1987
2 _ عدت لعملي كسائق اجرة في مدينة اتاوة بعد توقفي بسبب ( الديسك ) لمدة سنتين ونصف منعونا من العمل بالمطار وفي شهر اذار كان الجو باردا صعد معي شاب في العشرين من عمره لاخذة للبيت وفي الطريق فتح النافذة وكان الجو باردا وتنفس بعمق وقال : الحمد لله الهواء نقي لم اتنفس هذا الهواء منذ سنتين , فقلت اين كنت ؟ فقال في السجن , قلت له اتمنى ان لا تعود الى السجن ياابن اخي ( قال ان امه يمنية وابوه صومالي ) قلت له السجن للمجرمين , ابتعد عن رفاق السوء واخبرك انني كنت في السجن في العراق وكنت مدرسا ومدير ثانوية الاحرار بالكوت ولم اقترف اي ذنب وساصف لك السجن غرفة مظلمة مساحتها 2 مترمربع والمرحاض داخلها ولا يوجد فراش ولا سرير ولا وسادة ولا سجادة ولا مروحة والجو حار والاكل تعافه الكلاب ولم ابدل ملابسي طيلة مدة سجني ولما خرجت قلت لاهلي احرقوها فقاطعني الشاب وقال الحمد لله ان سجني هو فندق 5 نجوم مقارنة بسجنك  كل شيئ متوفرويجلبون لي افضل الفواكة واحسن الطعام ولدينا تلفزيون  فقاطعته ربما ارتكبت انت جنحة اما انا فقد حصلت على 5 كتب شكروتقدير من وزارة التربية لارتفاع نسبة النجاح في امتحان ( البكلوريا )  ولم اتغيب يوما واحدا طيلة 7 سنين , فلعن الله البعث القذرولعن الله من ارجع المجتثين للوزارات وكرمهم  لكي يبقى رئيسا للوزراء ويسكن المنطقة الجرباء ويسرق هو وحزبه نقزل للاوغاد الذين يحنون لعهد البعث الذي يحمل زورا شعار وحدة حرية اشتراكية , ماذا تسمون الحزب النتن الذي جراء السفلة المراهقين على التطاول على المدرسين الذين يصنعون الاجيال التي تبني العراق وتجعله مزدهرا , قال الجواهري في قصيدة القاها عام 1948 عندما شيدت ثانوية الحي
لو جاز للحر السجود تعبدا                        لوجدت عبدا للمعلم ساجدا
وقال شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا                              كاد المعلم ان يكون رسولا
وقال الجواهري
ياام عوف عجيبات ليالينا                      (  يرجعن بعثا محى حتى امانينا )
علي محسن التميمي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here