استفتاء من اجل الاستفتاء !

وسام جوهر
السويد 2017-06-07
اخيرا و بعد ما لوحوا كثيرا قررت قيادة الاقليم و فصائلها المتناحرة سياسيا اجراء الاستفتاء لتستند هذه القيادة على نتائجه في التعامل مع مسألة استقلال اقليم كوردستان من العراق من عدمه!
في الحقيقة نجده قرارا و استفتاء اقل ما يقال عنه فائض و لا لزوم له، وذلك لسبب والف سبب.
اولا و كأن القيادة لا تلجأ الى قرارات سياسية مهمة دون الرجوع الى الشعب، وهذا هراء في هراء لان قيادات الشرق الاوسط و القيادات الكوردية ليست استثناء عمرها لم ترجع الى رأي الشعب و لما تفعل ذلك وهي تجد نفسها الوصي الشرعي عليها و تملك هذه الشعوب امتلاكا.
اذا كان الاستفتاء رسالة الى الداخل الكوردي و الكوردستاني لالهائه عن همومه و معاناته الخطيرة، فبالكاد ستنجح هذه المحاولة وذلك لكبر و عمق المعاناة من جهة و اتساع رقعة الفساد الاداري و السياسي و المالي الى درجة من المستحيل ترقيعها بهكذا رسالة.
امّا اذا كان المراد من الاستفتاء ورقة ضغط على بغداد لتنبطح اكثر و لتقدم تنازلات اكثر فكل المعطيات و المؤشرات تشير الى عدم جدوى هذه الورقة فبغداد ليس بوسعها ان تنبطح اكثر ولو بمقدار مليمتر واحد لانها ستتفتت من شدة الانبطاح، وبغداد اليوم غير بغداد سنين العصر الكوردي الذهبي عشية سقوط بغداد و لقد تعلمت بغداد الشيعية واكتسبت دروسا قاسية في السياسة و فنونها المخادعة وهي تتمتع اليوم بانتصارات و قوة عسكرية اقوى من ان تهدد من قبل اية قوة عسكرية محلية اخرى بما فيها قوة الاقليم.
لا ندري اقليميا على من يا ترى تعول قيادة الاقليم في مشروعها هذا ؟ امّا الخليج فالذي فيه يكفيه بزيادة و امّا ايران فواضح انها اولا لا توافق بل ستعاكس ولها امتدادين في العراق لا يستهان بهما، الامتداد الشيعي و كذلك الكوردي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي و معه الكل السوراني ينظرون بعين القلق الحقيقي لاستقلال لا يرونه تحريرا و استقلالا حقيقيا بل شكليا لا يعود عليهم باقل المنافع.
سياسيا:
الاقليم من الناحية السياسية يعاني من حالة توتر و انقسامات شديدة جدا و الشارع الكوردستاني يعاني من احباط سياسي كبير بسبب ما اوصلته قيادة الاقليم اليه من حالة تشتت و تناحر سياسي مضر فالاقليم اليوم ابعد ما يكون من نظام سياسي ديمقراطي مستقر او حتى التوجه نحو هكذا نظام سياسي.
الفردية و التفرد سيد النظام السياسي في الاقليم وهذا يشمل كل الطيف السياسي الكوردي دون استثناء … كلها زعامات فردية مؤلهة تمارس المحاببة و المصاهرة اشكال اخرى من الفساد السياسي و الاداري.
اقتصاديا:
لولا صدقات العالم من باب مصالح العالم لانهار كل شيء منذ سنين … بالكاد تبني دولة على هكذا بنية اقتصادية هزيلة على احسن تقدير … اذا فشلت المليارات من بغداد و من خزائن النفط خارج منافذ بغداد في تاسيس بنية اقتصادية مقبولة فلا ندري كيف تبني دولة دون اقتصاد؟
عالميا:
هل قامت دولة واحدة من ذاتها و من رغباتها و بمعزل عن دعم المجتمع الدولي؟ اين هذا الدعم لمشروع الدولة الكوردية؟ الم يكن المجتمع الدولي صريحا بما في الكفاية في رسالتهم الموقعة من قبل الاتحاد الاوروبي الموحد و المدعوم من قبل امريكا ، فيما يخص موقفهم الواضح و الصريح في دعوة قيادة الاقليم بالتخلي عن فكرة الاستقلال و بما معناه ان تحافظ على مكتسبات الاقليم التي يرونها تحقق المطلوب كفاية؟ مالذي تغير هنا؟ هل هناك وعد ترامبي؟
هذا و اسباب اخرى كثيرة تدفعنا الى ان نتسائل لاجل ماذا هكذا استفتاء، ان لم يكن استفتاء من اجل الاستفتاء …؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here